أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

خطبة جمعة بعنوان:رمضان شهر القربات للشيخ الفاضل أبي عبد الله عبد الرحمن بن عبد المجيد الشميري حفظه الله

 


خطبة جمعة بعنوان:رمضان شهر القربات

للشيخ الفاضل أبي عبد الله عبد الرحمن بن عبد المجيد الشميري حفظه الله


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم  
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»[آل عمران:102]
 «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» [النساء:1]
« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا » [الأحزاب: 70،71]
أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أيها الناس :يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:«وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)»[آل عمران:133]

ويقول جل وعلا :«فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ» [البقرة:148]

ويقول سبحانه وتعالى :«سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ  ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ  وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)» [الحديد21].
فربنا سبحانه وتعالى في هذه الآيات يأمرنا بالمسابقة، ويأمرنا بالمسارعة، ويأمرنا بالاستباق إلى الخيرات، وها نحن في أوائل شهر رمضان المبارك شهر القربات، وشهر السباق إلى الخيرات، وشهر السباق إلى الطاعات والعبادات،فلنتنافس فيه على الخير، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
الناس إذا كان هناك موسم دنيوي يتنافسون فيه على أمور الدنيا،إذا كان هناك موسم للتجارة يتنافسون فيه في أمور التجارة، وفي أي موسم من المواسم تجد الناس يتسابقون ويتنافسون في المسارعة إلى ذلك،والآخرة خير وأبقى، «بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى»، فها نحن في موسم الخيرات،ها نحن في موسم عظيم من مواسم الطاعات، فلنتنافس فيه على الخير، ولنسابق غيرنا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، وإن من أعظم ما يتنافس فيه ويتسابق فيه لهو قراءة القرآن في هذا الشهر المبارك،إن قراءة القرآن لها فضل عظيم في سائر الشهور ولكن في شهر رمضان مزية على غيره،وذلك لأن شهر رمضان شهر القرآن، قال الله جل وعلا:«شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ» [البقرة:185]
وقال الله جل وعلا :«إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)»[القدر:1]
وليلة القدر هي في العشر الأواخر من رمضان.
وقال سبحانه :«إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ» [الدخان:3]
وهذه الليلة المباركة هي ليلة القدر، إذًا فما دام أن القرآن أنزل في هذا الشهر المبارك إذًا فهو شهر القرآن، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعارضه جبريل القرآن في كل سنة مرة في رمضان، وفي العام الذي توفي فيه عارضه القرآن مرتين تأكيدًا وتثبيتًا، ولأن الإنسان في أواخر عمره ينبغي أن يكثر من الطاعة أكثر مما سبق في أوائل عمره، لأنه قد قارب توديع الدنيا، وقارب الانتقال إلى الله جل وعلا،فعليه أن يبادر إلى الخير أكثر من أوائل عمره،ومن ذلك قراءة القرآن الكريم،«إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ  إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)» [فاطر:29،30].
فاتل كتاب ربك أخي،:«اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ  » [العنكبوت:45]
أكثر من تلاوة القرآن فإن هذا الشهر كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يكثرون فيه من تلاوة القرآن،فها هو قتادة رحمه الله كان يختم القرآن في كل سبع ليال في سائر شهور السنة وفي رمضان يختمه في كل ثلاث ليال، وهكذا سائر السلف كانوا حريصين على قراءة القرآن،فيا أخي اختم القرآن ولو مرة في هذا الشهر، ولو استطعت أن تختمه أكثر فافعل،وإذا لم تكن محسنا للقراءة فالحمد لله قد أعطاك الله عز وجل خيرًا عظيمًا في سور قصيرة،اقرأ سورة الفاتحة وكررها فإنها أعظم سورة في القرآن، اقرأ آية الكرسي فإنها أعظم آية في القرآن، اقرأ سورة قل هو الله أحد فإنها تعدل ثلث القرآن، اقرأ سورة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فإنه ما سأل سائل بمثلهما ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما، هكذا يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ويقول صلى الله عليه وآله وسلم:>أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟! «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»، وَ«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» رواه مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه،
وعقبة بن عامر يقول :" يا رسول الله أقْرِئْني آيًا من سورةِ هُود ، وآيًا من سورةِ يوسفَ . فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم : يا عُقبةُ بنَ عامرٍ ! إنَّكَ لَن تقرأَ سورةً أحبَّ إلى اللهِ ، ولا أبلغَ عندَه مِن أن تَقرأَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فإن استَطعتَ أن لا تفوتَك في الصَّلاةِ فافعَلْ .<
نعم سور قصيرة إلا أن فيها أجورًا كثيرة، أجورًا عظيمة فإياك أخي أن تفرط في وقتك في هذا الشهر المبارك، إياك أن تضيع أوقاتك فيما لا يعود عليك بنفع.
وهكذا أيضا من القربات التي ينبغي للإنسان أن يتقرب بها إلى الله عز وجل دائماً ولكن في هذا الشهر أكثر هو : قربة الصدقة، سواء صدقة التطوع، أو صدقة الفرض، فإن من الناس من يمتلك مالاً قد بلغ النصاب وحال عليه الحول فإنه واجب عليه أن يزكي ماله، ولا يجوز له ألا يزكي ماله، فإن بخل عن زكاة ماله بخل على نفسه :«ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه »
فإياك إياك أن تبخل بشيء هو شيء يسير ، نعم في المئة اثنين ونصف  في المائة هذه هي زكاة مالك، ربع العشر تخرجها ينمي الله مالك، ويبارك الله عز وجل لك في مالك، وتؤجر الأجر العظيم، وتكون قد أديت ركنًا عظيما من أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها الإسلام، فيا عباد الله ربنا سبحانه وتعالى يقول:«وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة» فلا بد من أن يؤدي الإنسان زكاة ماله إذا كان له مال قد بلغ النصاب وحال عليه الحول، والمرأة يجب عليها أن تزكي على ذهبها، إذا كان لها ذهب قد بلغ النصاب وحال عليه الحول والنصاب خمسة وثمانون جراما،  وهكذا أيضا الفضة وأصحاب الفضة إذا كان له خمسمائة وخمسة وتسعون جراما من الفضة فإنه واجب عليه أن يؤدي زكاته، وهكذا أصحاب الأموال إذا كان له مال قد بلغ نصاب الفضة، ونصاب الفضة يزيد هذه الأيام على مائتي ألف قليلًا، فإذا بلغ عنده مثل هذا وحال عليه الحول فإنه واجب عليه أن يؤدي زكاة ماله ربع العشر، يقسم ما معه من المال على أربعين والناتج يخرجه زكاة، حتى وإن كان هذا المال قد ادخرته لزواجك أو ادخرته لحاجتك وحال عليه الحول وبلغ النصاب فالواجب عليك أن تخرج زكاته.
وهكذا صدقة التطوع يعني ينبغي للإنسان أن يكثر لا سيما في هذا الشهر المبارك من صدقة التطوع، فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه جبريل كل ليلة فيدارسه القرآن،
فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة،  والجود هو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، الجود لا يقتصر على الجود بالمال، نعم، الجود بالمال نوع عظيم من أنواع الجود، ولكن  من كان عنده علم فليجد بعلمه، ومن كان عنده جاه فليجد بجاهه وشفاعته ولينفع الناس بما أعطاه الله من الجاه والشفاعات، ومن كان كذلك أيضا عنده قدرة على نفع الناس فلينفع الناس، فإن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، انفع الناس وجد للناس بالخير الذي أعطاك الله،  وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، فليجد الإنسان بما أعطاه الله سبحانه وتعالى وبما أمكنه الله منه، فليجد ولينفع وليكثر من فعل الخير لعله أن يفلح في الدنيا والآخرة.

وهكذا أيضا  مما يتقرب به إلى الله عز وجل دائما ولا سيما في هذا الشهر المبارك: الدعاء  فإن الله سبحانه وتعالى ذكر آيات الصيام في سورة البقرة وخللها بآية تدل على الدعاء وعلى فضل الدعاء وعلى أن الإنسان يهتم في صيامه بالدعاء، فإن دعوة الصائم لا ترد، ثلاثة لا ترد دعوتهم كما عند ابن ماجه من حديث أبي هريرة ،أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :>ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم.<
فهؤلاء ثلاثة لا ترد دعوتهم، وشاهدنا: والصائم حتى يفطر ، فأنت من بداية النهار من حين تبدأ الصوم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس دعوتك مستجابة لكن بشرطين ذكرهما الله عز وجل في هذه الآية التي ذكرها في آيات الصيام، قال الله جل وعلا:« وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ  أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ  فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)» [البقرة:186].
أجيب دعوة الداع إذا دعان، متى ؟ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي، حقق هذين الشرطين وأبشر بالخير، فليستجيبوا لي، استجب لأوامر ربك، أمرك الله أن تصلي استجب لأمر ربك، أمرك الله أن تصلي مع الجماعة استجب لأمر ربك، أمرك الله عز وجل بأن تزكي عن مالك استجب لأمر ربك، أمرك الله عز وجل أن تصوم شهر رمضان استجب لأمر ربك، أمرك الله عز وجل أن تحج إن كان عندك استطاعة في العمر مرة استجب لأمر ربك، استجب لأمر ربك في كل شيء وأبشر باستجابة دعائك، فليستجيبوا لي، أما أنك تعرض عن الله لا تستجيب لأوامر ربك ولا تنتهي عن نواهيه، ولا تنزجر بالزواجر، ولا تتعظ بالمواعظ ثم تقول لماذا لا يستجاب لي؟ التفريط منك يا أخي، التفريط منك أنت، لم تستجب لربك فما استجاب الله دعوتك، لكن استجب لله استجب لأوامر الله وأبشر باستجابة دعوتك، فإن الله سبحانه وتعالى لا يخيبك ولا يرد دعاءك وأنت قد استجبت له، قال الله جل وعلا:«وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ  وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26)» [الشورى:26].
فمتى استجبت لله عز وجل استجاب الله دعاءك، فإن معنى هذه الآية ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله أن يستجيبوا دعاءهم، فأكثر من الدعاء لنفسك في حال صومك، وأكثر من الدعاء لأولادك، وأكثر من الدعاء للمؤمنين والمؤمنات، استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لطاعته وأن يجنبنا معصيته.


الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد أيها الناس: إن من أعظم ما تتقرب به إلى الله عز وجل دائما ولا سيما في هذا الشهر المبارك لهو: قيام الليل، القيام عباد الله قرين الصيام، القيام لا سيما في رمضان صلاة التراويح فيها خير عظيم، وفيها أجور عظيمة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :>من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.<
إياك إياك أخي أن تتكاسل عن صلاة التراويح، صلها مع الجماعة، فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول:> إنه من يصلي مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.<
أنت تصلي مع الإمام قدر الساعة أو ساعة إلا ربع أو النصف ساعة حتى ينصرف الإمام ويأجرك الله عز وجل كأنك قمت الليل كله، فيا أخي لا تتكاسل عما ينفعك في أمر آخرتك، لا تتكاسل ولا تفرط في شيء ينفعك في الآخرة، فإن صلاة التراويح تنفعك في الآخرة أيما نفع، فاحرص عليها وإياك إياك أن تتشاغل عنها، لا بالدنيا فإن الدنيا فانية، ما عندكم ينفد وما عند الله باق، وإياك أن تتشاغل عنها بالقات فإنه مضر بصحتك، ابتعد عنه فإنه مضر بصحتك، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول:> لا ضرر ولا ضرار<.
ابتعد عما يشغلك عن طاعة الله سبحانه وتعالى، وأقبل على ربك، إياك أن تتشاغل عن صلاة التراويح بالألعاب المحرمة سواء بالضمنة أو بالكيرم أو بالشطرنج فإنها ألعاب محرمة لا تجوز، إياك أن تتشاغل عن طاعة ربك بالبرامج تلك البرامج المحرمة، وتلك المسلسلات، وتلك المقاطع التي ينشرونها لا سيما في شهر رمضان ليشغلوا الناس عن طاعة ربهم، احذر احذر يا أخي، يا أخي اليوم دنيا وغدًا آخرة، ستنتقل إلى الله وسيسألك الله جل وعلا، وقفوهم إنهم مسؤولون، سيسألك الله عن عمرك، سيسألك الله عن وقتك، سيسألك الله عن ذلك كله، قال صلى الله عليه وآله وسلم:> لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن شبابه فيما أبلاه.<
سيسألك الله يا أخي فأعد للسؤال جوابا وأعد للجواب صوابا، إذا سألك الله عز وجل عن عمرك ماذا قضيت عمرك ؟ هل ستقول له يا رب قضيته في الألعاب، وفي النظر إلى البرامج، قضيته فيما يغضبك، لا لا لا هذا سيضرك ، إذا أعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا، أعد من الآن أنت اليوم في زمن المهلة«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ  »[الحشر:18].
وهكذا من أعظم ما تتقرب به إلى الله عز وجل في هذا الشهر المبارك لهو: المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، إياك أن تنام عن الصلاة يا أخي فيثلغ رأسك بالحجر في قبرك، كلما صح رأسك ثلغت  مرة أخرى، كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما في البخاري عن سمرة،  قال قلت ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الذي يأخذ القرآن ويرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، بعض الناس هداهم الله ينام في رمضان عن صلاة الفجر،  وينام عن صلاة الظهر، وربما نام عن صلاة العصر، أين خوفهم من الله؟ أين مراقبتهم لله؟ ويقول : إنه صائم،  ما هذا الصيام الذي ما أديت معه الصلاة؟ الصلاة أعظم ركنًا من الصيام، وأعظم وجوبا من الصيام، ثم أنت تفرط في صلاتك وتخرجها عن وقتها، نعم عبد الله اتق الله صل الصلاة في وقتها، حافظ على صلاتك،«حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) » [البقرة:238].
وهكذا أيضا مما تتقرب به إلى الله عز وجل في هذا الشهر المبارك : أن تحافظ على صلاة الجماعة، فإن صلاة الجماعة واجبة، أنت رجل مكلف واجب عليك إذا سمعت النداء حي على الصلاة حي على الفلاح أن تذهب إلى المسجد، وأن تؤدي فرضك في المسجد كما أمرك الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وآله وسلم:> صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.<
تريد أن تضيع على نفسك هذا الثواب العظيم وهذا الأجر بالتكاسل عن صلاة الجماعة.
كذلك أيضا من الأعمال الصالحة التي تتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى لهو: الإكثار من ذكر الله سبحانه، فإن الله سبحانه وتعالى رتب على الإكثار من ذكره الفلاح في الدنيا والآخرة، قال الله جل وعلا :«وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) » [الأنفال:45].
ورتب عليه الأجور العظيمة، قال سبحانه :«وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)» [الأحزاب
:35].  أكثر من ذكر الله أنت في شهر مبارك، أنت في موسم خير، أكثر من ذكر الله، أكثر من الاستغفار، قال صلى الله عليه وآله وسلم:>طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا<، أكثر من قول سبحان الله، والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، قال صلى الله عليه وآله وسلم :"لَأنْ أقولَ : سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبَرُ أحَبُّ إليَّ ممَّا طلَعَتْ عليه الشَّمسُ.<

وقال صلى الله عليه وآله وسلم:"بخٍ بخٍ وأشار بيدِه لخمسٍ ما أثقلَهنَّ في الميزانِ سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ والولدُ الصَّالحُ يُتوَفَّى للمرءِ المسلمِ فيحتسِبُه.<
أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة.
أكثر من قراءة القرآن فإنه أعظم ذكر، أكثر من الصلاة فإنها أعظم ذكر، قال الله جل وعلا :«وأقم الصلاة لذكري».
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا آتنا في الدنيا حسنة،  وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
سجلت في يوم :

الجمعة 9رمضان لعام  1444هـ

مسجد الشميري تعز  .

فرغها أبو عبدالله زياد المليكي 

رابط الملف بصية (pdf)

https://t.me/atbaasalaf/9196

عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح