أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

تعليقا على ما يثار في أوساط السلفيين من مسألة: السلام على فساق أهل البدع، وعيادة مريضهم، وشهود جنائزهم.



 تعليقا على ما يثار في أوساط السلفيين من مسألة: السلام على فساق أهل البدع، وعيادة مريضهم، وشهود جنائزهم.

على السلفي الناصح كان عاميا، أو طالب علم، أو شيخا يتربع على كرسي التدريس، أن ينفر المسلمين من البدعة وأهلها، وأن يحذرهم البدعة وأهلها، وأن لا يهون البدع عند الناس، بل لا بد من تعريف الناس بضرر البدعة التي كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه منها في جل خطبه، بقوله: شر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة، وقوله: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة، وكان يقول: من رغب عن سنتي فليس مني، ويقول: من كانت فترته إلى بدعة فقد هلك، وثبت عنه قوله: حجب الله التوبة عن كل صاحب بدعة، فهذا تحذير من البدع عموما ووصف لها بالضلال وتنفير عنها وقد مضى على ذلك سلفنا رضي الله عنهم، بداية بالصحابة ثم تلاميذهم من التابعين ثم ثلاميذ تلاميذهم، وأخذ هذا عنهم كل سلفي كابرا عن كابر إلى زمننا هذا وحتى يقبض الله الأرض ومن عليها، مادامت الطائفة الظاهرة القاهرة الناجية يطرف لها جفن وينبض لها عرق.
لم يميز سلفنا في التحذير بين كبار البدع وصغارها، بل نفروا عنها جميعا كما في قصة ابن مسعود مع القصاصين وأصحاب الحلق، الذين أحدثوا طريقة محدثة في الذكر انتهت بهم إلى قطف رقاب الصحابة، ورضي الله عن أبي قلابة ورحمه حيث قال: ما ابتدع قوم بدعة إلا رأوا السيف، فالتهوين من شأن أهل البدع بحجة أن منهم من هو من أهل الإسلام وله حق المسلم من بذل السلام وعيادة المريض وشهود الجنازة مصيبة تجر إلى تمييع الصف السلفي، وتهوين البدعة في أنظارهم، فأين هذا التأصيل العجيب من هجر النبي صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين خلفوا، لا يكلمهم ولا يسلم عليهم ولا يرد عليهم السلام، ويأمر المسلمين بذلك حتى تنكر لهم أقرب المقربين وأبناء العمومة، وهجرتهم الزوجات خمسين يوما وهم لم يأتوا بدعة قط!
وأين هذا التأصيل من ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على صاحب الدين، وهجر الصحابة من تهاون في بعض السنن حتى الموت أو التوبة ولو كان أقرب قريب!
فإني والله ناصح نفسي وإخوتي الدعاة ومن يبلغه من الأفاضل لا تحريشا والذي نفسي بيده ولكن خوفا على الصف السلفي وصيانة له ووقاية والله سبحانه هو المطلع على النيات، أقول هذا نصحا وشفقة على دعوة سارت سيرا حسنا أوجع أهل البدع الكفرية والبدع الفسقية وأوجع كل مبطل، فيا دعاة السنة هل غفلتم عن قول السلف ما أحدثت بدعة إلا ازدادت مضيا! نعم والله تحدث البدعة ثم تنتشر وتنتشر وتكبر، ورحم الله البربهاري إذ قال: واحذر صغار المحدثات فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق؛ فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع المخرج منها، فعظمت وصارت دينا يدان به، فخالف الصراط المستقيم، فخرج من الإسلام. اهـ.
ولا غرو فإن المبتدع ارتكب أمرا عظيما جدا، حتى وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر الأمور، كيف لا وهو يشرع مع الله عياذا بالله، وقد قال سبحانه: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} ، كيف وقد شاق الله ورسوله، والله يقول: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}!
كيف وقد رغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الهوى، {ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين}، كيف وقد وقع في لعنة النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة والناس أجمعين، قال صلى الله عليه وسلم: لعن الله من آوى محدثا، وكان الصحابة يلعنون الخوارج كما في حديث: لعن الله الأزارقة، فيلعنهم الله والرسول ونحن نسلم عليهم ونعودهم ونشهد جنائزهم هذه والله خذيلة، المبتدع يطرد من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال له سحقاً لمن غير وبدل، ونحن نقول له: السلام عليكم ونشهد جنازته ونعوده إذا مرض، هذا أمر عجيب وتأصيل غريب والله المستعان، ورحم الله مالكا فقد صح أنه قال: بئس القوم أهل البدع لا أسلم عليهم، وقال أحمد: إذا سلم على المبتدع فهو يحبه، وقال البغوي في شرح السنة: فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره، ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا، فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته، ويراجع الحق.
والنهي عن الهجران فوق الثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان ذلك في حق الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا. اهـ.
وهذا باب لا يحتمله مثل هذا المنشور، بل يحتمل مجلدا فلعل الله أن ييسر ذلك، وأسأل الله أن يصلح ظواهرنا وبواطننا، وأن يحفظ علينا دعوتنا، ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله رب العالمين.
كتبه /
 أبو عبدالله وهب الذيفاني  غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين.

عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح