✍🏻 فساد الرعية وأثره على فساد الحكام.
*منشور مهم يقرأ جيدا وبتمعن وينشر على أوسع نطاق*
من السهل دائمًا أن نُلقي اللوم على قمة الهرم، وأن نُشير بأصابع الاتهام إلى الحكام عندما نتحدث عن الفساد.
ولكن هل هذا هو العدل كلّه؟
وهل هذه هي الحقيقة الكاملة؟إن القرآن الكريم، وهو كلام الله الحق، يضع الأمر في نصابه حين يقول: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41]. لاحظ معي: "أيدي الناس"، ولم يقل "أيدي الحكام". هذه الآية الكريمة تحمل في طياتها حقيقة عميقة ومريرة: أن الفساد الذي نراه ونلمسه في كل جانب من جوانب حياتنا، هو نتاج ما زرعته وغرسته أيدينا نحن، أيدي أفراد المجتمع.
إن الفساد ليس حِكرًا على فئة دون أخرى. وما يُنسب للحاكم من فساد غالبًا ما يكون موجودًا، بل أشدّ، في أوساط الرعية جماعات وأحزاب وأفراد.
دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا. أليست الرشوة منتشرة بين الموظفين الصغار والكبار؟
أليس الغش في التجارة وفي الامتحانات وفي كل تعاملاتنا اليومية واقعًا مؤلمًا؟
أليست خيانة الأمانة منتشرة بين الأفراد في تعاملاتهم الشخصية والمهنية حتى الأسرية؟
أليست الأخلاق والقيم التي قامت عليها أمتنا تتآكل يومًا بعد يوم في كثير من الأوساط الشعبية، حيث تضيع الأمانة والصدق والمروءة؟
أليست المعاصي والذنوب التي تبارز الله جهارًا نهارًا آفةً تفتك بالمجتمع وتجلب عليه سخط الله وعقابه؟
إن الحقيقة الصارخة هي أن فساد الرعية غالبًا ما يكون أصلًا لفساد الحاكم. فالحاكم ليس كائنًا معزولًا عن مجتمعه، بل هو جزء لا يتجزأ منه، يتأثر بما فيه وينعكس عليه.
عندما تنتشر اللامبالاة بالدين، وضعف الوازع الأخلاقي، والجشع المادي، وحب الدنيا، والتراخي في تطبيق شرع الله بين أفراد المجتمع، فكيف لنا أن نتوقع أن يخرج من هذا المجتمع حاكم ملائكي لا يمسه سوء، ولا يتأثر بما حوله؟
إن الحاكم هو مرآة لمجتمعه، وإن صلاحه أو فساده ينبع في كثير من الأحيان من صلاح أو فساد الأمة التي يحكمها.
هذه المصائب والأزمات التي تصيب الأمة في أمنها، في اقتصادها، في استقرارها، في ضعفها أمام الأعداء، في انتشار الأمراض والفقر، ما هي إلا نتيجة مباشرة لما اقترفته أيدينا من ذنوب ومعاصٍ.
إنها رسائل ربانية لنا، لعلنا نفيق من غفلتنا ونعود إلى رشدنا.
إذا أردنا صلاحًا حقيقيًا لأمتنا، فالتغيير لا يبدأ من قمة الهرم، بل يبدأ من القاعدة، من كل فرد منا. عندما يصلح كل واحد منا نفسه، ويتقي الله في عمله، وفي ماله، وفي أخلاقه، وفي تعاملاته مع الناس، ويتمسك بشرعه الحنيف، ويُقدم طاعة الله على كل شيء، حينها فقط يمكن أن نرى صلاحًا ينعكس على المجتمع كله، ومن ثم على ولاته وحكامه.
فلنتوقف عن توجيه أصابع الاتهام للآخرين، وليكن عندنا أقل الأحوال مروءة وحياء من لوم الأخرين ونحن في أوحال ومستنقعات الذم والانحطاط الأخلاقي والديني ولنبدأ بإصلاح ذواتنا، لأن صلاح الأمة يبدأ بصلاح أفرادها. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ونسأل الله تعالى أن يصلح الراعي والرعية.
كتبه أبو محمد طاهر السماوي
١١ ذي الحجة ١٤٤٦هجرية
المقال pdf👇👇
*نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين*
════ ❁✿❁ ════
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
*✍ انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*