قناة الشيخ عبدالحميد بن يحيى الزُّعكُري, [05/11/2024 19:18]
🔷🔶🔷
🔶🔶
🔷
تفريغ #سلسلة_الفتاوى_الصوتية_المفردة
▪️ للشيخ أبي محمد عبدالحميد الزعكري حفظه الله تعالى.
📢 مسجد الصحابة - بالغيضة - المهرة، اليمن حرسها الله.
🗓 الأربعاء 04 /شوال/ 1441 هجرية
⭕️ السؤال ⭕️
🔘ما هي أهم مميزات دعوة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى التي جعل الله فيها البركة؟
📌 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
يقول حفظكم الله ما هي أهم مميزات دعوة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى التي جعل الله فيها البركة جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم؟
الجواب: البركة من الله يضعها حيث شاء، قال الله عز وجل مخبرا عن عيسى:
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ}(مريم 31)
فجعل الله فيه البركة، وهكذا جعل الله في القرآن البركة، وجعل في دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم البركة العظيمة، فالبركة من الله.
وشيخنا مقبل رحمه الله خرج إلى اليمن وهو يعُدّ بالبدع والفتن، فجعل الله في دعوته بركةً عظيمة، كثُر أتباعه، وكثُرتْ مؤلفاته، وكثر طلابه، وعظُم شأن مركزه في العالم، وما من بلدٍ تمرُّ فيه في العالَم وفيه دعوة سلفية؛ إلا وتجد أثر دعوة الشيخ مقبل رحمه الله.
وهذا من فضل الله عليه وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
وأبرز أسباب ما حصل في دعوته من البركة:
الأول: أنها مأخوذة من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ وما كان هكذا فهو مبارك.
الثاني: أنها امتداد لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم مباركة في كل زمان.
((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ)).
الثالث: أنها على طريقة السلف؛ وطريقة السلف مباركة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم
((لَا تَجْتَمِعْ أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَة))
وبارك الله في السلف وفي أقوالهم وأفعالهم وفي أعمالهم
الرابع: أنها دعوة قائمة على العلم؛ وما بني على العلم الشرعي ففيه بركة عظيمة.
الخامس: أنها دعوة قائمة على العمل؛ كم هي الدعوات التي تعج بها الساحات، بينما كان شيخنا مقبل رحمه الله يدعو إلى مجموع العلم والعمل، ومن عمِل بعلمه بُورِك في دعوته.
السادس: أنها دعوة قائمة على التميُّز؛ وكان متميزا عن أهل الباطل من أصحاب البدع والحزبيات ومن إليهم. وهذا التميز له تبِعات شديدة على النفس؛ لأن الناس يتنكرون لمن يتميز عن باطلهم، ومع ذلك محمد فرق بين الناس.
ومن آخِر ما سمعنا منه مشافهة: النصح بالتميز في الدعوة، حيث رجع من بلد الحرمين ببعض زوجاته إذ لم يكن لهن محرم، ثم التقيناه مع شيخنا يحيى حفظه الله في جامع الخير بصنعاء قديما، فحدَّثنا فيما بيننا وبينه في الليل على فضيلة التميز، ثم كانت له كلمة بعد الفجر وتكلم عن التميز عن أهل البدع وما في ذلك من البركة.
السابع: الإخلاص فيما نحسبه والله حسيبه، فإن الشيخ ابن باز فيما ذُكِر عنه حين حُدِّث عن انتشار دعوة الشيخ مقبل رحمه الله قال: "ذلك ببركة الاخلاص ذلك ببركة الاخلاص.
الثامن: الإهتمام بالتعليم؛ بحيث أنه أظهر نفسه للناس يُعلّم ويُدرِّس ويبذل الوقت والجهد، كل ذلك يرجو الخير في هذه الدعوة مع ما يلحق ذلك من تبِعات مالية، وتبِعات جسمانية، وتبِعات عقلية، ومع ذلك صَبر.
التاسع: الإهتمام بالوقت؛ كان حريصا على وقته، وحريصا على وقت طلابه. إذ كانت لا تتوقف الدروس حتى يوم العيد. ما عنده عُطَل رسمية ولا عطل موسمية وإنما الإستمرار في التعليم، وهذا من أعظم بركات العلم، كما قال الامام أحمد: "من المحبرة الى المقبرة".
العاشر: الإهتمام بتوفير الكتب والمراجع العلمية حتى لا يبقى الطالب بعيدا عن العلم، بعيدا عن الكتب، بعيدا عن المدارسة، بعيدا عن المذاكرة.
وهناك مميزات كثيرة منها أيضا:
الحادي عشر: أنه كان كريماً، والكرم من أسباب البركة فإن الله يحب الجود وأهل الجود. فكان باذلًا لوقته وباذلًا لماله، فبارك الله له في ذلك.
الثاني عشر: استغلال وقت البكور في الحفظ والدرس والمراجعة.
وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا.))
الثالث عشر: الصبر على الضعفاء والغرباء والإكرام لهم.
فجعل لذلك بركة،ً لأن الجزاء من جنس العمل.
((وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيه))
الرابع عشر: الدعاء؛ فكان يدعو كثيرا ربه أن يبارك في دعوته وفي طلابه.
الخامس عشر: التواضع؛ فقد كان متواضعا للصغير قبل الكبير، و للبعيد قبل القريب، و للخامل قبل المشهور المعروف.
السادس عشر: تحقيق الايمان بالقدر؛ فقد كان من قوله "ليس بحولنا ولا بقوتنا ولا بفصاحته ولا بشجاعتها ولا بكثرة علمنا ما نحن فيه من الخير ولكن شيء اراده الله"
ومن ردَّ الأمر إلى الله كان له البركة من الله سبحانه وتعالى.
السابع عشر: المحافظة على الأذكار والأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان على ذلك وكان طلابه على ذلك فتجتمع البركات.
الثامن عشر: دعاء الصالحين له في أقطار الأرض من طلابه ومن غيرهم، فحين يرونها ما هم فيه من الخير يدعون بالبركة، ويستجيب الله عز وجل. دعوةُ المسلم لأخيه في ظهر الغيب مستجابة، عند كتفه ملك موكل يقول: "آمين ولك بمثل".
التاسع عشر: الحرص على هداية الناس؛ فقد كان حريصا على معرفة الناس بالكتاب والسنة ولذلك كان يتلطف بهم كثيرا.
العشرون، ونختم بها إن شاء الله هذا الجواب: ملازمة الدعوة؛ ملازمت الدعوة وقد تقدم معانا فيما قبل، لكن كان ملازما حريصا على إرسال الدعاة إلى البلدان والمناطق مع الوصية لهم بالصبر والترفق بالناس.
وأيضا الرفق الرفق؛ هذه من أسباب البركة، الرفق إذا كان مترفقا بالناس للمخالف والموافق، الصغير والكبير.
ونستطيع أن نزيد أيضا
الحادية والعشرون: الصدع بالحق؛ جعل الله فيه بركة عظيمة، أنه كان صادعاً بالحق، رافعا عقيرته به، صابرا على الأذى فيه.
الثانية العشرون: الصبر على العلم وعلى العمل وعلى الدعوة وعلى الأذى الذي يناله في هذا الباب.
فقال الله عز وجل
{وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} (النحل 127)
الثالث والعشرون: الزهد في الدنيا؛ كان من الزُّهاد في الدنيا وحاله كما قيل في الإمام أحمد: "أتته الدنيا فأباها، والبدعة فنفاها".
وكلما كان الإنسان زاهدا في الدنيا، كلما كان إقبال الناس عليه أعظم وكلما كانت بركة الله عليه أوفر.
والحديثُ إن كان لا يصح إلا أن معناه ثابت: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس"
وهكذا إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة التي كان يتميز بها رحمه الله.
ويكفيه أنه كان على منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم، وهم القوم لا يشقى بهم جليسهم. كان محبا لهم، منافحاً عنهم، داعيا للمنهج الحق الذي دعوا إليه وناصروه وعظموه؛ وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ونسأل الله أن يرحمه ويرحم جميع المسلمين وأن يعفو عنا وعن جميع المسلمين والحمد لله رب العالمين.