أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

(نظم الخلفاء) نظم / طاهر غالب الحسني



رابط الفيديو:

رابط نظم الخلفاء : pdf

https://t.me/atbaasalaf/16163

(نظم الخلفاء)

الحمد للمُعَظَّمِ المَلِيكِ [1] مُدبَّرِ الأمرِ بلا شريكِ

ثم صلاةُ اللهِ ما دارَ الزمنْ [2] على النبيِّ الهاشميِّ المُؤتمَنْ

وبعدُ إنِّي قد نظمتُ الخُلَفَا [3] العادِلِينَ الراشدِينَ الحُنَفا

وفضلَهمْ وذاك مِنْ إكرامِهمْ [4] وجُلَّ ما قد كان في أيَّامِهمْ

فإنَّ بَعْدَ الجهلِ والخُرَافهْ [5] نُـبُوَّةٌ وبعدَها خِلافهْ

وبعدَها مُلْكٌ عَضُوضٌ قد وَرَدْ [6] هذا عَنِ المختارِ موصولَ السَّنَدْ

فبعدَ قَبْضِ رُوحِهِ الشريفهْ [7] بُويعَ للصدِّيقِ في السَّقِيفَهْ

ذاك العتيقُ ابْنُ أبي قُحَافهْ [8] قد نالَ طَوْعاً أوَّلَ الخِلافهْ

وهو رَفيقُ المصطفى في الغارِ [9] وباذلُ الأموالِ في الإقتارِ

أحَبُّهم لسيِّدِ الأنامِ [10] وسابقُ الرجالِ للإسلامِ

فكان خيرَ مَنْ أطاع واحْتَذَى [11] وبَعْثَ خيرِ المرسَلينَ أَنْفَذَا

وقد رأى البعضُ بَقاءَ العَسْكَرِ [12] لِمَا رأوْا مِنْ ارْتِدَادِ الأَكثَرِ

فكان رأيُهُ سديداً ولَهُ [13] عادَ الجميعُ آخذينَ قولَهْ

وبعدهُ قتالُ أَهْلِ الرِّدَّهْ [14] مَنْ شَذّ بالسيفِ الصقيلِ رَدَّهْ

وارسلَ الفرسانَ نحو مالِكِ [15] فانتصر َ الإسلام ُ في المعاركِ

سارَ لنَجْدٍ بالسرايا عِكْرِمَهْ [16] لِيَلْتَقي كذَّابَها مُسَيْلِمَهْ

ثمّ شُرَحْبِيلُ تَلا وخالدُ [17] فانتصرَ الحقُّ وبادَ الحاقِدُ

وحينَ زادَ القتْلُ في القُرَاءِ [18] رأى الجميعُ أفضلَ الآراءِ

فجمعوا الذِّكْرَ مِنْ الصدورِ [19] فحُفظَ القرءانُ في السطورِ

وخالدٌ مَعَ المُثَـنَّى وَجَّها [20] الى العراقِ بالجيوشِ اتَّجَها

فَفَتَحا منها قُرَىً ومُدُنَا [21] وامْتَـنَعَتْ أجْزاءُ منها زَمَنَا

وعَمْراً بْنَ العاصِ نحوَ الشامِ [22] ثم شُرَحْبِيل مَعَ الكرامِ

مَعَ يزيدٍ وأبي عُبَيْدَهْ [23] فزلزلوا الكفرَ وردُّوا كَيْدَهْ

والْتَقَتِ الجيوشُ أجمعينا [24] فأشرقَ النصرُ بأَجْنَادينا

وبعدَهُ أَسَّسَ بيتَ مالِ [25] يُجْبـَى لها ما كان مِنْ أموالِ

وظل عامينِ وبِضْعَ أَشهُرِ [26] وبعدَها ماتَ جميلَ الأَثَرِ

وكان قد أَوْصَى الى الفاروقِ [27] السيّدِ الحازمِ والشفيقِ

أوَّل مَنْ لُقِّبَ بالأميرِ [28] يُدْعَى بهذا اللَّقَبِ الشهيرِ

أرَّخَ بالهجرةِ ثم دَوَّنا [29] دِيوانَهُ فكان فيه مُحسنا

أعَدّ للشورى بها المَجالسا [30] وللمُسيئين بنى مَحَابِسا

أوَّل مَنْ للحرمين وَسَّعا [31] وفي التراويحِ الأنامَ جَمَّعا

وفتَحَتْ جيوشُهُ الأمْصارا [32] بهيبةٍ أذلَّتِ الكفارا

وأرسلَ الأبطالَ والفَوَارسا [33] ففتحُوا العراقَ ثمَّ فارِسا

فخَسَفُوا بها في القادسيَّهْ [34] وانخرَطتْ عقودُ فارسيَّهْ

وفي جَلولا ظَفِرَ القعقاع ُ [35] وللأعادي الأَسْرُ والضياع ُ

وفِي (نَهَاونْد) انتصارٌ ساحِقُ [36] (فتحُ الفتوحِ) لم يَعِقْهمْ عائِقُ

مِنْ بعدِها ساحوا بكلِّ أرضِ [37] من فارسٍ في طولِها والعَرْضِ

وخراسانَ وسجستانَ وَقَدْ [38] أخْضَعَ مِنْ أرمينيا بعضَ البلدْ

كنوزُ كسرى بُعِثَتْ الى عُمَر ْ [39] كما بها بشَّرَهمْ خيرُ البشَرْ

وليبيا مصرَ وبيتَ المَقدسِ [40] قاداتُه فيها كرامُ الأنفُس ِ

وفُتِحَتْ كلُّ بلادِ الشامِ [41] فاتَّسَعتْ خريطةُ الإسلامِ

وهزمَ الرومانَ في اليرموكِ [42] وأُسقِطَتْ مهابةُ الملوكِ

ثمَّ وبا عُمْوَاس والرَّمَادهْ [43] ومات في الشام ِ كبارُ القادهْ

هذا وكان الصالحُ المُحَدَّثُ [44] كما به عن الرسولِ   حدَّثوا

كان على سلطانهِ المُتَّسِعِ [45] من زهدهِ في المَلْبَسِ المُرَقَّعِ

عاشَ الحياةَ عادلاً حميدا [46] ومات مِنْ طعنَتهِ شهيدا

قضى بهِ مِنْ السنين عَشْرا [47] وستةً مِنْ الشهور تَتْرى

فبَايَعُوا مِنْ بعدهِ (عُثمانا) [48] القرشيْ مَنْ نسَخَ القرءانا

وهو الذي جَهَّزَ جيشَ العُسْرَةِ [49] وابتاعَ للإسلامِ بئرَ رُومَة ِ

زوَّجهُ المختارُ بابْنَـتَيْه ِ [50] أكرَمَهُ فَرْداً بفَلْذَتَيْهِ

لذالِكُمْ لُقِّبَ ذو النُّورَيْنِ [51] لِنيْلِهِ مِنْ أحمدَ ابْنَـتَيْنِ

ووَسَّعَ المسجدَ في المدينهْ [52] ومثلَهُ في البَلْدةِ الأمِينهْ

ثم غزا بجيشهِ الجَرَّارِ [53] وحَرَّكَ الأسطولَ في البِحار ِ

(قُبْرُص) لمَّا أنْ غزوها فُتِحتْ [54] وابْنَةُ مِلْحَان بها تُوُفِّيَتْ

ووصَلَتْ جنودُهُ إفْرِيقيَهْ [55] واستكمَلَتْ بفتْحِها إرْمِينِيَه ْ

على الجيوشِ السبعَةُ العَبَادِلَهْ [56] فانتصرتْ فرسانُها المُقاتِلهْ

وأرضَ كَرْمَان مَعَ القُوقَازِ [57] فَسُرَّ عثمانُ بِذا الإنجازِ

وكان عهدُهُ الجميلُ زاهِرا [58] وخيرُهُ بينَ العبادِ وافِرا

ثمَّ عليهِ الخارجونَ نَقَمُوا [59] وحاصَروا مَنْزِلَهُ وظَلَمُوا

 وبَعْدَ أنْ أُحِيطَ بالحصارِ [60] تمَكَّنُوا مِنْ قَتْلِهِ في الدَّارِ

فماتَ مظلوماً شهيداً مُبْتَلَى [61] لِجَنَّةِ الخُلْدِ بهذا الإِبْتِلا

وعهدُهُ قد كان ثِـنْتيْ عَشْرَهْ [62] وسوفَ يُوفِيهِ الإلهُ أجْرَهْ

وبايَعُوا مِنْ بعدهِ عَـلِيَّا [63] فأنْزَلُوهُ مَنْزِلاً عَلِيَّا

أوَّل مَنْ أسلمَ في الغِلْمانِ [64] وخَلَفَ الرسولَ في المكانِ

وكان زوجَ ابْنَتهِ التَّقِيَّهْ [65] فاطمةَ المَصُونةِ النَّقِيَّهْ

وقتَلَ ابنَ ودَّ يومَ الخَندَقِ [66] وخُصَّ يوم خَيْبَرٍ بالبَيْرَقِ

فسارَ مِنْ طَيبَةَ نحو الكُوفهْ [67] مُنْتَقِلاً مِنْ دارهِ المَأْلُوفَه ْ

وكان قَد ثارَ دخانُ الفِتَنِ [68] مِنْ بَعْدِ قتْلِ الراشدِ المُؤتَمَنِ

فحدَثَتْ وَقْعَةُ يوم الجَمَلِ [69] أَجَّجَها أهلُ الردى والخَطَل ِ

وبعدَها صِفِّينُ ثمَّ حَكَّمُوا [70] وخرج َ الشُّراةُ حيثُ اختصَموا

قاتَلَهمْ في النهْرَوَانِ بالعددْ [71] ما كادَ ينجو سالِماً منهم أَحَدْ

ثم سعى لِقَتلِهِ في الظُّلَمِ [72] الخارجيُّ الفاجرُ ابنُ ملْجَمِ

وعهْدُهُ من السنين أربعُ [73] وتسعةٌ من الشهورِ تُجمَعُ

ثم تولَّى بعدهُ السِّبْطُ الحَسَنْ [74] السيِّدُ الأوَّاهُ ذو الفِعلِ الحَسنْ

شبيهُ خيرِ الخلقِ مِنْ عدنانِ [75] وسيّدُ الشبابِ في الجِنانِ

وعهْدُهُ قد كان بِضْعَ أشْهُرِ [76] وذاك مِصْداقُ صحيحِ الخَبَرِ

وسلَّمَ الأمرَ الى معاويهْ [77] فباعَ دنياهُ بأخرى باقيهْ

فحَقَنَ الدِّما وأطْفَى الفِتَنا [78] فكان خيرَ الناسِ لمَّا أحسَنا

وأصلحَ اللهُ بهِ ما فسَدَا [79] وكان بالإصلاحِ هذا سيِّدا

وذاك مِصْداقاً لِمَا قد بَشَّرا [80] به النبيُّ المصطفى خيرُ الورى

فاجتمع الناسُ بتلك الساعهْ [81] ولَقَّبُّوا ذا العامَ بالجمَاعهْ

وكلُّ ما دارَ مِنْ الخلافِ [82] ين الصحاب السادةِ الأشرافِ

نسكُتُ عَنْهُ ولهم مِنَّا الثَّنَا [83] جميعُهم نَمْلَئُ فيه الأَلْسُنا

فليس فيهم أحدٌ معصوم ُ [84] وليس فيهم أبداً مذمومُ

لأنّهُ سبحانهُ عنهم رَضِيْ [85] وبالجنانِ وعدُهُ لهم قُضِيْ

 

نظم / طاهر غالب الحسني

١/ ٦/ ١٤٤٦

المصدر:👈 https://t.me/havealookforward/27277

عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح