هذا سؤال مقدم
لفضيلة شيخنا العلامة
أبي عبد الرحمن
يحيى بن علي الحجوري ــ حفظه الله تعالى ورعاه ــ
👇👇👇
نص السؤال:
ما هي الكتب التي تنصحون المبتدئ بقراءتها ؟
نص الجواب:
أما من حيث الدراسة فشيء معروف، ما تدرس الحمد لله في مثل هذا الدور إلا كتب طيبة علمية نافعة، وبالأخص كتب المتقدمين والأئمة المعروفين.وأما من حيث القراءة فأي كتاب تستفيد منه من كتب السنة تقرأ فيه، وإن علمته كتابا من كتب أهل الأهواء لا تقرأ فيه، وممكن أن تعتني برياض الصالحين فإنك تقرأ فيه آمن ضامن كما يقال، والأربعين النووية، وفي كتاب التوحيد، أو فتح المجيد، والأصول الثلاثة، وفي مصنفات الشيخ ابن باز ــ رحمه الله ــ ومصنفات الشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ، ومصنفات الشيخ مقبل ــ رحمه الله ــ، ومصنفات الشيخ العثيمين، وكتب الشيخ الفوزان.
وهؤلاء الذين علموا بصفاء المعتقد وكتبهم كثيرة متنوعة، وهكذا سائر أهل السنة المعروفين بحسن السيرة وحسن المعتقد وحسن التأليف.
ومصنفات ابن القيم جملة وتفصيلا إن استطعت أن تقرأ فيها اقرأ، ومصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية إن شق عليك فهم بعضها أنظر ما يسهل عليك، ومصنفات الإمام الذهبي، ومصنفات العلامة المعلمي عبد الرحمن المعلمي، ومصنفات الحافظ ابن كثير، ومصنفات الحافظ ابن رجب، ومصنفات النووي واحذر من تأويله التي في الصفات، ومصنفات ابن عبد البر النمري، ولهم كتب مصنفات كبار وصغار كلها علمية نافعة، ومصنفات الحافظ ابن حجر، ومصنفات العلامة الصنعاني صاحب سبل السلام وبالأخص سبل السلام كتاب جيد، وتطهير الإعتقاد وأمثال ذلك كتب جيدة، وله بحوث وله شروح نافعة،
ومصنفات الإمام الشوكاني، وفي تفسيره بعض التأويل مما يحذر، ومن أحسن تصانيفة التحف بمذاهب السلف، ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار،
ومصنفات ابن مرعي الكرمي، وله اختصرات جيدة، ومصنفات اللجنة الدائمة،
ومصنفات سليمان بن سحمان،
ومصنفات الشيخ عبد المحسن العباد مصنفات علمية جيدة هائلة وهو رجل ناصح والنصح يظهر على أقواله وكتاباته.
وأما يا أخي كتابات الشيخ ابن باز فمثل العسل، بعض فتاويه لا إله إلا الله، يعني تقرأها وأنت ترى النصح ينضح منها، تذكير بتقوى الله، وتذكير المجتمعات، والنصح يعني كلام حلو، حلو لأنك ترى فيه الإخلاص، نسأل الله أن يرحمنا وإياه، تلاحظ فيه الإخلاص تلاحظ فيه الخشية والخوف من الله، يخلد نصائحة بالتذكير بالله لو طرق أي موضوع تجد فيه فائدة.
ومصنفات الشيخ حماد الأنصاري، وعدد كثير يعني مايستطاع حصرها، ولكن هذه نماذح لو قلنا كتاب كذا كتاب كذا يصعب عليك، لكن هؤلاء تقرأ بكتبهم بطمأنينة، ما عدا ما نبهنا على ما يتعلق بكتب النووي وكتب ابن حجر في شيء من التأويل في الصفات وإلا علمية كتب علمية، تجد رسائل، تجد بحوث علمية نافعة.
ابن رجب ــ رحمه الله ــ له مجموعة رسائل في خمسة مجلدات جمعة فيه عدت رسائل ما أجملها، ومصنفات العلامة السعدي كلها جميلة،
ومصنفات محمد بن عبد الوهاب النجدي كلها جميلة علمية نافعة، والدرر السنية أيضاً الفتاوى النجدية كتب علمية فتاوى علمية.
ومصنفات العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان، ومصنفات القاسمي محاسن التأويل.
أو غير ذلك كتب مأمونة حيدة علمية.
ومعناه أنك تحتاج لك إلى هذه المصنفان مكتبة هائلة، تقرأ فيها وتنهل منها في مثل هذه المصنفات الجيدة.
ومصنفات الحافظ المزي له في تهذيب الكمال في التراجم، ومفيد في تراجمه ونفعه، وكتب العِمراني مثل البيان، وكتب في العقيدة كتب جيدة، بالجملة على المذهب الشافعي كتبه تستفاد وكان من أئمة الشافعية في اليمن.
هذا للبادئ وغير البادئ، على أي كتاب تجده من هذه الكتب الطيبة وتراه سهلا عليك وتستفيد منه أبدَ بالأربعين النووية، وبالموقظة للذهبي
، والبيقونية كذلك،وأمثال هذه واقرأ واستفيد ولكن لا تملأ وقتك بالقراءة وما قد تمكنت، إشتغل بالدروس حتى تَعرف وتُعرف.
تَعرف ما تقرأ وما تسمع، وتُعرف أنك من ممن له عناية بهذا الشيء، أولاً تأهل بين أيدي المدرسين السلفين الأفاضل، تأهل فخذ في علم العقيدة واجتهد فيه علم التوحيد، علم الفرائض، علم النحو خذ من النحو استمر من الدروس الخاصة.
أما هذه دروس عامة، درس البخاري درس مهم، فإنه درس عقيدة، ودرس فقه، تجتمع فيه دروس شتى، والتفسير كتاب عام تفسير ابن كثير، وتفسير ابن جرير مأمول الغائلة أما الترجيحات فشأن العلماء، فكل واحد يرجح قوله، الترجيحات في التفسير نذير، الترجيحات في الفقه ومختصر ذلك أطلب العلم بدور الحديث ترى خيرًا إن شاء الله، واطلبه بِنهمة، واطلبه بصفاء، اطلبه بتقوى الله، اطلبه بستقامة، وحسن خلق، وحسن نية، اطلبه كذلك أيضًا بمزيد من الدعاء والإقبال على العبادة، كن عابدا بارك الله فيك لا تكن سبهللا، واطلبه بتميز لا يخطف ذهنك أولئك الذين سيضيعونك، والله أنا لك ناصح ما معي منك شيء، ولكن هذا الدين إنه الدين يُوجب النصح، وكن على كتاب الله عز وجل وسنة النبي ــ صلى عليه الله وسلم ــ ومنهج السلف رضوان الله عليهم يقول الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]
فمعنى سلفيا أي يفهم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح، وكما قال رسول ــ الله صلى الله عليه وسلم ــ، في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ)).
أيضًا كونك سلفي معناه تسير على الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم قال تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137]
إما أن تكون على طريقة القوم،
هم القوم لا يشقى بهم جليسهم، أو تكون مشرق أومغرب أو صاحب عقلانية.
فلسيت السلفية عبارة عن فكر ولا حكر على أحد، هي منهج كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، سار عليها رسول الله والخلفاء الراشدون والصحابة كلهم وهكذا التابعون.
وفر وفر أيها المسلم على نفسك وفقك الله في هذا العمر، ما تدري متى تلقى الله عز وجل
قال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34]
فعجل بالتوبة، وبادر بالعمل الصالح كما قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)).
ووفر على نفسك وحافظ على عمرك.
العمر أقصر مدتا من أن يضيع في الحساب ** فاغتنموا ساعاته فمره مر السحاب
فتدارك مابقي من عمرك، وفقك الله فإن من لقي الله عز وجل مطيعا له سعُد سعادتا أبدية، ومن لقي الله عز وجل عاصيا له بعيدا عنه معرضا عنه شقي شقاوة أبدية، قال تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) ۞ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)} [هود: 105-108]
وهناك كتب ما ذكرناه في الزهد في كتب ابن المبارك، وهناك كتب علمية كثيرة، إنما أعطينا إلماحة على مهمات يطرقها الإنسان يستفيد منها
، وكلا يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ.اهــ.
ليلة الخميس 24 شوال 1440 هجرية مسجد السنة بقرية العمود من بلاد مأرب حفظها الله
__
كتبه : حمود الثوابي
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.