🖋 *#فتح_الرب_المتعال_في_الجواب_عن_السؤال*
▪️ للأخ الفاضل / *أبي عبد الله رشيد بن مصطفى* المغربي البربري حفظه الله تعالى
••┈•🍃🌺🍃•┈••
الســ📩ــؤال (553):
ما حكم طاعة ولي الأمر في أمره بعدم ذبح الأضحية؟
الجـ📩ـواب:
اعلم -رحمني الله وإياك- بكون حكم الأضحية الاستحباب لما أخرجه مسلم (٣٩)-(١٩٧٧) من حديث أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال: «إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئا».
في تعليق النبي ﷺ تضحي أحد من المسلمين لأضحيته بالإرادة دليل على رد هذا الفعل إلى تخييره في ذلك. ولو كان ذبح الأضحية واجبا لكان حتما على المسلم، ولم يرد إلى الاختيار.
وأما طاعة ولي الأمر في غير معصية الله فواجبة للأدلة الكثيرة الواردة في الأمر بذلك. ومن ذلك ما أخرجه البخاري (٧١٤٢) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «اسمعوا، وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة».
وعلى ما تقدم ففي ما يتعلق بالمسألة فطاعة ولي الأمر فيها واجبة، مقدمة على ذبح الأضحية تقديم الواجب على المستحب.
هذا، ثم من المعهود، المعروف، والمعقول المعنى، مراعاة الأمير لمصالح رعيته، فهو لم يأمر بترك ذبح الأضحية إلا عن اجتهاد ورأي رأى فيه مصلحة رعيته. قد يكون ذلك لما يترتب على ذبح الأضحية من تقليل الفحول، فيئول أمر ذلك في المستقبل إلى تقليل إنتاج اللحوم، فيرتفع سعر اللحم إلى حد لا يستطيع شراءه كثير من الناس.
وقد يكون سبب هذا الرأي الذي رآه الأمير غير ذلك، لكنه يندرج تحت المعنى السابق الذكر من رعايته لمصالح رعيته. ويشير لهذا المعنى ما في آخر الحديث الذي أخرجه أحمد (١٩٤١٥) بإسناده إلى سعيد بن جمهان، أنه قال: أتيت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه، وهو محجوب البصر، فسلمت عليه. قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان. قال: فما فعل والدك؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة. قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله ﷺ أنهم كلاب النار. قال: قلت: الأزارقة وحدهم، أم الخوارج كلها؟ قال: بل الخوارج كلها. قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناس، ويفعل بهم. قال: فتناول يدي، فغمزها بيده غمزة شديدة. ثم قال: ويحك -يا ابن جمهان!- عليك بالسواد الأعظم! عليك بالسواد الأعظم! إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته، فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك، وإلا فدعه؛ فإنك لست بأعلم منه.
والحديث قد حسنه الشيخ مقبل في “الجامع الصحيح”.
وفي الحقيقة يحتاج الحديث إلى شرح حافل... ليس هذا الوقت مناسبا لازدحام الأشغال، والله المستعان. لكن أحببنا التنبيه على قول عبد الله بن أبي أوفى: «عليك بالسواد الأعظم» لاحتمال حمل بعضهم إياه على غير محمله. وذلك حيث كان المراد بالسواد الأعظم الجماعة كما قد صرحت بذلك بعض الأحاديث الواردة في هذا الباب. والجماعة كما فسرها بعض الصحابة كابن مسعود كونها ما وافق الحق. وعليه فالجماعة من وافق الحق، وإن كان واحدا!
وبعد هذا التنبيه كان الشاهد من سوق هذا الحديث قول عبد الله بن أبي أوفى في وصفه للسلطان: «لست بأعلم منه»؛ إذ المكان الذي يشغله السلطان يجعله مطلعا على أمور كثيرة تتعلق بمصلحة ولايته واستقرارها، فالمفروض تحريه في ما يرى كونه هو المصلحة لإمارته ولرعيته. وقد يصيب في ما يراه، وقد يخطئ؛ فإنه بشر يعتريه ما يعتري البشر... ولكن هذا ليس إلينا، وإنما الذي يلزمنا نحن الذين تحت إمارته طاعته في ما رآه ما دام لم يأمر بمعصية.
🗓 شهر رمضان سنة ست وأربعين وأربعمائة وألف
••┈•🍃🌺🍃•┈••