#تفريغ_أحسن_الأقوال_في_بيان_فضائل_الأعمال
▪️للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله.
📢 مسجد الصحابة - بالغيضة - المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓السبت 10 / رمضان / 1444 هجرية
📚 أحسن الأقوال في بيان فضائل الأعمال
🎙 الفائدة ➿ 4 ( فضل الصلاة )
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد:
من أفضل الأعمال: الصلاة إذ أن الله عز وجل فرضها على محمد صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، حين رفعه فوق السماوات إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام ولم يكن بين الله عز وجل وبين محمد صلى الله عليه وسلم واسطه في فرضيتها.
ومما يدل على فضلها أن يؤمر بها الصبي ويُعلَّم مع صِغر سنه وحداثة سنه، ومنها أنها لا تسقط بحال إلا على مجنون أو حائض أو نفساء وإلا ما دام المسلم عاقلا مميزا تلزمه الصلاة، ومنها أنه يؤتى بها على أي حال «صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب»، ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وهو يوصي بها: «الصلاة الصلاة»، وما ملكت أيمانكم، ومنها أنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومنها أول ما يحاسب به العباد يوم القيامة: الصلاة، ومنها أنها تتكرر في كل يوم خمس مرات لمحبة الله لها، هذا في الفريضة أما في النوافل فتستحب في جميع الأوقات، إلا ما كان من أوقات الكراهة الثلاثة المعلومة: حين تزول الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الفجر حتى تطلع الشمس. حتى لا يتأسى بالكفار.
ومنها أنها تؤدى على حسب الاستطاعة من استطاع أن يتوضأ لها توضأ، ومن عجز تيمم، ومن عجز صلى على قدر الاستطاعة لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ومنها أنها كفارة لما بينها من الذنوب «الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر»، ومنها كذلك أنها تضاعف لاسيما في الجماعة، «صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبعٍ وعشرين درجة». وفي رواية: «بخمسةٍ وعشرين درجة». وفي رواية: «ببعض وعشرين درجة».
ومنها أنها تؤدى في الحضر والسفر بخلاف بقية العبادات إلا أن في الحضر تؤدى أربعًا وفي السفر ركعتين إلا ما كان من صلاة المغرب فتبقى على أنها ثلاث؛ لأنها وتر النهار وصلاة الفجر ركعتين.
ومنها أن جميع الرسل والأنبياء تتابعوا على الأمر بها، بل يقول الله عزوجل في شأن إسماعيل: {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ} وإبراهيم لما حزنه شأن زوجته وأخذها الظالم قام إلى الصلاة، وموسى قال النبي ﷺ: «مررت على موسى ليلت أُسري بي فإذا هو عند الكثيب الأحمر قائم يصلي».
وهكذا تتابع الجميع على هذه العبادة الجليلة العظيمة، ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها قال النبي ﷺ: «خمس صلواتٍ إفترضهن الله على عباده فمن أحسن وضوئهن وخشوعهن وركوعهن كان له عند الله عهدٌ أن يدخله الجنة ومن لم يحسن وضوئهن ولا خشوعهن ولا ركوعهن فليس له عند الله عهد إن شاء عاقبة وإن شاء عفى عنه».
نُزعَ مسمى الأخوة عن الذي. لا يصلي قال الله عز وجل: {فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}، قال العلماء: مفهومه أن الذي لا يصلي ليس بأخ لنا.
ومما يدل على فضيلتها أن تاركها من أهل النار: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤)} ومما يدل على فضيلتها أن تاركها كافر، قال النبي ﷺ : «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة».
ومما يدل على فضيلتها ذم الله عزوجل لمن ضيعها: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}، ومما يدل على فضيلتها أن الساهي عنها معرض للوعيد العظيم: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} مفهومه أن المحافظين على الصلاة و أن المداومين على الصلاة و إن المبادرين إلى طاعة الله في هذهِ العبادة الجليلة في جنَّاتٍ مكرمون كما قال الله عزوجل بعد ذكر المصليين: {أُولَئكَ هُمُ الوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وقال: {أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} إلى غير ذلك.
فهي فريضة الله ينبغي للإنسان أن يحافظ عليها ويستبشر من الله.
مما يدل على فضيلتها أجور في الطهارة لها أجور في الإتيان إليها أجور في الرجوع منها، أجور في الانتظار لها بل تصلي عليك الملائكة قَالَ النبى اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ، بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي الصَّلَاةِ مَا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، يَقُولُونَ: اللهُمَّ ارْحَمْهُ، اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ، مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ» وهي قائمة لذكر الله كما قال الله عزوجل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} فتقام لذكر الله.