أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

(( تنبيه الخطباء الذين يفتتحون خطبة العيد بالتكبير ، وليس بالحمد والثناء ))


 (( تنبيه الخطباء الذين يفتتحون خطبة العيد بالتكبير ، وليس بالحمد والثناء ))

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، وبعد :
تفتح خطبة العيد بالحمد والثناء وليس بالتكبير  .
فقد بين أهل العلم أنه لا تُفْتَح خُطبةُ العيدِ بالتَّكبيرِ ، بلْ تُفتَتحُ بالحَمدِ كسائرِ الخُطبِ ، وبذلك قالَ طائفةٌ من الشافعيَّة ، وطائفةٌ من الحَنابِلَة ، وهو اختيارُ ابنِ تَيميَّةَ ، وابنِ القيِّمِ ، وابنِ رجب ، وابنِ باز رحمهم الله .
✍ و إليك التفصيل كالآتي :
▪️قول الشافعية : قال النوويُّ رحمه الله ( نصَّ الشافعيُّ وكثيرون من الأصحاب على أنَّ هذه التكبيرات ليستْ من الخطبة، وإنما هي مُقدِّمة لها، ومن قال منهم: تُفتتح الخطبة بالتكبيرات يُحمَل كلامُه على موافقة النصِّ الذي ذكرتُه؛ لأنَّ افتتاح الشيء قد يكون ببعض مقدِّماته التي ليستْ من نفسه، فاحفظ هذا؛ فإنَّه مهم خفي) [ روضة الطالبين(2 /74) وينظر: (المجموع للنووي (5 /23) ، و ( نهاية المحتاج ) للرملي (2 /392) ، و( فتح الباري) لابن رجب ( 5 /485) ]
▪️قول الحَنابِلَة : قال ابنُ رجب ( ذكَر بعض أئمَّة الشافعية: أن الخُطب كلها تُستفتح بالحمد بغير خلافٍ ، وإنما التكبير في العيد يكون قبلَ الخُطبة، وليس منها، وأنَّ ذلك نصُّ الشافعي، وكذا ذكر طائفةٌ من أصحابنا: أنَّ ظاهر كلام أحمد أنَّه يُكبِّر إذا جلَس على المنبر قبل الخُطبة، وأنه ليس من الخُطبة، فإذا قام استفتح الخُطبة بالحمد)  [ فتح الباري (5 /485) ]
▪️اختيار شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله : قال ( خطبة الجمعة تُفتتح بالحمد ، بالسُّنة المتواترة واتِّفاق العلماء ، وأمَّا خطبة الاستسقاء، ففيها ثلاثةُ أقوال في مذهب أحمد وغيره ، أحدها: أنَّها تُفتتح بالحمد لله كالجمعة، والثاني: بالتكبير كالعيد. والثالث: بالاستغفار؛ لأنَّه أخصُّ بالاستسقاء، وخطبة العيد قد ذَكَر عبد الله بن عُقبة: أنها تُفتتح بالتكبير، وأخَذ بذلك مَن أخذ به من الفقهاء؛ لكن لم يَنقُل أحدٌ عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه افتَتَح خُطبتَه بغير الحمد، لا خُطبة عيد، ولا استسقاء، ولا غير ذلك) [ الفتاوى (22 /393، 394 ) و (24 /225) ، وينظر : ( زاد المعاد لابن القيم (1 /448).
▪️واختيار ابنُ القيِّم رحمه الله : قال ( كان يَفتتح خُطَبه كلَّها بالحمد لله، ولم يُحفظ عنه في حديث واحد، أنَّه كان يَفتتح خُطبتي العيدين بالتكبير... وقد اختلف الناسُ في افتتاح خُطبة العيدين والاستسقاء، فقيل: يُفتتحان بالتكبير، وقيل: تُفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار، وقيل: يُفتتحان بالحمد؛ قال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّة: وهو الصَّوابُ) [ زاد المعاد (1 /447، 448) ]
▪️قال ابنُ رجب رحمه الله : قال ( قد رُوي عن أبي موسى الأشعريِّ، أنه استَفتح خُطبتي العيدين بالحمد، ثم كبَّر بعد الحمد. وهو الأظهر) [ فتح الباري ( 5 /485) ]
▪️واختيار الشيخ ابن باز رحمه الله : قال ( المشروعُ في العيد خُطبتان كالجُمُعة، والمشروع أنْ تبدأ كلُّ خُطبة بالحمد، بالحمد لله والثناء عليه، والصَّلاة على نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والشَّهادتين؛ شهادة أنْ لا إله إلَّا الله محمَّد رسولُ الله، في الجمعة وفي العيدين، كلُّها تبدأ بحمد الله والثناء عليه، والشهادة لله بالوحدانيَّة، وللنبيِّ بالرسالة، والصلاةِ على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم وعْظِ الناس وتذكيرهم، في الجمعة وفي العيد) [ فتاوى نور على الدرب (13 /362) ]
👈 والشاهد : أن هذا الأمر  لم يثبُتْ عن النبيِّ ﷺ أنه كان يَستفتِحُ خُطبةِ العيدِ أو غيرَها بالتَّكبير كما قرر ذلك أهل العلم انظر [ الفتاوى لابن تيمية (22 /393، 394)  (24 /225) ، و( زاد المعاد لابن القيم (1 /448) ، و( السيل الجرار ) للشوكاني (ص: 195)، و( نيل الأوطار ) للشوكاني (3 /363) ]
أنَّ الاستفتاحَ بالحمدِ هو شأنُ خُطَبِه عليه الصَّلاة والسَّلامِ .
والحمد لله رب العالمين

✍ ........... كتبه العبد الفقير إلى رحمة مولاه
                       صديق بن محمد الشريف
                      دار الحديث الأثرية بدلجا
                        جنوب الصعيد المصري
                  •┈┈┈••✵☁️✵••┈┈┈•

عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح