أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

سبحان من جعل للعلامتين والشيخين الكريمين مقبل الوادعي - رحمه الله - ويحيى الحجوري - حفظه الله - مكانة وتقديرا وإجلالاً ومحبة في قلوب الكثير من أهل السنة عربهم وعجمهم...

 


سبحان من جعل للعلامتين والشيخين الكريمين مقبل الوادعي - رحمه الله - ويحيى الحجوري - حفظه الله -
مكانة وتقديرا وإجلالاً ومحبة في قلوب الكثير من أهل السنة عربهم وعجمهم طلاب علم وعوام من عرفهما ومن لم يعرفهما

***

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

أما بعد:

ففي يوم الإثنين الثامن من شهر جمادى الآخرة لعام ١٤٤٦ من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -التقيت في المسجد الحرام - حرسه الله -

بمجموعة من شباب السنة السلفيين من بلاد جازاخستان من جنسيات تركيا أتوا لأداء شعيرة العمرة وبداية هذا اللقاء وهذه المعرفة شيء عجيب للغاية:

صلى أحدهم - حفظه الله - بجانبي في صلاة المغرب وقدمه ملتصق بقدمي وهو في غاية الانشراح والفرحة حتى انتهينا من الصلاة وصلينا على الجنازة ثم بعد ذلك قمنا معا  للاستراحة في مصليات الحرم الخارجية إذ كنا على مقربة من  توسعة الملك عبدالله - رحمه الله -

ثم أخذ يسألني وهو ملازم لي عن بعض أفعال الصلاة التي شاهدني أطبقها منها الإشارة بالسبابة أثناء التشهد حتى السلام فبينت له أنها سنة 

وسألني عن البلد فأخبرته أني من اليمن فاندهش كثيرا وأسارير الفرح على وجهه وما زال يسألني ٠٠٠

حتى أخبرته أني من تلاميذ الإمام الوادعي - رحمه الله -ومن تلاميذ العلامة يحيى الحجوري - حفظه الله-

فما كان منه إلا واحتضنني وضمني إلى صدره متأثرا وأبكاني هذا الموقف وأثر في أثرا بليغا ثم عَرَّف بي عند إخوانه وعددهم قرابة خمسة عشر شابا أو يزيدون والأخ يجيد  النطق بالعربية ما شاء الله ولما ذكرت له أخبار شيخنا يحيى - حفظه الله -

مد يديه وقبض أصابعهما على راحة كل منهما وهزهما بقوة مرددا بقوله: الشيخ يحيى الحجوري سُنَّة سُنَّة سُنَّة 

ثم دعاني هذا الأخ السلفي الكريم ومعه الشباب للجلوس في إستراحة فندق أنجم القريب من ساحة الحرم حيث يسكنون فيه وأعطيتهم نصيحة والأخ يترجمها لإخوانه باللغة الروسية فهي لغتهم وكانت حول الأخوة في الله ومقوماتها والحفاظ عليها والتأسي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكرت لهم الفوارق بين اتباع أهل السنة والجماعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين ابتداع الفرق الأخرى البدعية فإن كل فرقة تتبع لها شخصا مشرعا لها من دون  رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  إلا أهل السنة فإن أسوتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 

ولهذا فإن جميع الطوائف يوم القيامة تتبع مؤسسها وزعيمها ومن كانت تقتدي به في الدنيا يقول تعالى:

﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [الإسراء: ٧١] 

وذكرت ما نقله ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية الكريمة، والقاسمي -رحمه الله- في "محاسن التأويل " قال بعض السلف: 

"هذه الآية أكبر شرف لأصحاب الحديث لأن إمامهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" هذا وفي اليوم الثاني أصروا علي على الحضور مرة أخرى، وحصل ترتيب لإلقاء نصيحة لهم بين مغرب وعشاء في نفس المكان وجاء بعض طلبة العلم منهم من يجيد العربية رغم تعبي في تلك الليلة إلا أن الله يسر وأعان فله الحمد والمنة وحصل نشاط وشملت الموعظة أهمية الإخلاص لله والمتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -

 وأيضا شملت تعظيم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشملت التعريف بالدعوة السلفية وأنها دين الله الحق وشملت خطر الفرق الضالة والبدعية وعلى الخصوص الفرقة القاديانية وخطرها وهكذا الفرقة الماتريدية وفرقة الإخوان والصوفية وغيرها وبعدها الإجابة على بعض الأسئلة وحصلت مناقشة من ضمنها أنه يحصل تشويه بالشيخ يحيى الحجوري - حفظه الله - من قبل بعض البرامكة والمغرضين الحاقدين في بلدانهم من حسنيين وغيرهم كما ذكروا لي فبينت لهم بوار تلك الأقوال وزيفها وأن مهمة هؤلاء الحرشة بين السلفيين وتفكيك الصف السلفي لا سيما بعض المروجين كعرفات البرمكي وعبد الله البخاري وهكذا كانت الأسئلة حول كتاب علي الحلبي وكتاب أبي الحسن المأربي فبينت غوائل الكتابين الأول منهج السلف الصالح والثاني السراج الوهاج ففيهما قواعد بدعية تخالف منهج أهل السنة والجماعة وحذرتهم من هذين الكتابين ومن أصحابهما ونصحتهم أنهم لا يأخذون دينهم ممن هب ودب وممن عرفوا بالتحريش وأرشدتهم إلى كبار أهل العلم في المملكة العربية السعودية واليمن وإذا حصلت شائعة يحصل منهم التحري والتثبت ونحن بيننا وبينهم تواصل - إن شاء الله - ثم حصلت الموادعة بعد صلاة العشاء فإنهم في صبيحة تلك الليلة مسافرون إلى بلادهم فارقناهم والحزن يملأ وجوههم والله المستعان وبعد وصولهم بيوم راسلوني أن أزورهم إلى بلادهم للدعوة إلى الله وسيقومون بالتكاليف وما يلزم وشرحوا لي جمال بلادهم وقراهم الخضراء الخلابة الجميلة والجبال والمدرجات والمنتزهات المريحة ونحن غير قادرين ولا مستعدين فمن كانت له فرصة من إخواني الدعاة فطيب هذا وقد تحقق بفضل الله عز وجل الخير الكثير ولله الحمد والفضل والمنة وما بكم من نعمة فمن الله ونستفيد من هذه المواقف الطيبة ما يلي:

أولا: أن العمل بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بركة وبسببها تجتمع القلوب وأن مخالة السنة  أو التساهل بتطبيقها يسبب النفرة بين القلوب وتباعدها ولا بد نسأل الله السلامة والعافية فقد كان من أعظم أسباب التآلف هو العمل بهذه السنة الواجبة والتي أدلتها متواترة آمرة بتسوية الصفوف فهذا الإمام ابن عبد البر -رحمه الله:- يقول: في تسوية الصفوف: "هو أمر مُجتمَع عليه، والآثار عن النبي عليه السلام كثيرة فيه"، وقال أيضًا:- "وأما تَسوية الصفوف في الصلاة فالآثار فيها مُتواتِرة مِن طرُق شتَّى، صِحاح كلُّها ثابتة في أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تسوية الصفوف، وعمل الخلفاء الراشدين بذلك بعده، وهذا ما لا خلاف فيما بين العلماء فيه"

، وقال العراقي:"والأحاديث في هذا المعنى كثيرة". الاستذكار (2 / 288). طرح التثريب (3 / 68).

فهذا حديثُ أبي مسعود - رضي الله عنه - يقول: ((إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول:

 ((استَووا ولا تختلفوا فتختلفَ قلوبُكم، ليَليَني منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافًا٠ أخرجه مسلم وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يتخلَّل الصفَّ مِن ناحية إلى ناحية يَمسح صدورنا ومناكبنا، ويقول: ((لا تَختلفوا فتختلف قلوبكم)) أخرجه أبو داود، وصححه النووي، والألباني كما في صحيح أبي داوود،

 وشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح (1 / 302) و(2 / 79 - 83).

وبوَّب عليه شيخنا مقبل: باب الوعيد على عدم تسوية الصفوف٠

انظر: الجامع الصحيح (2 / 83).

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قدم المدينة، فقيل لهُ: ما أنكرتَ مِنا منذ يوم عهدت رسول الله؟! 

قال: "ما أنكرتُ شيئًا، إلا أنكم لا تُقيمون الصفوف "أخرجه البخاري 

وبوب عليه: باب إثم مَن لم يُتمَّ الصُّفوف٠

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله:

" وقوله: (أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ) أي: بين وجهات نظركم حتى تختلف القلوب، وهذا بلا شكٍّ وعيدٌ على مَن تَرَكَ التسويةَ، ولذا ذهب بعضُ أهل العِلم إلى وجوب تسوية الصَّفِّ. واستدلُّوا لذلك: بأمْرِ النبي صلى الله عليه وسلم به ، وتوعُّدِه على مخالفته ، وشيء يأتي الأمرُ به ، ويُتوعَّد على مخالفته لا يمكن أن يُقال : إنه سُنَّة فقط .

ولهذا كان القولُ الرَّاجحُ في هذه المسألة: وجوب تسوية الصَّفِّ، وأنَّ الجماعة إذا لم يسوُّوا الصَّفَّ فهم آثمون، وهذا هو ظاهر كلام شيخ الإِسلام ابن تيمية " انتهى. "الشرح الممتع" (3/6).

ولكن للأسف الشديد مع أن هذه السنة المتواترة الثابتة واجبة صارت مهجورة عند كثير من المسلمين عوام ومتعلمين إلا من رحم الله 

وكم قد تنقلنا في كثير من المدن هنا حسب علمنا لم نجد تطبيقا لهذه السنة إلا عند أفراد من الناس باستثناء دور الحديث لأهل السنة في اليمن فهم الذين يعتنون بها عناية كبيرة جزاهم الله خيرا 

ثانيا: يستفاد من هذا اللقاء في البقعة الطاهرة البلد الحرام وفرحة هؤلاء الأعاجم - حفظهم الله - بهذا اللقاء الذين ألتقينا بهم على بعد مسافة تزيد على خمسة ألف كيلو متر ومحبتهم للشيخين الكريمين الإمام الوادعي - رحمه الله - 

والإمام الحجوري - حفظه الله -

وهذا يعد كرامة لهذين العالِمَين فقد وضع الله لهما القبول في الأرض فما من بلدة من بلدان المسلمين إلا وقد فيها من تلاميذ هذين الشيخين الفاضلين 

وهكذا حتى بقية البلدان الكافرة والتي فيها أقلية إسلامية إلا وقد تجد فيها من طلاب الشيخ مقبل - رحمه الله - والشيخ يحيى - حفظه الله - 

أو تجد من يحبهما ومن يسمع لهما كما تواصل بي طالب علم من موريتانيا العام الماضي وقال يسمع للإمام الحجوري - حفظه الله - من خلال أشرطته هكذا بهذا اللفظ وقال والله إننا لنعلم أن هذا الإمام على الحق - جزاه الله خيرا - 

وذكر لي أن معهم قطعة من الأرض يحبون أن يبنوا مسجدا باسم الإمام الحجوري - حفظه الله -

فقلت لهم الشيخ ما يحب هذا فإن كان ولا بد سموا ما شئتم بأسماء علمائنا ممن قد ودعوا هذه الدنيا فهم كثير ولله الحمد 

وهؤلاء الشباب سواء الذين من جازاخستان الذين التقينا بهم أو الذين من موريتانيا عبر يتواصلون بنا عبر الهاتف 

يرغبون جدا بطلب العلم عند شيخنا يحيى - حفظه الله -

ختاما:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ. فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ" متفق عليه

نسأل الله أن يثبتنا على هذا السير السلفي القويم والصراط المستقيم حتى الممات 

وأن يهدي ضال المسلمين وأن يردهم إلى الحق ردا جميلا ٠

كتبه: أبو عبد الرحمن عبد العزيز العبدلي - عفا الله عنه وكان له في الدنيا والآخرة - 

🗓السبت ١٣ من جمادى الآخرة لعام ١٤٤٦ من هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

🕋 مكة المكرمة ومن جوار الكعبة المشرفة - حماها الله -

المقال بصيغة pdf: 👇

https://t.me/atbaasalaf/15292

💥تابعونا عبر قناتنا💥


عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح