أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

✍🏻 رسالة إلى المسترجلات والمتأنثين.

 


✍🏻 رسالة إلى المسترجلات والمتأنثين.

أصبحنا نلتزم البيوت من الخروج بسبب فتنة النساء.

فالمفترضُ أن يكونَ البيتُ حصنَ الأمانِ، والخروجُ سعيًا في مناكبِ الأرضِ، لا خوفًا وهربًا من جاذبيةٍ تُعمِي البصائرَ وتُزلُّ الأقدامَ. إنَّها إشارةٌ إلى فسادِ العلاقةِ بينَ الجنسينِ، وتحوُّلِها من سكنٍ ورحمةٍ إلى مصدرِ قلقٍ وفتنةٍ. فأصبحنا أسرى الجدران، لا خوفًا من عدوٍ، بل فرارًا من فتنةٍ تتهادى في الطرقات. كأن الخروج من البيت مغامرة محفوفة بالمخاطر، لا لذة استكشاف أو قضاء حاجة، بل خشية الوقوع في شركٍ ناعم.

وأصبحنا نتلتزم أطراف الطريق من مزاحمة النساء وأطراف الطرق، التي كانت مساحات للرجال وتمشي النساء حياء في أطرافها، باتت حلبة صراعٍ تخجل منها الأنفس الأبية. مزاحمةٌ تكسر الهيبة، وتُذهب بالوقار، وتحيل الشارع إلى ساحةٍ غير آمنة للخطى الواثقة.

وأصبحنا نغض الطرف من قلة أدب النساء. وغض الطرف، الذي كان فضيلةً يُتَحلَّى بها النساء، تحوَّل إلى قيدٍ يُكْبِلُ النَّظر للرجال. قلة أدبٍ تجرح الحياء، وتستفز الكرامة، فلا يملك المرء إلا أن يخفض بصره أسفًا أو عجزًا.

أصبحنا في عطالة بينما تشتغل النساء فالمفترضُ أن يكونَ الرجلُ هو السَّاعيَ والقائمَ على أمرِ المعيشةِ، لا مُتفرِّجًا عاطلًا بينما تنوءُ المرأةُ بأعباءِ العملِ. إنَّهُ يُنذرُ بتصدُّعِ البنيةِ الأسريةِ، واضطرابِ الأدوارِ الطبيعيةِ، ممَّا يُفضي إلى تفكُّكِ المجتمعِ.

ففي غمرة هذا النشاط النسائي الدؤوب، يجد الرجل نفسه في خلوةٍ قسرية مع العطالة. كأن عجلة الحياة تدور بغير قوامة الرجل، وكأن دوره قد تقلص حتى تلاشى في زحام هذه الحركة. وصوته يخبو، وهمسه يتوارى، بينما يعلو صوتٌ آخر يملأ الفضاء. كأن الكلام لم يعد له بل لها، وكأن حضوره لم يعد يُحتفى به بل بها فهي سيدة الموقف وحاكمة الزمان.

فماذا تبقى للرجال إذن؟ أي معنى بقي لوجودهم؟فماذا بقيَ للرجالِ...؟ وهل ما زالَ هناكَ رجالٌ...؟ سؤالٌ مُرٌّ يُعبِّرُ عن خشيةِ فقدانِ الهويةِ والقوامةِ، ويُنذرُ بضعفِ المجتمعِ وانهيارِهِ.

 سؤالٌ يتردد صداه في الفراغ، يحمل في طياته حسرةً عميقة وشعورًا بالضياع. هل انقرضت سلالة الفرسان وما بقي إلا الثيران والجعلان والفئران؟ وهل استحالت الهامات الشامخة إلى رؤوسٍ مطأطئة منكسة خانعة ذليلة؟

أم أن الأرذال قد عبثت بنا يا له من انقلابٍ عجيب! ويا له من تحولٍ مؤلم! اللهم رحماك من أن نفتن أو نموت مفتونين.

فأين الرجال أين الرجال فليجبوا ولا أريد إلا الرجال....

صرخةٌ مدويةٌ تستنهضُ الهممَ، وتُنادي الغائبينَ، وتُطالبُ بعودةِ القوامةِ والرجولةِ الحقةِ إلى مكانِها. إنَّها نداءٌ إلى الصحوةِ، وإلى استعادةِ الدورِ الضائعِ، قبلَ أنْ يستفحلَ الخطرُ ويُطبِقَ الظلامُ.

 

كتبه/

أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله.

٣٠/ شوال/ ١٤٤٦هجرية

عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح