((الرائية في التحذير من فتنة التصوير العصرية))
أَيَا مُصَوِّرَ ذاتِ الرُّوحِ كُنْ
حَذِرًا ... مِنَ الوَعِيدِ الَّذِي قَدْ جاءَ فِي الصُّوَرِ
عَنِ النَّبِيِّ رَسُولِ اللهِ
أُسْوَتِنَا ... مَنْ بَلَّغَ الدِّينَ حَتَّى تَمَّ كَالقَمَرِ
لَقَدْ تُرِكْنَا عَلَى بَيضَاءَ
صَافِيَةٍ ... مَا زَاغَ عَنهَا سِوَى الهَلكَى ذَوِي الأَشَرِ
أَمَا سَمِعتَ بِلَعْنِ الفَاعِلِينَ
لَهَا ... مُضَاهِئينَ صَنِيعًا خَالِقَ البَشَرِ
بِأَنْ يُكلَّفَ نفخًا مَنْ
يُصوِّرُهَا ... عُقوبَةً فَاحتَرِسْ مِنْ مَوقِفٍ عَسِرِ
وَسَوف تُجْعَلُ أنفاسًا تُعَذِّبُهُ
... تِعْدَادَ تَصوِيرِهِ فِي سَالِفِ العُمُرِ
وَسَوفَ يَخرُجُ مِن نَارِ اللَّظَى
عُنُقٌ ... مُوَكَّلٌ بِعَذابِ القَومِ فَاعتَبِرِ
وَلَيسَ تَدْخُلُ فِي بَيتٍ مَلائِكَةٌ
... مَا دَامَ فِيهَا تَصَاويرٌ عَلَى الجُدُرِ
وَقَدْ أَتانَا جَلِيًّا أَنَّ
صَانِعَهَا ... لَمِنْ أَشدِّ عَذَابًا - صَاح - فِي سَقَرِ
فَاحْذَرْ تَصَاوِيرَ ذَاتِ الرُّوحِ
مُجْتَهِدًا ... وارْسُمْ لِمَا شِئْتَ مِنْ بَحرٍ وَمِنْ شَجَرِ
فتْوَى ابْنِ عَبَّاسِ فِي ذا البَابِ
حَاكِمَةٌ ... فإنهُ البَحرُ كَمْ أَلقَى مِنَ الدُّرَرِ
وَهَذِهِ فِتنَةُ الأَعصَارِ لَو
فَطِنُوا ... كَبِيرَةٌ كَمْ لَهَا فِي الدِّينِ مِنْ ضَرَرِ
رَاجَتْ وذَاعَتْ وَعَمَّتْ بَعدَ أَنْ
خَبَطَتْ ... بذا الزَّمَانِ فِئَامًا مِنْ ذَوِي البَطَرِ
حَتَّى غَدَتْ بَينَ أَهْلِ العَصْرِ
رَائِجَةً ... فأينَمَا سِرْتَ لاحَتْ فِتنَةُ الصُّوَرِ
ذاكَ الشَّبَابُ عَلَى التَّصوِيرِ قدْ
عَكَفُوا ... واسْتَمْرَؤُوا فِعلَهُ فِي هَذِهِ العُصُرِ
هَذا بِجَوَالِهِ يَهْتَزُّ فِي
مَرَحٍٍ ... يُشَاهِدُ المَقطَعَ المُخْزِي لَدَى الفِطَرِ
وَذاكَ يَأْخُذُ للذِّكرَى – أَخِيْ -
صُوَرًا ... إِِذََا تَنزَّهَ فِي بُستَانِهِ الخَضِرِ
وبَعضُهم إِنْ نعَى شَخصًا بِحَالَتِهِ
... أَضَافَ صُورَتَهُ أَبْئِسْ بِذا الخَبَرِ
وَتِلكَ جَمْعِيَّةٌ تُزْرِي بمَنْ
أَخَذُوا ... مِنهَا (السِّلالَ) عَلَى مَرْأَى ذَوِي البَصَرِ
وَتِلكُمُو صَوَّرَتْ أَيتامَ
حارَتِهَا ... مَعَ الأَرَامِلِ تَوثِيقًا عَلَى السُّرُرِ
وَذاكَ يَحمِلُ لَحْمَ العِيدِ
مُبْتَهِجًا...وَمَا دَرَى أَنَّهُ طُعْمٌ لِمُفتَقِرِ
سُحقًا لِمَالٍ أَتَى مِنْ بَابِ
مَعصِيَةٍ ... فالمَوتُ بالجُوع أَحلَى مِنْ لَظَى الصُّوَرِ
خَلُّوا التَّصَاوِيرَ إِنَّ الشَّرعَ
يَمنَعُهَا ... ومَا يَكُنْ مِن ضَرُوراتٍ فبِالقَدَرِ
والإِثمُ فِيهَا عَلَى المُلْجِي
لِفَاعِلِهَا ... إِلَى وَخِيمِ بَلاهَا المُفسِدِ النُّكَرِ
هذا هُوَ الحقُّ فاستمسكْ
بعُروَتِهِ... وَلا تُقَلِّدْ دُعَاةَ الشَّرِّ والخَطَرِ
إِنَّ الأدِلَّةَ فِي ذا البَابِِ
ظَاهِرَةٌ ... وَلا تُعَارَضُ بِالمِرْآةِ فِي النَّظَرِ
هَذَا هُوَ النُّصحُ قََدْ وََافَى
بِقافِيَةٍ ... فكُنْ عَلى حَذَرٍ مِِنْ ذَلِكَ الشَّرَرِ
ألقيت بتاريخ 15 ذي القعدة من عام
1444هـ في مسجد الوالدين دمون - تريم - حضرموت نظمها / أبو عبدالرحمن عمر بن أحمد
صبيح التريمي