المقال بصيغة pdf
💥قصة الحرب الإيرانية الإسرائيلية كاملة.. الجميع خدع الجميع💥
✍المراقب والمتابع للحرب التي استمرت "اثني عشر يومًا" بين إيران وإسرائيل يلاحظ عدة نقاط مهمة تشير إلى تعقيد الموقف وتداخل المصالح وعد فهم الكثيرين لماهية الحرب، هل هي حرب أم مسرحية؟
أولًا: هي حرب حقيقية، ولكن على منوال التمثيل المسرحي بامتياز، والسبب هو أن الطرفين إيران ومن إليها، وإسرائيل ومعها أمريكا، خايفين على بعضهما البعض، فالجميع مستفيد من بقاء الآخر، وإنما يريد الأمريكي من الإيراني أن يبقى تحت السيطرة والتحكم، ولذلك كانت حرب مليئة بالخداع، جميع العقلاء أدركوا هذا الخداع، ولذلك تجد أن الجميع خدع الجميع، بينما يظن كل طرف أن الآخر مُستغفل، بينما الحقيقة هو نفسه المستغفل المخدوع! فهي حرب حقيقة من أجل إنهاء الحلم الإيراني بامتلاك سلاح نووي، ولكن موطن الخداع فيها والتمثيل المسرحي هو خوف الطرفين على بعضهما البعض، يريدان المواجهة ولكن بحدود معينة ودقيقة للغاية، وكأنها عملية جراحية يُزال موطن الألم ثم يُرقع الجرح وتعود الأمور كما كانت.
ثانيًا: اغترار كثير من عوام المسلمين، بسبب إدراكهم المحدود، ووعيهم الضئيل، والجهل المنتشر بينهم وعدم العناية بالقراءة المفيدة، وبغضهم للإبادة التي تحصل منذ أن وعينا على الدنيا ضد الفلسطينين ولذلك هناك احتقان متجذر ضد عدو العرب والمسلمين ومقدساتهم وهم الصهاينة، فلذلك خُدع كثير جدا من العوام العرب والمسلمين بإيران، بل خرج أمثال الزنديق سلامة عبدالقوي المصري الذي يصدِّر نفسه على أنه من أهل العلم والدين خرج ببوائق في غاية الخطورة منها قوله: لا أعلم عالما واحدا كفر الرافضة! وهنا يدافع باستماتة عن النظام الإيراني الإثناعشري الجعفري الصفوي، والذي أُلفت كُتب جمع مؤلفوها أقوال أئمة السلف ومن تبعهم بإحسان في تكفير الرافضة، وبين يديَّ كتاب كامل في نقل تكفير أئمة السلف للرافضة بعنوان: [بيان أن الرافضة جميعا كفار]، وفيه عشرات الأقوال والنقولات!
ومثله الغير شريف عبدالله الشريف الذي بالغ في مدحهم وذم العرب وأمة المسلمين بأقذع الألفاظ وأشنع العبارات، وهو رجل إخونجي مخذول ما سلمت منه حتى شعيرة الحج حيث سعى جاهدا في صد الناس عنه! فهو مجرم من المجرمين ومخذول في سائر قضايا المسلمين.
ومثله اتحاد علماء المسلمين الإخواني القطري الذي أخرج بيانا مخزيا يطالب فيه الدول العربية بالوقوف مع إيران والدفاع عنها، قبح الله فهمهم العقيم وقولهم السقيم.
ومثله جماعة الإخونج المفسدين الذين أخرجوا أيضا بيانا كاشفا لسوءتهم في غاية من الخبث والنفاق والجهل بالدين وبالواقع.
فما بالك بالعوام!؟
ثالثا: قوة إيران؛ فإنها ليست بالسهلة فمساحتها شاسعة، وعدد سكانها أكثر من ثمانين مليون، وهي أمة مستقلة لها لغتها وعرقها ودينها الذي كان الإسلام حتى أتى الشاه إسماعيل الصفوي سنة 906هـ وأسس الدولة الصفوية وأعلن الشيعة الإثني عشرية مذهبًا رسميًا لإيران باستخادم القوة والعنف لتحويل الناس من السنة إلى التشيع، حيث طرد وقتل علماء أهل السنة، وحُوّلت المساجد والمدارس لخدمة التشيع بالقوة فأصبحت شيعية من حينها، وقد كان دخلها التشيع قبل عبر بعض الدول ولكنه كان ضعيفا حتى القرن العاشر الهجري.
والشاهد: أن الإيراني إذا تخربت بلده فليس له بلدا مشابها لها في اللغة والثقافة والعادات، بينما العربي إذا حصلت حرب في السودان ذهب مصر، وإذا حصلت في اليمن دخل السعودية، وإذا حصلت في العراق ذهب الأردن، وهكذا، فالعربي له فُسحة في البلدان العربية، وهذا ينبأك إلى أحد أسباب ضراوة الإيراني في الحرب؛ لأنه ليس له خيار وهذا الحال يشبه حال الصهاينة إلى حد كبير مع فارق الأصالة الإيرانية على أرضهم وسرقة الصهيوني لأرض غيره، فإيران كما قيل نمر من ورق، وهذا صحيح، ولكن في نفس الوقت لا يُستهان بها، أضف إلى صفة متجذرة في الإيراني وهي اللعب واللف والدوران والمماطلة وطول النفس والتوسعية
رابعا: المصالح المشتركة التوسعية بين إيران وإسرائيل على حساب العرب؛ فكلهم يعلم يقينا أن العرب هم العدو بسبب اختلاف الدين وطمع كلا الطرفين في التوسع، فإيران تريد نصف الوطن العربي وإسرائيل تريد النصف الآخر لو استطاعوا ولن يستطيعوا بإذن الله، ولذلك بقاء إيران هو لصالح إسرائيل وأمريكا وسائر الغرب حتى تبقى ورقة ضغط قوية وفعَّالة ضد العرب، وكذلك بقاء إسرائيل هو لصالح النظام الإيراني مائة بالمائة حتى يستطيع أن يتاجر بفلسطين وبالقُدس فيستدرج بهذا الطُعم السذج من العوام وينشر دينه الجعفري ويتوسع في الدول العربية مسغلا العاطفلة الساذجة الغير مضبوطة عند الجهال من العامة.
خامسا: هذه الحرب بدأتها إسرائيل من أجل تدمير قدرات إيران النووية عبر تخصيب اليورانيوم، وإيران دافعت عن نفسها وعن نظامها لا عن فلسطين ولا عن القُدس! وأمريكا أنهتها بأم القنابل.
ونتائج هذه الحرب الهزلية لم نسمع بمثلها في التاريخ أن تسود الرومانسية بين طرفين متحاربين مثلما حصل بين هؤلاء، حتى أن الرئيس الأمريكي ترامب -الذي أُحِبُ فيه صراحته المفضوحة التي كشفت لنا الكثير منذ أن أتى إلى السلطة- شكر إيران وأثنى عليها لأنها حسب قوله استأذنت منه لضرب دولة قطر لتنتهي الحرب! وهذه ليست أول مرة، فقد فضح ترامب إيران وذكر أنها اتصلت به لتستأذنه بضرب قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق ردا على مقتل الرجل الثاني في النظام الإيراني قاسم سليماني!؟
وهذا الإتصال والتضحية بسيادة دولة قطر كي يعلن النظام الإيراني أمام شعبه المستعبد المُستغفل أنه انتصر وقصف قواعد الأمريكان في الخليج كذا سيقول مع أن تقارير (مثل NBC وHRANA) ذكرت خسائر إيران كما يلي:
974 قتيلاً إيرانيا: منهم 268 عسكريًا، 387 مدنيًّا، و319 غير محددين، و 3,458 إصابة، وأن القادة العسكريين رفيعي المستوى المقْتُلون كُثر أبرزهم:
* اللواء محمد باقري: رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.
* اللواء حسين سلامي: قائد الحرس الثوري الإسلامي.
* اللواء غلام علي رشيد: رئيس مقر خاتم الأنبياء المركزي (قيادة الطوارئ).
* اللواء علي شادماني: بديل اللواء غلام علي رشيد.
* العميد أمير علي حاجي زاده: قائد القوة الجوية في الحرس الثوري.
* محمد باقر طاهر بور: قائد وحدة الطائرات المسيرة في القوة الجوية بالحرس الثوري.
* أمين بور جوداكي: بديل محمد باقر طاهر بور.
* داوود شيخيان: قائد وحدة الدفاع الجوي في القوة الجوية بالحرس الثوري.
* سعيد إيزدي: رئيس فيلق فلسطين في قوة القدس.
* بهنام شهرياري: رئيس الوحدة 190 لتهريب الأسلحة.
* العميد ميثم رضوان بور: نائب الشؤون الاجتماعية في منظمة الباسيج.
* العميد علي رضا لطفي: نائب منظمة استخبارات الشرطة.
* محمد تقي يوسف وند: قائد مكافحة التجسس في الباسيج.
* غلامعلي نجفي: لواء ثانٍ في الدفاع الجوي للجيش الإيراني.
* 4 ضباط برتبة عقيد.
* 3 ضباط برتبة ملازم.
* 4 جنود خدمة إلزامية.
كما قُتل أربعة من عمال الإسعاف التابعين لجمعية الهلال الأحمر الإيراني، وهم: مجتبى مالكي، مهدي زارتاجي، أمير حسين جمشيد بور، وياسر زيوري.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت إسرائيل أنها قتلت ما لا يقل عن 14 عالمًا نوويًا إيرانيًا، من بينهم سيد أصغر هاشمي تبار، خبير الأسلحة في مجموعة شهيد تشمران، أضف إلى تدمير المنشآت النووية التي خسرت فيها إيران أموالا طائلة وجهود لسنوات، وكذلك مواقع ومنشآت عسكرية ومدنية حيوية، ومع ذلك إيران انتصرت!؟
ويعلن الصهاينة أيضا أنهم انتصروا، وهذا صحيح؛ لأنهم حققوا الهدف من الحرب وهو إذلال النظام الإيراني وهدم منشآته النووية وإضعاف إمكاناته العسكرية.
ويعلن ترامب أن أمريكا هي من حسمت الحرب وانتصرت فيها وفرضت الهيمنة الأمريكية على الساحة العالمية وأبقت على النظام الإيراني مع تكسير أنيابه وتأديبه، وقد حصل لها ما أرادت، والضحية دولة قطر لماذا؟ الجواب في مقال قلنا فيه:
📍أكبر خاسر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية هي دولة قطر:
يا رجل كان موقف السعودية مع قطر أقوى من موقف قطر نفسه رغما إنها أرضها، تخرج السعودية وتقول تضامنا مع قطر أنها [تضع كافة إمكاناتها لمساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات]
بينما قطر تتواصل بالرئيس الإيراني وبينهما وديات ولا كأنه حصل شيء!
كيف تسمح قطر باختراق سيادتها وإنهاء الحرب (المسرحية) على حسابها وهي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولا مستفيدة شيء بل هي تضحي بالعقيدة في مثل هذه الحال التي فيها مناصرة واضحة لإيران!
قطر أداة حرفيا للأسف الشديد، هي تثبت لنا هذا كل يوم، قطر مساكين أمرهم ليس بأيديهم البتة، وهذا توصيف للواقع وليس بغضا لقطر أو تحاملا عليها لا والله فهم أشقاءنا، والله إني غضبت لهم تقريبا أشد وأعظم من الحكومة القطرية نفسها، كل هذا كي تبقوا متواجدين على الساحة مؤثرين! هذا ما هو تأثير على الساحة السياسية، بل ذُل ومهانة، يا أخي اعرفوا قدر أنفسكم وحجمكم، فإن مشكلة قطر هي أنها لا تعترف بمحدودية حجمها من حيث الجغرافية والسكان والتأثير الفعلي، تريد أن تلعب دور كبير على مثلها ولا يمكن أن يتوافق مع حجمها وإمكانياتها، فالمال وحده ليس كل شيء، يمكن لقطر أن تلعب خاصة مع ما أعطاها الله من أموال فهذا من حقها ولكن لعب ينفعها أو على الأقل لا يضرها، ولكن السر الذي جعل السياسة القطرية مضرة وسامة بهذا الشكل هو تغلغل الإخونجية في قطر، فالإيدولجية السياسة القطرية هي إخوانية بامتياز ولذلك يكثر فيها التناقضات والإنحراف عن جادة الصواب والسداد.
فحين تخرج علينا مواقع عالمية ومنها القناة الإسرائيلية وتقول:
"كانت فكرة قطر منذ البداية"
الدوحة "تحملت مسؤولية واحدة" من خلال تنظيم "المسرحية الدبلوماسية" حيث سمحت الضربات الإيرانية الضعيفة على قطر لطهران بإنقاذ ماء الوجه والحصول على مخرج من الحرب. انتهى.
أليس هذا مؤلم! ومثل هذا الخبر أخبار وتحليلات أشد منه، فهل هذا عز وتمكين أم ذُل مهين أن تضحي دولة بسيادتها من أجل لا شيء! بل الأدهى والأمر أن تكون هذه التضحية من أجل إيران عدو العرب والمسلمين الأول والأخطر الذي ضرره على دين قبل الأرض!
تقريبا هذه هي أول عملية فدائية لهدر السيادة من نوعها بالتاريخ، والله المستعان.
فتجد أن الجميع خدع الجميع، والجميع لعب على الجميع، والعرب ليسوا مغفلين ولله الحمد، بل هم أيضا لعبوا مع اللاعبين، والبيانات الخليجية والعربية التي خرجت منددة بالحرب كانت لعبة مثلها مثل لعب الأمريكي والإسرائيلي والإيراني، والكل مبسوط كما يقال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
#ابن_الشابرة
(٢٩ ذو الحجة ١٤٤٦)
المصدر:👇👇