بسم الله الرحمن الرحيم
هذا تفريغ لفتوى للشيخ العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه
الله تعالى
حول الدعاء لأهل فلسطين.
والفتوى بتأريخ ليلة الخميس 27 ربيع الأول 1445هجرية.
وفرغها: أبو عمر الشعبي غفر الله له ولوالديه.
يقول: تعلمون ما يصيب المسلمين هذه الأيام من إخواننا الفلسطينيين في
أرض غزة، من حرب اليهود وحصارهم. فهل يشرع القنوت لهم بعد الصلوات المفروضة؟ وهل
هي نازلة بالمسلمين؟
الجواب المسلم مهما كان حاله. سواء كان مستقيما أو كان معوجا. فإنه ينبغي التألم عليه عند حصول ما يؤذيه وما يضره. كما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم. كمثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)). وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)). أي من الخير، كما في تلك الرواية. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)). فمهما حصل. المسلم خير من الكافر بما لا مقارنة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الرجل: ((لهذا خير من ملء الأرض مثل هذا)). أي من الكافرين أو حتى من دونه في الفصل. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لينتهين أقوام عن فخرهم بالآباء في الجاهلية او ليكونن عند الله كالجعلان التي تدفع النتن بأنفها)). ومعنى ذلك أنه لا قيمة لكافر بمقابل مسلم، ((فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)). هذا مما يدل على فضيلة المسلم على أي حال كان لأنه عنده خير. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا، وكذا، لكان كذا وكذا، ولكن فل قدر الله وما شاء فعل)). وفي الصحيح عن أنس، وجاء عن جابر في الصحيح أيضا. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((انصر أخاك ظالما أو مظلوما))، قال يا رسول الله، انصره إذا كان مظلوما، فكيف انصره إذا كان ظالما؟ قال ((تحجزه عن الظلم، فإن ذلك نصره)). ففي هذه الأدلة أن المسلم يتألم على المسلم، ولا شك أننا نتألم على ما يحصل لهم. ونسأل الله عز وجل أن يدفع عنهم كل سوء ومكروه. ونسأل الله عز وجل أن يدافع عن المستضعفين وينجي المستضعفين من المؤمنين هناك، وفي كل مكان. فقد حصل للمسلمين استضعاف من اليهود، ومن النصارى، ومن سائر الكفار، وما هذا إلا بسبب المخالفات الشرعية، والبعد عن الله سبحانه وتعالى، وضروب الجهل بأطنابه في أوساطهم. فذلك البلد وكثير من البلدان بحاجة إلى التوعية العلمية الصحيحة السلفية العلمية الشرعية. بحاجة إلى نشر التوحيد والسنة. في أوساطهم، حتى يعرفوا من يوالوا ومن يعادوا. لا يوالون والرافضة. لا يوالون أهل الانحراف والبدع. ولا يركنون إليهم. قال الله عز وجل: ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)) [سورة هود:113]. فمن ركن إلى الظلمة تمسه النار، فضلا عن غيرها. فضلا عن عذاب الدنيا. تعرض لعذاب الآخرة، فضلا عن عذاب الدنيا.
ومن جعل الغراب له دليلا * يمر به على جيف الكلاب
إذا نطق الغراب وقال خيرا***فأين الخير من وجه الغراب؟
يعني تجعلون الرافضة أسوتكم؟ من متى كان الروافض نصحاء لدين الإسلام أو المسلمين؟ لا من زمن من ابن العلقمي ولا بعده. من متى كان الروافض أسوة في الخير؟ شيخ الإسلام يصفهم بالنفاق، وجملة من أهل العلم ما يعتبرونهم إلا منافقين. كما في مجموع الفتاوى، وغير ذلك. والله قد قال عن المنافقين: ((هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ)) [آل عمران: 167].
وقال: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12) )) [سورة الحشر]. هذا حال أسوتكم الذين اتخذوهم أسوة. لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم. فيقولون إيران تنصرهم الآن. وإنما دفدفوهم على ما يضرهم. ما هناك قدرة لهم على يعني على يعني للبدء. البدء يعني إللي ما يتعلق ببدء أولئك. يا الله يسلمون من قبل. فحتى جرعهم هؤلاء على ما سمعتم على ما حصل. فالحاصل أن القوم بحاجة إلى توعية علمية شرعية صحيحة، ومن عدمها أوتوا من عدم التوعية الشرعية العلمية السلفية، وعدم وجود مرجعية علمية سلفية لهم يؤوبون إليها عند النوازل. أوتوا. يذهبون إلى الروافض، يأخذون بعض الروافض وبعض الحماسيين، حماس اسم على مسمى. حماس طيش حماس، الإخوان المسلمين، حماس الفرغ الذين يريدون أن يجمعوا أموال على صياحهم. فهم يصيحون يهدمون يقتلون، (..) تبرعات، جهاد، جهاد. نعم، كما قال الزنداني، كان يقول يأتي يعمل يعمل ماذا بارك الله فيكم؟ محاضرة في بعض الأيام في أمن واليمن وكذا، ويقول جهاد جهاد، قالو يا شيخ، أرأيت إن لم نفز في الانتخابات؟ قال قد أعددنا لكل دبابة أربيجي. وإذا بالكذوب لما دخلوا يا الله يخرج يختلسها هكذا مع أصحاب الموز. (...) لا اربيجي ولا شيء. تركوا الحصالات، والأموال والقشيبي. يحرر المنطقة ذاك يحرر صنعاء ربما لو قاموا معه قومة رجال. ولو قاوموا اسبوع واحد، بل حتى ثلاث أيام، نكسوا رؤوسهم وخرجوا يتخالسون مثل البسس. اقول لك اتركوا الكذابين، هذا درس، هذا درس للمسلمين أن لا يركنوا إلى الكذابين، المتعيشين، معيشة على (...) والمجمعين الأموال على دماء الأبرياء. الآن نحن نتألم، يعلم الله أننا نتألم. لما يحصل لإخواننا، لكن هذا لا بد من نصح فيه أن القوم ركنوا إلى باطل، وإلى أهل الباطل، ركنوا إلى المسترزقين على دمائهم إلى الظلمة. الحاصل. يدعى لهم. هو يدعي ان الله ينتقم من الكافرين. وقد كان هذا يدعى في الأوتار في زمن عمر بن الخطاب، والأزمنة الماضية ينتقم من الكافرين، وينصر المؤمنين والمستضعفين سواء هناك أو غير هناك. أما بالنسبة للقنوت من قنت ما ننكر عليه نسبة ولا اي قنوت، لا أنكر عليه، باعتبار انه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت في مثل هذه وقد حصلت أمثالهم وكان النبي صلى الله سلم يقنت والأمر في ذلك واسع. نعم. يعني حوادث كثيرة فلسطين ترجم كل حين، إن ما اشتدت عليها ولا فلسطين، كل حين مراجيم فوقها من إسرائيل بالضرب عليها والقتل فيها، ما هدأت إلا هذه السنين القريبة، يعني شيء من الهدوء. ولا من زمان، واليهود يبطشون بها باستمرار. وأيضا حتى هم، كما سمعت يعني ما فيش أوبة. ما فيش أوبة. أوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ورجوع. واستقامة ونشر علم ونشر سنة. واستدعاء مثلا هل الخير والعلم. يعني فيه شيء من الغفلة والمخالطة للنصارى والمخالطة لكذا، حتى أدى ذلك إلى هذا، لأن الله عز وجل لا ينصر إلا من نصره، ((وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)) [الحج:40]. قال الله سبحانه ((إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)) [سورة محمد:7]. قليلين كانوا أو كثيرين. مهما كان عتاد الكفار، وأهل الحق على استقامة، وورع إلى الله، ومعرفة ما هو من أسباب النصر، يحصل لهم خير كثير جدا من الله. ويخذل الله عز وجل الباطل. ((إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)) [آل عمران:160].
ويقذف الرعب في قلوب المشركين. ((سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا)) [آل عمران :151]. وغير ذلك من الأدلة.
أما مع الحال المتقارب هذا مسلم ضعيف. وربما موالي للكافرين، ويلتمس، يبتغي العز عندهم، كما قال: ((أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)) [النساء:131].
وعنده من الجهل ما جعله يوالي أهل الأهواء، وكذا فربما يحصل نصر، إلا ان يشاء الله. ما يحصل نصر. أكيد يدعى له. يدعى لهم وهم مسلمون يدعى هم على ما سبق ومن قنت ما ننكر عليه ومن لم يقنت فإن الحوادث التي حصلت نظير هذا في الزمن الماضي ما كان النبي صلي وسلم يقنت في كل حادثة، والله المستعان.
الملف بصيغة PDF
https://drive.google.com/file/d/1au8iRTlXyoYX-EYCLGhyYc0T0Vkdz08j/view?usp=sharing