رابط نظم الخلفاء : pdf
(نظم الخلفاء)
الحمد للمُعَظَّمِ المَلِيكِ
[1] مُدبَّرِ الأمرِ بلا شريكِ
ثم صلاةُ اللهِ ما دارَ
الزمنْ [2] على النبيِّ الهاشميِّ المُؤتمَنْ
وبعدُ إنِّي قد نظمتُ
الخُلَفَا [3] العادِلِينَ الراشدِينَ الحُنَفا
وفضلَهمْ وذاك مِنْ إكرامِهمْ
[4] وجُلَّ ما قد كان في أيَّامِهمْ
فإنَّ بَعْدَ الجهلِ والخُرَافهْ
[5] نُـبُوَّةٌ وبعدَها خِلافهْ
وبعدَها مُلْكٌ عَضُوضٌ
قد وَرَدْ [6] هذا عَنِ المختارِ موصولَ السَّنَدْ
فبعدَ قَبْضِ رُوحِهِ الشريفهْ
[7] بُويعَ للصدِّيقِ في السَّقِيفَهْ
ذاك العتيقُ ابْنُ أبي قُحَافهْ
[8] قد نالَ طَوْعاً أوَّلَ الخِلافهْ
وهو رَفيقُ المصطفى في
الغارِ [9] وباذلُ الأموالِ في الإقتارِ
أحَبُّهم لسيِّدِ
الأنامِ [10] وسابقُ الرجالِ للإسلامِ
فكان خيرَ مَنْ أطاع
واحْتَذَى [11] وبَعْثَ خيرِ المرسَلينَ أَنْفَذَا
وقد رأى البعضُ بَقاءَ
العَسْكَرِ [12] لِمَا رأوْا مِنْ ارْتِدَادِ الأَكثَرِ
فكان رأيُهُ سديداً
ولَهُ [13] عادَ الجميعُ آخذينَ قولَهْ
وبعدهُ قتالُ أَهْلِ
الرِّدَّهْ [14] مَنْ شَذّ بالسيفِ الصقيلِ رَدَّهْ
وارسلَ الفرسانَ نحو
مالِكِ [15] فانتصر َ الإسلام ُ في المعاركِ
سارَ لنَجْدٍ بالسرايا
عِكْرِمَهْ [16] لِيَلْتَقي كذَّابَها مُسَيْلِمَهْ
ثمّ شُرَحْبِيلُ تَلا
وخالدُ [17] فانتصرَ الحقُّ وبادَ الحاقِدُ
وحينَ زادَ القتْلُ في
القُرَاءِ [18] رأى الجميعُ أفضلَ الآراءِ
فجمعوا الذِّكْرَ مِنْ
الصدورِ [19] فحُفظَ القرءانُ في السطورِ
وخالدٌ مَعَ
المُثَـنَّى وَجَّها [20] الى العراقِ بالجيوشِ اتَّجَها
فَفَتَحا منها قُرَىً
ومُدُنَا [21] وامْتَـنَعَتْ أجْزاءُ منها زَمَنَا
وعَمْراً بْنَ العاصِ
نحوَ الشامِ [22] ثم شُرَحْبِيل مَعَ الكرامِ
مَعَ يزيدٍ وأبي
عُبَيْدَهْ [23] فزلزلوا الكفرَ وردُّوا كَيْدَهْ
والْتَقَتِ الجيوشُ
أجمعينا [24] فأشرقَ النصرُ بأَجْنَادينا
وبعدَهُ أَسَّسَ بيتَ
مالِ [25] يُجْبـَى لها ما كان مِنْ أموالِ
وظل عامينِ وبِضْعَ
أَشهُرِ [26] وبعدَها ماتَ جميلَ الأَثَرِ
وكان قد أَوْصَى الى
الفاروقِ [27] السيّدِ الحازمِ والشفيقِ
أوَّل مَنْ لُقِّبَ
بالأميرِ [28] يُدْعَى بهذا اللَّقَبِ الشهيرِ
أرَّخَ بالهجرةِ ثم
دَوَّنا [29] دِيوانَهُ فكان فيه مُحسنا
أعَدّ للشورى بها
المَجالسا [30] وللمُسيئين بنى مَحَابِسا
أوَّل مَنْ للحرمين
وَسَّعا [31] وفي التراويحِ الأنامَ جَمَّعا
وفتَحَتْ جيوشُهُ
الأمْصارا [32] بهيبةٍ أذلَّتِ الكفارا
وأرسلَ الأبطالَ
والفَوَارسا [33] ففتحُوا العراقَ ثمَّ فارِسا
فخَسَفُوا بها في
القادسيَّهْ [34] وانخرَطتْ عقودُ فارسيَّهْ
وفي جَلولا ظَفِرَ
القعقاع ُ [35] وللأعادي الأَسْرُ والضياع ُ
وفِي (نَهَاونْد)
انتصارٌ ساحِقُ [36] (فتحُ الفتوحِ) لم يَعِقْهمْ عائِقُ
مِنْ بعدِها ساحوا
بكلِّ أرضِ [37] من فارسٍ في طولِها والعَرْضِ
وخراسانَ وسجستانَ
وَقَدْ [38] أخْضَعَ مِنْ أرمينيا بعضَ البلدْ
كنوزُ كسرى بُعِثَتْ
الى عُمَر ْ [39] كما بها بشَّرَهمْ خيرُ البشَرْ
وليبيا مصرَ وبيتَ
المَقدسِ [40] قاداتُه فيها كرامُ الأنفُس ِ
وفُتِحَتْ كلُّ بلادِ
الشامِ [41] فاتَّسَعتْ خريطةُ الإسلامِ
وهزمَ الرومانَ في
اليرموكِ [42] وأُسقِطَتْ مهابةُ الملوكِ
ثمَّ وبا عُمْوَاس
والرَّمَادهْ [43] ومات في الشام ِ كبارُ القادهْ
هذا وكان الصالحُ
المُحَدَّثُ [44] كما به عن الرسولِ
حدَّثوا
كان على سلطانهِ
المُتَّسِعِ [45] من زهدهِ في المَلْبَسِ المُرَقَّعِ
عاشَ الحياةَ عادلاً
حميدا [46] ومات مِنْ طعنَتهِ شهيدا
قضى بهِ مِنْ السنين عَشْرا [47] وستةً مِنْ الشهور
تَتْرى
فبَايَعُوا مِنْ بعدهِ
(عُثمانا) [48] القرشيْ مَنْ نسَخَ القرءانا
وهو الذي جَهَّزَ جيشَ
العُسْرَةِ [49] وابتاعَ للإسلامِ بئرَ رُومَة ِ
زوَّجهُ المختارُ
بابْنَـتَيْه ِ [50] أكرَمَهُ فَرْداً بفَلْذَتَيْهِ
لذالِكُمْ لُقِّبَ ذو
النُّورَيْنِ [51] لِنيْلِهِ مِنْ أحمدَ ابْنَـتَيْنِ
ووَسَّعَ المسجدَ في
المدينهْ [52] ومثلَهُ في البَلْدةِ الأمِينهْ
ثم غزا بجيشهِ
الجَرَّارِ [53] وحَرَّكَ الأسطولَ في البِحار ِ
(قُبْرُص) لمَّا أنْ
غزوها فُتِحتْ [54] وابْنَةُ مِلْحَان بها تُوُفِّيَتْ
ووصَلَتْ جنودُهُ
إفْرِيقيَهْ [55] واستكمَلَتْ بفتْحِها إرْمِينِيَه ْ
على الجيوشِ السبعَةُ
العَبَادِلَهْ [56] فانتصرتْ فرسانُها المُقاتِلهْ
وأرضَ كَرْمَان مَعَ
القُوقَازِ [57] فَسُرَّ عثمانُ بِذا الإنجازِ
وكان عهدُهُ الجميلُ
زاهِرا [58] وخيرُهُ بينَ العبادِ وافِرا
ثمَّ عليهِ الخارجونَ نَقَمُوا [59] وحاصَروا مَنْزِلَهُ وظَلَمُوا
وبَعْدَ أنْ أُحِيطَ
بالحصارِ [60] تمَكَّنُوا مِنْ قَتْلِهِ في الدَّارِ
فماتَ مظلوماً شهيداً
مُبْتَلَى [61] لِجَنَّةِ الخُلْدِ بهذا الإِبْتِلا
وعهدُهُ قد كان
ثِـنْتيْ عَشْرَهْ [62] وسوفَ يُوفِيهِ الإلهُ أجْرَهْ
وبايَعُوا مِنْ بعدهِ
عَـلِيَّا [63] فأنْزَلُوهُ مَنْزِلاً عَلِيَّا
أوَّل مَنْ أسلمَ في
الغِلْمانِ [64] وخَلَفَ الرسولَ في المكانِ
وكان زوجَ ابْنَتهِ
التَّقِيَّهْ [65] فاطمةَ المَصُونةِ النَّقِيَّهْ
وقتَلَ ابنَ ودَّ يومَ
الخَندَقِ [66] وخُصَّ يوم خَيْبَرٍ بالبَيْرَقِ
فسارَ مِنْ طَيبَةَ نحو
الكُوفهْ [67] مُنْتَقِلاً مِنْ دارهِ المَأْلُوفَه ْ
وكان قَد ثارَ دخانُ
الفِتَنِ [68] مِنْ بَعْدِ قتْلِ الراشدِ المُؤتَمَنِ
فحدَثَتْ وَقْعَةُ يوم
الجَمَلِ [69] أَجَّجَها أهلُ الردى والخَطَل ِ
وبعدَها صِفِّينُ ثمَّ
حَكَّمُوا [70] وخرج َ الشُّراةُ حيثُ اختصَموا
قاتَلَهمْ في
النهْرَوَانِ بالعددْ [71] ما كادَ ينجو سالِماً منهم أَحَدْ
ثم سعى لِقَتلِهِ في
الظُّلَمِ [72] الخارجيُّ الفاجرُ ابنُ ملْجَمِ
وعهْدُهُ من السنين
أربعُ [73] وتسعةٌ من الشهورِ تُجمَعُ
ثم تولَّى بعدهُ
السِّبْطُ الحَسَنْ [74] السيِّدُ الأوَّاهُ ذو الفِعلِ الحَسنْ
شبيهُ خيرِ الخلقِ مِنْ
عدنانِ [75] وسيّدُ الشبابِ في الجِنانِ
وعهْدُهُ قد كان بِضْعَ
أشْهُرِ [76] وذاك مِصْداقُ صحيحِ الخَبَرِ
وسلَّمَ الأمرَ الى
معاويهْ [77] فباعَ دنياهُ بأخرى باقيهْ
فحَقَنَ الدِّما
وأطْفَى الفِتَنا [78] فكان خيرَ الناسِ لمَّا أحسَنا
وأصلحَ اللهُ بهِ ما
فسَدَا [79] وكان بالإصلاحِ هذا سيِّدا
وذاك مِصْداقاً لِمَا
قد بَشَّرا [80] به النبيُّ المصطفى خيرُ الورى
فاجتمع الناسُ بتلك
الساعهْ [81] ولَقَّبُّوا ذا العامَ بالجمَاعهْ
وكلُّ ما دارَ مِنْ
الخلافِ [82] ين الصحاب السادةِ الأشرافِ
نسكُتُ عَنْهُ ولهم
مِنَّا الثَّنَا [83] جميعُهم نَمْلَئُ فيه الأَلْسُنا
فليس فيهم أحدٌ معصوم ُ
[84] وليس فيهم أبداً مذمومُ
لأنّهُ سبحانهُ عنهم
رَضِيْ [85] وبالجنانِ وعدُهُ لهم قُضِيْ
نظم / طاهر غالب الحسني
١/ ٦/ ١٤٤٦
المصدر:👈 https://t.me/havealookforward/27277