#تفسير_سورة_الفاتحة_من_تفسير_ابن_كثير :
( المنشور الثاني عشر )
الفصل الثاني : فوائد عن الاستعاذة :
الفائدة الثانية :
- متى تكون الاستعاذة قبل القراءة أم بعدها ؟
* ﻗﺎﻝ الله سبحانه وﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻓﺈﺫا ﻗﺮﺃﺕ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ اﻟﺮﺟﻴﻢ * ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ ) . [ اﻟﻨﺤﻞ: 98، 99]
ـ ﻗﺎﻟﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ :
يتعوذ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﺮاءﺓ ، ﻭاﻋﺘﻤﺪﻭا ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﺳﻴﺎﻕ اﻵﻳﺔ، ﻭﻟﺪﻓﻊ اﻹﻋﺠﺎﺏ ﺑﻌﺪ ﻓﺮاﻍ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
ﻭﻣﻤﻦ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﻤﺰﺓ ( أي حمزة الزيات أحد القراء ) ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ اﺑﻦ ﻗﻠﻮﻗﺎ ﻋﻨﻪ ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻧﻲ ، ﺣﻜﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﺑﻮ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺟﺒﺎﺭﺓ اﻟﻬﺬﻟﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ " اﻟﻜﺎﻣﻞ ".
ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ -ﺃﻳﻀﺎ-ﻭﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ.
ﻭﻧﻘﻠﻪ ﻓﺨﺮ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺮاﺯﻱ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻋﻦ اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻨﺨﻌﻲ ﻭﺩاﻭﺩ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ اﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ اﻟﻈﺎﻫﺮﻱ .
ـ قال شيحنا يحيى بن علي الحجوري :
لم يثبت هذا القول عن أبي هريرة رضي الله عنه .
ـ وقال : هذا قول مرجوح .
ـ ﻭﺣﻜﻰ اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺃﻥ اﻟﻘﺎﺭﺉ ﻳﺘﻌﻮﺫ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ، ﻭاﺳﺘﻐﺮﺑﻪ اﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ.
ـ قال شيخنا يحيى حفظه الله :
هذا القول عن مالك غريب ليس بصحيح إليه .
ـ ﻭﺣﻜﻰ ﻗﻮﻝ ﺛﺎﻟﺚ ﻭﻫﻮ اﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﺃﻭﻻ ﻭﺁﺧﺮا ﺟﻤﻌﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺪﻟﻴﻠﻴﻦ ﻧﻘﻠﻪ ﻓﺨﺮ اﻟﺪﻳﻦ .
ـ قال شيخنا يحيى رعاه الله :
هذه الأقوال الثلاثة شاذة .
ـ ﻭاﻟﻤﺸﻬﻮﺭ اﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﺃﻥ اﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﻟﺪﻓﻊ اﻟﻮﺳﻮاﺱ ﻓﻴﻬﺎ، ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻼﻭﺓ .
ﻭﻣﻌﻨﻰ اﻵﻳﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ : ( ﻓﺈﺫا ﻗﺮﺃﺕ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ اﻟﺮﺟﻴﻢ ) . [ اﻟﻨﺤﻞ: 98] .
ﺃﻱ : ﺇﺫا ﺃﺭﺩﺕ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻛﻘﻮﻟﻪ: {ﺇﺫا ﻗﻤﺘﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﺎﻏﺴﻠﻮا ﻭﺟﻮﻫﻜﻢ ﻭﺃﻳﺪﻳﻜﻢ}
اﻵﻳﺔ [ اﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: 6]
ﺃﻱ: ﺇﺫا ﺃﺭﺩﺗﻢ اﻟﻘﻴﺎﻡ .
ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ؛