نفثة الغربة من أعماق مسجد قرطبة
أتسمعون. هنا للفجر. ترتيلا
أتُبصرون على المحراب . قنديلا
أتذكرونَ أذانا. هاهنا سحراً
شقّ المسامع. تكبيراً . وتهليلا
كم اطمأن هنا من مخبتٍ بُكراً
وقام فــــــــ ــــي ليله لله. تبتيلا
وعالمٍ عُقدتْ مـن حولِه حلقٌ
للفقهِ فــــي الدين والقرآنِ تأويلا
وواعظٍ هــــــــــــزّ بالآياتِ منبره
يُلقي الكلامَ على الأسماع معسولا
هُنا. سجودُ جباهٍ حينما خضعت
لله. ذلّت لها الأقطارُ. تذليلا
هنا.صداها. الذي. يسري. فأحسبه
روحاً تحدّثُ جيلاً قد تلا. جيلا
يا جامعَ الخلفا يا. روضة. الحنفا
تالله ما كنتَ في التاريخ مجهولا
يا منبع. العلما يا . ندوةَ العُظما
قد كنت. كالحرم. المكيّ مأهولا
فأين صقر. بني. مروانَ مجلسُهُ
وحوله. الناسُ إجلالاً وتبجيلا
وأين أبناؤه الساداتُ من مضرٍ
منْ صيروكَ على. الهاماتِ إكليلا
وأين. حاجبُها المنصورُ من يمنٍ
من زاد فيك ومدّ العَرضَ والطولا
أين. البهاليلُ في أرباضِ قرطبةٍ
هل فـــــي. رصافتها. تُلفي بهاليلا
أيقظهمُ يشهدوك اليومَ مكتئباً
وبالقساوسةِ الأشباح. مكبولا
وبعد. آياتِ ذكرٍ فيك ساطعةٍ
استبدلوا. فيك. ناقوساً وإنجيلا
وعلقوا . فيك. صلباناً مُشَوِّهةً
بمعلمٍ فاح. . توحيداُ وتنزيلا
بشامة. الزمن الماضي بأندلسٍ
في حْسنْها.زادها حُسْناً وتجميلا
لم. يُطفأِ الدينُ منه. وهو متقدٌ
إلّا. بإغمادِ سيفٍ كان. مسلولا
حتى القناديلُ فيه. وهي خامدةٌ
تُنبيكَ عن موتِ من كانوا قناديلا
لو. خيروه. بماضيه. وحاضرِنا
لحنّ شوقاً إلى. أزمانه الأولى
حمود البعادني
الاثنين ٢٤ ربيع الأول / ١٤٤٥هـ
المصدر:👇