أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

البيان بالبرهان لضابط وقت الإفطار في رمضان

 


البيان بالبرهان
لضابط وقت الإفطار في رمضان

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين 

أما بعد: 

فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم وقت الإفطار بقوله: (إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم) 

رواه البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه

وتفصيل الحديث: 

1-  أقبل الليل: أي من جهة المشرق 

والإقبال هو بداية المجيء، يقال: أقبل علينا فلان بمجرد ظهوره وهو يأتي نحوهم حتى لو كان لم يصل إليهم تمامًا ولكنه متجه نحوهم

2-  أدبر النهار: أي من جهة المغرب.

والإدبار هو الذهاب فيقال: أدبر فلان أي أعطاكم ظهره ليذهب وأنت لاتزال تراه يذهب أي أنه لم يختف تمامًا.

3-  غربت الشمس: أي اختفى القرص واختفى شعاعه. 

وهذا الحديث ينكره بعض الأغبياء بحجة أنه يتعارض مع القرآن فينكرون أحاديث السنة؛ فقط لأن عقولهم لم تفهمها والاسلام غير قائم بفهم الحمقى بل بالكتاب والسنة ولم يأمر الله تعالى بسؤال الحمقى والمغفلين بسؤال أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون.

ويستدلون على إنكار الحديث بقوله تعالى: ‹{ثم أتموا الصيام إلى الليل}› 

قالوا: والليل هو الظلام، وهذا جهل كبير جدًا ودليل على الفقر التام في فهم القرآن.. وإليكم المراد بالليل

يطلق الليل ويراد به أوله أو أوسطه أو آخره

وهذه الآية عينت وحددت أوله أي أتموا الصيام إلى وقت معين ولا تتجاوزوا ذلك الوقت أبدًا، وهذا الوقت هو أول الليل وليس أوسطه وليس آخره؛ لأنه قال: ‹{ثم أتموا الصيام إلى الليل}›

و(إلى) حرف يدل على الغاية، فإذا قال لك أبوك: اذهب إلى البيت واعطهم الطعام فيكفي أن تذهب إلى أول شيء بالبيت وهو باب البيت وتعطيهم الطعام وترجع، ولايحق لك أن تقول لهم: لا أعطيكم الطعام إلا في غرفة في وسط البيت أو في آخر البيت أو في سطح البيت، لأن أباك قال: (إلى) ولم يقل: (حتى) 

▪إلى: تفيد الوصول إلى بداية الشيء

▪حتى: تفيد الدخول في الشيء

والله تعالى قال: (إلى البيت) ولم يقل: (حتى البيت) 

وهؤلاء لايعلمون أن أول الليل وأول النهار تسمى مرحلة التداخل؛ وبسبب التداخل يكون لليل أول مختلط بالنهار ويكون للنهار أول مختلط بالليل.

وهنا فائدة مهمة جدًا: 

▪أول النهار: 

يكون الظلام أكثر من الضياء ومع ذلك يسمى نهارًا، لقوله تعالى: ‹{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر}› فقال: (حتى يتبين) ولم يقل: (حتى يطلع)

▪أول الليل: 

يكون الضياء أكثر من الظلام ومع ذلك يسمى ليلًا؛ لقوله تعالى: ‹{ثم أتموا الصيام إلى الليل}›

فكما أن النهار بدأ بخيط فالليل بدأ بإقبال، فالصبح يبدأ بخيط من الضوء وتسمى صلاة الفجر صلاة الصبح مع أن الصبح لم يكتمل انتشاره بل لايزال في أول ظهوره بخيط أبيض فقط، والليل هكذا

وهنا يظهر لنا ارتباط تأخير السحور بتعجيل الفطور؛ فالسحور ينتهي بظهور خيط الصبح والفطور يبدأ بظهور خيط الليل

وقد جمع الله تعالى ذلك بقوله: ‹{والليل إذا عسعس}› أي بدأ بالظهور، ‹{والصبح إذا تنفس}› أي بدأ بالظهور، فدل أن الليل والصبح لا يظهران فجأة ولا يختفيان فجأة، بل هذا عسعس وهذا تنفس فيظهر أحدهما مع بقاء الآخر. فدل أن الحديث الذي أنكره ذلك الأحمق يوافق القرآن وأنه هو من خالف القرآن والسنة.

وهذا هو التوالج والتداخل الذي بينه الله تعالى في القرآن الكريم فقال: ‹{ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل}›

والمراد بالآية أن أحدهما يدخل في الآخر ذهابًا وإيابًا، 

-  فيدخل الليل ولايزال النهار موجودًا ويسمى ليلا بصريح الآية

-  ويدخل النهار ولايزال النهار موجودًا ويسمى نهارًا بصريح الآية

فلايجوز الاعتداء على السنة بالإنكار بحجة مخالفتها للقرآن؛ والخلل هو تصدر من يجهل القرآن للطعن في السنة.

ومن أراد التوسع فليرجع لكتابي "رابعة النهار في تعجيل الفطر وبيان ضابط الافطار"


كتبه أبو العباس 

أنور بن محمود الرفاعي

26-شعبان- 1446

رابط التحميل :👇👇

https://t.me/anwar2015/2252


عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح