*تنبيه من فيصل الحاشدي حول ما نشر عنه*
*هكذا كنا فمن الله علينا*
الحمدالله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
أما بعد:
فقد تلقيت رسائل تنهال علينا كالمطر،
مفادها أني أقول: بالتفويض!!
أقول: هكذا كنا فمن الله علينا
فما ذكره الكاتب أني قلت في كتاب لي قديم عنوانه(منتقي الأشعار) ص ١٠٠:
(لا أفسر الآيات والأحاديث الواردة في الصفات، ولا اتعرض لمعناها، بل أقر بها، وأجعلها تمر على ظاهرها، مع تفويض معناها إلى الله-سبحانه وتعالى-)
هذا ما ذكرته في كتاب من أقدم كتبي، لم أرجع إليه، ولم أنبه ولم أنتبه،
ثم لما من الله علينا بالهداية إلى السنة، ومن علينا بمعرفة العقيدة الصحيحة نقضت هذا القول القديم في كتاب آخر عنوانه:
(رسالة أخوية لماذا تركت دعوة الإخوان المسلمين واتبعت المنهج السلفي)
بتقديم ومراجعة شيخي مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-
قلت في صفحة (١٢-١٣) تحت عنوان
*نفي الصفات:*
(عقيدة الإخوان في توحيد الأسماء والصفات مضطربة؛ لذلك لم يقر لهم في هذه المسألة قرار، فالشيخ حسن البنا يرى أن آيات الأسماء والصفات وأحاديثها من المتشابه قال:" ومعرفة الله -تبارك وتعالى- وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام، وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة، ومالحق بذلك من المتشابه نؤمن به كما جاء من غير تأويل ولا تعطيل"
*والجواب:*
أن ماذهب إليه الشيخ ليس من عقيدة أهل السنة في شيء، والدليل:
قول شيخ الإسلام-رحمه الله-كما في مجموع الفتاوى(٢٩٤/١٣-٣٠٨):
" من قال: إن هذا من المتشابه وإنه لا يفهم معناه، فنقول: أما الدليل على بطلان ذلك فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة، ولا الأئمة: لا أحمد بن حنبل، ولا غيره، أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في الآية، ونفي أن يعلم أحد معناه، وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، ولا قالوا: أن الله ينزل كلاماً لا يفهم أحد معناه.
إنما قالوا: كلمات لها معان صحيحة، قالوا: في أحاديث الصفات: تمر كما جاءت .
ثم قال: و-أيضاً- فالسلف من الصحابة، والتابعين، وسائر الأئمة، قد تكلموا في جميع نصوص الصفات وغيرها، وفسروها بما يوفق دلالتها، ورووا عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة توافق القرآن، ولو كان معاني هذه الآيات منفياً أو مسكوتاً عنه لم يكن ربانيو الصحابة -أهل العلم بالكتاب والسنة -أكثر كلاماً فيه.
ثم أن الصحابة نقلوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة، ولم يذكر أحد منهم أنه امتنع عن تفسير آية)أه مختصراً
ختاما أقول:
لما كان كتابي منتقى الأشعار كتاب أدب لم أراجعه كما صنعت بغيره بل -والله وبالله وتالله- إني أحرقت بعض كتبي التي كتبتها أيام الحزبية
وأسأل الله أن يجزي خيرا من نشر ذلك عني، وإن كان الأفضل يبدأ من عندي ولا يلزمه؛ لأن الخطأ قد انتشر وأما قوله: بأني أبكم عن النطق بالصواب، أصم عن سماع الحق.
أقول: غفر الله لي وله صحيح أنا أصم أبكم حسيا، لكن متى قد نصح لي فأعرضت عن الحق الذي جاء به، وإنما وصلني البارحة من وسائل التواصل .
ونسأل الله أن يغفر لي وله، ولكل من نبه وتواصل بي، وثبتنا جميعا على الإسلام والسنة .
جرى القلم بما تقدم .
وكتبه فيصل الحاشدي
١٤٤٦/١/١١
الشيخ فيصل الحاشدي حفظه الله