أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

"الرد الفوري على القبوري الجفري" في تقريره أن الأصل رفع الصوت والذكر الجماعي

 


"الرد الفوري على القبوري الجفري"

في تقريره أن الأصل رفع الصوت والذكر الجماعي

---------&&-------

- استمعت إلى مقطع للقبوري الجفري وهو يجيب عن سؤال طرح عليه في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بشكل جماعي وبصوت مرتفع،

- فأجاب الجفري بجواب مفاده أن الأصل في الذكر أن يكون جماعيا وان يجهر به ويرفع الصوت به، وذكر بأن غالب النصوص التي جاءت في القرآن في الذكر والصلاة على النبي انما جاءت بصيغة الجماعة ثم استدل ببعض الأدلة منها قول الله عز وجل( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) وقوله تعالى(يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)،

- كما استدل برفع الصوت بالتكبير في أيام العيد وقال ملبسا أن هذا يدل على أن هذه عادتهم في الذكر، ثم رد على حديث ( إنكم لا تنادون أصما ولا غائبا) وقال أنما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك لأنهم كانوا يمشون إلى غزوة من الغزوات لأن رفع أصواتهم ستجهدهم..الخ

- ومن باب بيان الحق للناس والرد على شبهات أهل البدع الضلال أحببت أن أقف وقفات مع كلام الجفري هذا فأقول مستعينا بالله:

- أولا: استدلال الجفري ببعض الآيات كقوله تعالى( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) وقوله عز وجل( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) استدلال غريب جدا لا أظن أنه استدل به عن جهل وإنما عن تلبيس لمن يستمع له من المساكين، فكون الآيات جاءت بصيغة الجمع فهذا لا يدل اطلاقا على أن المقصود منها ان الذكر يكون بصوت واحد وبشكل جماعي وإنما هو مجرد خطاب للجمع، فقول الله عز وجل ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) هو كقوله في نفس الآية (الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ) فهل نقول أن هذه الألفاظ تدل على صدق جماعي وصبر جماعي وخشوع جماعي..الخ أو أنه مجرد أخبار يدل على الجمع؟

وقد ذكر المفسرون عند تفسير قوله تعالى (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات) الحديث في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل ، فصليا ركعتين ، كتبا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات " فهل في ذلك دليل على ما لبس به الجفري من أن ذلك يعني رفع الصوت بذكر جماعي؟

- ومثل ذلك الآية( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فهو مجرد خطاب للمؤمنين عامة بأن يصلوا على نبيهم، وليس المراد منه بل لا يفهم منه عاقل على الاطلاق أن المقصود منه الصلاة بصوت واحد مرتفع بشكل جماعي، فهذا من التكلف المذموم من قبل الجفري لنصر بدعته والله المستعان.

- ثانيا: استدلال الجفري برفع الصوت بالتكبير في العيد بأن ذلك يدل على أن هذه عادة الصحابة في الذكر برفع أصواتهم وبشكل جماعي، فهذا استدلال هو في الحقيقة يدين الجفري، لأن نقل الصحابة أن ذلك يفعل في أيام العيد يدل على أنهم لا يفعلون ذلك في غير أيام العيد( أعني رفع أصواتهم بالتكبير والتهليل والذكر) وليس كما قال الجفري بأنه يدل على أن ذلك هو الأصل عندهم. كما أنه ليس فيه أي دلاله أن التكبير أيام العيد يكون بصوت متفق عليه يبدؤونه معا وينهونه معا فمثل هذا أيضا يحتاج دليل لإثباته.

- ثالثا: أما رد الجفري عن حديث( إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا) وتخصيصه بأن رسول الله انما قال ذلك لكونهم يمشون إلى غزوة وأنه أراد ألّا يجهدهم، فهذا أيضا من التكلف المذموم من قبل الجفري لمناصرة بدعته، وإلا فالحديث واضح جدا وليس فيه ما يدل على الاطلاق على ما أشار اليه الجفري بل ان العلة المذكورة في الحديث واضحة تشمل المسافر وغير المسافر وهي قوله ( إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا)، وللفائدة نذكر الحديث كما جاء عن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ، ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا ؛ إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ ) رواه البخاري (2992) ومسلم (2704) .

- رابعا: الأصل هو أن يسمع المسلم نفسه بالذكر ولا يرفع صوته ويجاهر ويبالغ به إلا فيما خص في ذلك دليل كالتكبير أيام العيد، ودليل ذلك قوله تعالى(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ). قال القرطبي رحمه الله: (ودون الجهر أي دون الرفع في القول . أي أسمع نفسك ; كما قال : وابتغ بين ذلك سبيلا أي بين الجهر والمخافتة . ودل هذا على أن رفع الصوت بالذكر ممنوع . على ما تقدم في غير موضع) إ.هـ

وقال ابن كثير رحمه الله((وأما قوله : ( تضرعا وخيفة ) أي : اذكر ربك في نفسك رهبة ورغبة ، وبالقول لا جهرا ; ولهذا قال : ( ودون الجهر من القول ) وهكذا يستحب أن يكون الذكر لا يكون نداء و [ لا ] جهرا بليغا ; ولهذا لما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه ؟ فأنزل الله : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) [ البقرة : 186 ]

 

وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : رفع الناس أصواتهم بالدعاء في بعض الأسفار ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس ، أربعوا على أنفسكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ; إن الذي تدعونه سميع قريب "))هـ

ومن الأدلة أيضا قوله تعالى(وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)

اضافة إلى الحديث الذي تكلف الجفري بالرد عليه لينصر قوله ( إنكم لا تدعون أصما ولا غائبا)

-خامسا:

أما بالنسبة لكلام الجفري عن الذكر الجماعي وأنه الأفضل، فهو كلام ليس عليه برهان ويحتاج دليل من الكتاب والسنة بل إن الأدلة تخالفه تماما وسنذكر بعضها:

- أنه أمر محدث لم يكن عليه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه من بعده ولو كان خيرا لفعلوه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)

- تأديب عمر رضي الله عنه القوم المجتمعين للدعاء:

روى ابن أبي شيبة في المصنف (8/558) وابن وضاح في البدع والنهي عنها :

كَتَبَ عَامِلٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إلَيْهِ ، أَنَّ هَاهُنَا قَوْمًا يَجْتَمِعُونَ فَيَدْعُونَ لِلْمُسْلِمِينَ وَلِلأََمِيرِ ، فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ : أَقْبِلْ وَأَقْبِلْ بِهِمْ مَعَك ، فَأَقْبَلَ ، وَقَالَ عُمَرُ لِلْبَوَّابِ : أَعِدَّ لِي سَوْطًا ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى عُمَرَ أَقْبَلَ عَلَى أَمِيرِهِمْ ضَرْبًا بِالسَّوْطِ ، فَقَالَ : يَا أمير المؤمنين ، إنَّا لَسْنَا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْنِي أُولَئِكَ قَوْمٌ يَأْتُونَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ.

-إنكار ابن مسعود رضي الله عنه على أصحاب الحلق في المسجد:

قال الإمام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمه الله في "سننه" (210) :

أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنبَأَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: " كُنَّا نَجْلِسُ عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَبْلَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ ، فَإِذَا خَرَجَ ، مَشَيْنَا مَعَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجَاءَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: أَخَرَجَ إِلَيْكُمْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قُلْنَا: لَا، بَعْدُ ، فَجَلَسَ مَعَنَا حَتَّى خَرَجَ ، فَلَمَّا خَرَجَ، قُمْنَا إِلَيْهِ جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ آنِفًا أَمْرًا أَنْكَرْتُهُ وَلَمْ أَرَ - وَالْحَمْدُ لِلَّهِ - إِلَّا خَيْرًا ، قَالَ: فَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: إِنْ عِشْتَ فَسَتَرَاهُ ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمًا حِلَقًا جُلُوسًا يَنْتَظِرُونَ الصَّلَاةَ فِي كُلِّ حَلْقَةٍ رَجُلٌ، وَفِي أَيْدِيهِمْ حصًا، فَيَقُولُ: كَبِّرُوا مِائَةً ، فَيُكَبِّرُونَ مِائَةً، فَيَقُولُ: هَلِّلُوا مِائَةً، فَيُهَلِّلُونَ مِائَةً ، وَيَقُولُ: سَبِّحُوا مِائَةً، فَيُسَبِّحُونَ مِائَةً ، قَالَ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُمْ ؟ ، قَالَ: مَا قُلْتُ لَهُمْ شَيْئًا انْتِظَارَ رَأْيِكَ أَوِ انْتظارَ أَمْرِكَ ، قَالَ : " أَفَلَا أَمَرْتَهُمْ أَنْ يَعُدُّوا سَيِّئَاتِهِمْ ، وَضَمِنْتَ لَهُمْ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِمْ " ، ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى حَلْقَةً مِنْ تِلْكَ الْحِلَقِ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَ؟ " قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حصًا نَعُدُّ بِهِ التَّكْبِيرَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّسْبِيحَ ، قَالَ: " فَعُدُّوا سَيِّئَاتِكُمْ ، فَأَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يَضِيعَ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ شَيْءٌ ، وَيْحَكُمْ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ، مَا أَسْرَعَ هَلَكَتَكُمْ هَؤُلَاءِ صَحَابَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ ، وَهَذِهِ ثِيَابُهُ لَمْ تَبْلَ ، وَآنِيَتُهُ لَمْ تُكْسَرْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لَعَلَى مِلَّةٍ هِيَ أَهْدَى مِنْ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوْ مُفْتَتِحُو بَابِ ضَلَالَةٍ " ، قَالُوا: وَاللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا أَرَدْنَا إِلَّا الْخَيْرَ. قَالَ: " وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، وَايْمُ اللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّ أَكْثَرَهُمْ مِنْكُمْ " ثُمَّ تَوَلَّى عَنْهُمْ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ: رَأَيْنَا عَامَّةَ أُولَئِكَ الْحِلَقِ يُطَاعِنُونَا يَوْمَ النَّهْرَوَانِ مَعَ الْخَوَارِجِ ".

-قال الشاطبي رحمه الله :

" إذا ندب الشرع مثلاً إلى ذكر الله ، فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وبصوت ، أو في وقت معلوم مخصوص عن سائر الأوقات ـ لم يكن في ندب الشرع ما يدل على هذا التخصيص الملتزم ، بل فيه ما يدل على خلافه ؛ لأن التزام الأمور غير اللازمة شرعاً شأنها أن تفهم التشريع ، وخصوصاً مع من يقتدى به في مجامع الناس كالمساجد ...👈

👈وعلى ذلك ترك التزام السلف لتلك الأشياء أو عدم العمل بها ، وهم كانوا أحق بها وأهلها لو كانت مشروعة على مقتضى القواعد ، لأن الذكر قد ندب إليه الشرع ندباً في مواضع كثيرة ، ... بخلاف سائر العبادات . ومثل هذا الدعاء فإنه ذكر الله ؛ ومع ذلك فلم يلتزموا فيه كيفيات ، ولا قيدوه بأوقات مخصوصة بحيث تشعر باختصاص التعبد بتلك الأوقات ، إلا ما عينه الدليل ، كالغداة  والعشي . ولا أظهروا منه إلا ما نص الشارع على إظهاره ، كالذكر في العيدين وشبهه ، وما سوى فكانوا مثابرين على إخفائه وسره . ولذلك قال لهم حين رفعوا أصواتهم : ( أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) وأشباهه ، ولم يظهروه في الجماعات .

فكل من خالف هذا الأصل فقد خالف إطلاق الدليل أولاً ، لأنه قيد فيه بالرأي . وخالف من كان أعرف منه بالشريعة وهم السلف الصالح رضي الله عنهم " انتهى .

"الاعتصام" (1 /188-189).

🏻 أبو مالك الحضرمي

https://t.me/sofiathadramout/7551

 

رابط الملف بصيغة (pdf)👇👇

https://drive.google.com/file/d/1EsgauKSKnD-Y3elroOhGEHSHe419gD0c/view?usp=sharing 


عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح