🖋 *#فتح_الرب_المتعال_في_الجواب_عن_السؤال*
▪️ للأخ الفاضل / *أبي عبد الله رشيد بن مصطفى* المغربي البربري حفظه الله تعالى
••┈•🍃🌺🍃•┈••
الســ📩ــؤال :
طالبة تدرس في حلقة غير سلفية، فتوقفت هذه الحلقة من التدريس للعطلة شهرين، فأرادت هذه الطالبة استغلال وقتها بتعليم القرآن في حلقة أخرى لدى معلمة سلفية، فهل تلزم المعلمة الطالبة باختيار إحدى الحلقتين، أم تتركها تدرس معها... علما بنصح المعلمة لها وبيان انحراف الحلقة الأولى، واعتذار الطالبة بعدم استطاعتها على مفارقتها لكونها فيها منذ زمن طويل؟
الجــ📩ــواب:
قال ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (٤٣٠): أخبرني أبو القاسم عمر بن أحمد القصباني، قال: ثنا أحمد بن محمد بن هارون، قال: ثنا أبو بكر المروزي، قال: ثنا زياد بن أيوب الطوسي، قال: ثنا مبشر بن إسماعيل الحبلي، قال: قيل للأوزاعي: إن رجلا يقول: أنا أجالس أهل السنة، وأجالس أهل البدع. فقال الأوزاعي: هذا رجل يريد أن يساوي بين الحق والباطل.
قال الشيخ -يعني ابن بطة-: صدق الأوزاعي، أقول: إن هذا رجل لا يعرف الحق من الباطل ولا الكفر من الإيمان. وفي مثل هذا نزل القرآن، ووردت السنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم} انتهى.
ونستفيد من كلام هذا الإمام كيفية معاملة مثل الصنف المذكور في السؤال، وذلك معاملة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة للمنافقين؛ فإن الآية المذكورة نزلت في حقهم. ومن اتصف بالخصلة المذكورة في هذه الآية ففيه خصلة من خصال المنافقين، فمتى لم يظهر ما انطوت عليه سريرته من الباطل عومل بما يظهره من الخير، ومتى أظهر باطله أخذ بحسب ذلك. ويدل على ذلك ما ذكره الشيخ مقبل في "الصحيح المسند من أسباب النزول" (ص ١٢٦) بسنده إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما، ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء، لا أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء!! فقال رجل في المجلس: "كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن. قال عبد الله: فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله، تنكبه الحجارة، وهو يقول: "يا رسول الله! إنما كنا نخوض، ونلعب"، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون}.
وهذه الآية في شأن المنافقين، قال الله تعالى: {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
فهؤلاء المنافقون لما كانوا يبطنون الكفر ويظهرون الخير عاملهم النبي صلى الله عليه وسلم على وفق ذلك، فخرجوا معه ومع الصحابة في الغزو... ولكن لما أظهروا ما كانوا يبطنونه من الشر والكفر. عاملهم النبي صلى الله عليه وسلم بحسب ذلك وأعرض عنهم.
وقد صحت هذه المعاملة عن عمر رضي الله عنهما فقد أخرج البخاري(٢٦٤١) عنه، أنه قال: إن أناسا كانوا يأخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع. وإنما نأخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمناه، وقربناه. وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسب سريرته. ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه، ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة.
وعلى ما تقدم فإن ظهر من الطالبة المذكورة في السؤال فكر منحرف، أو اعتقاد باطل... طردتها المعلمة حفاظا على سلامة عقيدة مَن بالحلقة من الطالبات، لا تفسدها.
ولكن ليس كل يتفطن لمثل هذه الدسائس الراسبة في قلوب مثل الطالبة المذكورة! ولذا فإن كانت المعلمة لا تتفطن لذلك فالسلامة والحفاظ على رأس المال بطرد الطالبة الجديدة من أول وهلة، والله أعلم.
••┈•🍃🌺🍃•┈••
المصدر: