*****
أو من هنا 👇👇https://drive.google.com/file/d/1rN4tZlShwMlgJ2tz0d8K93HUj70WGbO2/view?usp=sharing
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه وكما يحب ربنا ويرضى، وأشهد ان لا إله إلا الله، واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فهذه ترجمة مختصرة للشيخ حفظه الله ورعاه ورفع قدره في الدارين، كنتُ أتمنى أن أكتبها لأنني لم أجد ترجمة للشيخ على كثر محبيه وشهرته الكبيرة بين أهل السنة والجماعة وحتى بين عامة المسلمين، فعزمتُ على جمع ترجمة طيبة ومختصرة للشيخ فيها:
ذكر أسمه، ومكان وتاريخ الميلاد، ومسقط رأسه، وبداية التزامه ومعرفته بالسنة، ومراحل طلبه للعلم، وجهوده الدعوية، ورسائله ومؤلفاته، إلى آخر ذلك، فكانت هذه الأسطر التي ما أوفت للشيخ حقه، ولكن ما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جلُّه، وقبل البدء بكتابتها أستأذنتُ صاحب الشأن وطلبتُ منه أن أتشرف بكتابتها وسألته بعض الأسئلة الشخصية فتجاوب معي بكل تواضع حفظه الله، وهذا ما هو بغريب عليه فهو رعاه الله في غاية من الأخلاق الجميلة والتواضع والسمت الحسن، فأجاب عن أسئلتي فاستطعتُ كتابة هذه الترجمة بعلو وبدون واسطة بيني وبينه ولله الحمد، وأحمد الله الذي جعل لي شرف طلب العلم ومعرفة أهل العلم والقرب منهم وحبب إليَّ ذلك حبا عظيما، فله الحمد والمنة من قبل ومن بعد، واترككم مع الترجمة التي لم أنشرها إلا بعدما عرضتها على الشيخ عبد الغني العمري حفظه الله ووفقه وسدده ورعاه، واذن لي بنشرها.
الاسم وتاريخ ومكان الميلاد:
هو فضيلة الشيخ الواعظ المؤثر البليغ خطيب أهل السنة والجماعة الداعية المشهور والسلفي الثبت الغيور عبد الغني بن علي بن أحمد بن قايد العمري،
ولد في محافظة ذمار ناحية عتمة مخلاف سماه قرية "زار" وقرية "زار" تعتبر مسقط رأس الشيخ حفظه الله وهو من مواليد 1976م.
مراحله التعليمية النظامية:
دخل المدارس الحكومية النظامية حتى أكمل الدراسة الجامعية بكلية الدراسات الإسلامية 1999م.
قصة استقامته وبداية تعرفه على أهل السنة والجماعة وطلبه للعلم الشرعي:
كان أول شغفه وميله للاستقامة وحبه للتدين والالتزام والصلاح وهو في الصف التاسع من التعليم الأساسي، وكان في هذه الفترة يمتلك جهاز المذياع (راديو) صغير الحجم كان يقلِّب فيه محطات الإذاعة فسمع يوما ما إذاعة "صوت الغفران" إذاعة نصرانية، تقريبا كانت تبث من لبنان فرأى النصارى يدعون للنصرانية، وسمع إذاعة إيران وهم يؤذنون ويضيفون كلمات في الأذان لم يسمعها من قبل فأخذه الحماس لأن يترك حياة الضياع وقطع الصلاة مع جلساء السوء إحساسا منه بأن هناك مؤامرة كبيرة على الإسلام، وقال لنفسه: "إذا لم نقم نحن بما أوجب الله علينا فمن سيقوم"، وهذه هي همة العظماء في الحقيقة، حينها اتجه وبقوة إلى العبادة والالتزام وطريق الهدى والصلاح ومواجهة المجتمع من حواليه؛ لأنه كان يراه مليئا بالمعاصي والبدع والشركيات والخرافات، فتجادل مع الناس وتصادم معهم حتى وصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي في بعض الأحيان من شدة غيرته على الدين وقوة تعجبه من جرأة الجهال والمنحرفين.
وبعد سنة فقط وهو في الصف الأول الثانوي أصبح خطيبا مفوها يستطيع إيصال ما يود إيصاله إلى الناس بكل سهولة لما حباه الله من نعمة الفصاحة والبلاغة وقوة الحجة والإقناع لمسجد قريته بعد مشادات وقصص محزنة ذكر حفظه الله أنه يطول ذكرها، ولكن أعانه الله على التغلب عليها بفضل الله وحده ثم بفضل ما أعطاه الله من الحماسة وقوة تمكنه من الوقوف على المنبر بدون خجل خلافا لأقرانه، ومن هنا بدأ يشعر وبقوة بأهمية العلم الشرعي وشدة الاحتياج إليه حتى يقيم الحجة على الناس، ﴿لِيَهلِكَ مَن هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحيى مَن حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾ [الأنفال: ٤٢]، وشعر أيضا بل وأيقن أن المدارس والجامعات وحياة العامة من الجهال ضياع، فبدأ بالانطلاق في طلب العلم الشرعي.
فانتقل حينها إلى مركز معبر في العطلة الصيفية وبدأ ينهل من العلم لكنه بدأ يسمع عن دماج وعن شيخه الشيخ المحدث الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى فجمع مجموعة من اصدقائه واتجه برفقتهم إلى دماج وبقوا فيها العطلة الصيفية، ومن حينها أحب العلم الشرعي واحب الدعوة السلفية وكان يتعاهد دار الحديث بدماج في كل عطلة من العطل الصيفية فيمكث حتى تنتهي العطلة الصيفية ثم يعود إلى عمله لأنه كان ولا يزال موظفا في وزارة التربية والتعليم، ويقوم خلال تلك الفترة كلها أيضا بالدعوة إلى الله بكل نشاط وحب هنا وهناك بالخطب والمحاضرات والمواعظ.
الانتقال من القرية إلى المدينة:
بعدها انتقل من قريته إلى مدينة ذمار وأقام في مسجدٍ فيها وفتح دروسا لإخوانه وطلابه فيها لعدة سنوات، علَّمهم حتى أصبحت لديهم مكنة يقدرون على الخروج دعوة منهم من يخرج في خطبة جمعة ومنهم من يخرج لمحاضرة أو موعظة ومنهم من يؤوم الناس في الصلاة، فكانوا يخرجون دعوة هنا وهناك بفضل الله عز وجل ثم بفضل الشيخ حفظه الله، ويقول الشيخ حفظه الله ورعاه: "ولا زلتُ إلى الآن في طلب العلم والاستزادة منه نسأل الله أن يحبب إلينا العلم حتى الممات".
المؤلفات والبحوثات:
معلوم أن الشيخ مشهور جدا بخطبه ومحاضراته المؤثرة الطبية التي لا تكاد تشبع من سماعها والله، لما أعطاه الله من موهبة في الإلقاء عجيبة لا تكاد تسمع مثله في زماننا إلا ما ندر، فأهل العلم ليسوا فيه سواء فمنهم من أعطاه الله قوة في الكتابة والتأليف دون سواه، ومنهم من هو قوي في التدريس دون سواه، ومن أهل العلم من رزقه الله قوة وبلاغة عجيبة في الإلقاء والخطابة والوعظ والشيخ العمري حفظه الله من هؤلاء، فهو متميز في هذا الشأن لا يكاد يوجد له منافس فيه، حتى إني أذكر مرة حضرتُ له خطبة في إب بمركز الفاروق ففي الأثناء نسي الحديث الذي كان سيذكره فقلتُ في نفسي سأنظر كيف سيتصرف كي اتعلم منه وإذا به بسرعة قوية خرج إلى نصوص أخرى بشكل عجيب بحيث لا يشعر السامع أنه قد نسي حديثه ذاك ابدا، فلا تلعثم ولا حتى تلاحظ عليه ذلك إلا من كان طالب علم، فابتسمتُ تعجبا من دهاء الشيخ وبلاغته ثم إنه بثواني ذكر الحديث فأعاد قراءته كاملا وهو حديث الثلاثة الذين وقعت عليهم الصخرة، فالشاهد إن الشيخ فصيح وبليغ حتى إنني سمعتُ شيخنا العزيز فتح القدسي حفظه الله في درس "البلاغة الواضحة" بدماج يقول عندما سُألَ: من هو أبلغ سلفي من بين الخطباء والمحاضرين؟ فقال الشيخ فتح رعاه الله: "الشيخ عبد الغني العمري، هو يعتبر خطيب أهل السنة والجماعة فهو بليغ يوصل ما يريد إيصاله بتمامه إلى السامع والمتلقي بكل سهولة"، وخطب الشيخ ومواعظه ومحاضراته كثيرة جدا لا يحصيها إلا الله لأنها حصاد سنوات طويلة منذ أن بدأ بالدعوة إلى الله إلى يومنا هذا وهو يخطب ويحاضر ويعظ ويذكِّر فجزاه الله تعالى عن المسلمين خيرا، ومع ذلك فهو له رسائل وبحوث كثيرة منها:
رسالة حول ولاة الأمر لم يسميها بعد.
وسلسلة خطب.
وسلسلة حول الشباب ومشاكلهم وغيرها، لم يخرجها بعدُ وذلك لأنه مشغول جدا بسبب تنقلاته من منطقة إلى أخرى للدعوة إلى الله تعالى فالطلبات عليه كثيرة، هذا يطلبه وذاك يحجزه إلى وقت كذا وهذا يتواصل به لتحديد موعد خطبة أو محاضرة وهكذا، وإخوانه وطلابه ومحبيه يشجعونه على إخراجها ويتمنون خروج هذه البحوث الطيبة النافعة لينفع الله بها من شاء من عباده، ويبقى أجرها للشيخ كصدقة جارية "أو علم ينتفع به"، نسأل الله أن ييسر بطبعها ونشرها إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الحالة الاجتماعية:
متزوج وله ثمانية من الأبناء؛ منهم خمسة ذكور، وثلاث إناث، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعلهم قرة عين لوالديهم وأن ينبتهم نباتا حسنا، وان يصلحهم ويصلح بهم، هذا ما تيسر لي جمعه باختصار شديد من سيرة الشيخ الفاضل المبارك عبد الغني العمري حفظه الله ورعاه الماتعة.
كتبها:
قايد بن غانم الشابرة
[في (22شوال1439)].