(سَلُّ السيوف والنصال في
وجوه العباهلة الأقيال)
رأيتُ الذُّرى الشماءَ في الصبح حامله [1] نَصِيفا من الأنواء يمنعُ نائلَه
كأنّ ضبابَ الأفق والشمسُ قد بدت [2] خدودا قدِ احمرَّت حياءً لغافله
كأن غمام الأفق في كبد السما [3] غدائرُ حسناءٍ بها الريحُ جائله
كأن وميض البرق في غسق الدجى [4] أوائلُ
شيبٍ في ذوائبِ ثاكله
كأن الصِّبا في كل ربع عرفتُه [5] رُسومٌ به تَبكي الشبابَ منازِلَه
فدع عنك من ذكر الطلول وأهلِها [6] فقد جاء ما يُسقي الفؤادَ بلابلَه
ودع ذكرَ ليلى قد تقادمَ عهدُها [7] فما هذه الدنيا لحُرٍّ مُواصِله
فكم قد رمتنا بالسهام ومالنا [8] إليها ذنوبٌ غيرَ ذنبِ المُواصَلَه
فياليتها خانت ورأسيَ فاحمٌ [9] ولكنها خانت وقد شاب شاكِلَه
ولم تدر أني إن عجزتُ عن السُّرى [10]
فمازال كفي يستطيع المناضله
ومازال عزميْ للمعاليَ مُسرَجا [11] عليه (حَبيبٌ) قد تمطّى كواهله
عليه دِلاصٌ من قريضٍ مُفاضَةٌ [12] وسيفٌ يمانيٌّ يصُون حمائله
فجُدْ بالقوافي ذائدا بصفائحٍ [13] عن الحق وارفع بالقريض مراجله
كفرتُ بأقيال الهوى والعباهله [14] وبالوعل رمزا يمتطي الشركُُ كاهلَه
وبالأسود العنسيِّ كذابِ قومه [15] ومن يجعلُ الكذابَ يهدي قوافله
ومن أوقدوا نارا لوعلٍ ضلالةً [16] وقد كانت النيرانُ للوعل آفله
كفرتُ بقوم يطعنون بديننا [17] وبالآل كفرا ليس فيه مجامله
كفرتُ بأوعال تُؤلَّهُ عندكم [18] بجهل وإن طالت قُرونا وغائله
وآمنتُ بالله الذي آمنتْ به [19] قريشٌ وبالوحيين: فرضا ونافلة
ولم أقض حقَّ الله إن كنتُ مشركا [20] به
غيرَه أو كنتُ أدعو لعاجله
فأخشى يدور الحَينُ بالقوم دورةً [21] وأن يُقبَلَ الشيطانُ عند العباهله
ويُصبحَ عُضوا فيهمُ غيرَ قابل [22] لِجرح ومن يجرحْهُ يُثخنْ كلاكلَه
-إذا ما ادعا يوما لقحطان نِسبةً [23] وقال بأن الوعل ربٌّ وغازَلَه-
وأن يجعلوا ما كان منه لآدمٍ [24]، دعاوى من التشويه للناس باطله
وأن الذي قد كان منه تحررٌ [25] ولم يكُ عصيانٌ برأي الدجاجله
ومن كان من أبناء قحطان ماجدٌ [26] لديهم وإن إبليسُ بالكفر قاولَه
تعصُّبُهم للوعل أعمى قلوبَهم [27] كذلك يَعمَى القلبُ والعينُ ماثله
ومن كان يدعو للتعصب قومه [28] فقد أهلكَ الداعي لقوم رواحله
يجادل أقيالُ الرَّدى بحقائق [29] كشمس الضحى فيها تَضِلُّ المجادَلَه
فمن يرتضي بعد الهدى لضلالكم [30] ومن
يعبد الأوعالَ عجماءَ جاهله
صحابةُ خيرِ الخلق كلٌّ سِبابه [31] حرامٌ وكلٌّ قبح اللهُ آكلَه
فمن سبّ آلَ البيتِ للنصب يُدَّعَى [32]
ومن سبَّ جُلَّ الصحب يقطعْ حبائله
وقد كذب القرآنَ من ذمَّ قرنَهم [33] ومن يرتضي فيهم طُعونَ التنابله
سأرفع صوتي بالعباهل كافرا [34] وأشهر سيفي في وجوه الدجاجله
فمن سب بعضَ الصحب قد سب كلَّهم [35]
ولم يرض بالدين الذي سب ناقله
وبعضهمُ سترٌ لبعض حَصانةً [36] ومن يهتكِ الأستارَ يَكشفْ غوائله
عجبتُ لقوم يفخرون بعنصر [37] وبالأسود العنسي والوعلِ شائله
وبالقاتل الأشقى الذي نال سيفُهُ [38] عليّا وأبكى بالدماء حلائله
ولم يفخروا بالصالحين ذوي التقى [39] كمثل أبي موسى ومن كان زامَلَه
ومثل أخي دوسٍ ابنِ صخر روايةً [40] لدين الهدى والعلم قد كان حامله
ومثلِ جريرٍ صاحبِ الفضل والندى [41] ومن خلد التاريخُ ذكرا شمائله
وعمرِو بنِ معدٍ ذلك الفارس الذي [42] به تُضرَب الأمثالُ عند المُصاوَله
ومثل أوَيسٍ مِنْ مُراد صَليبةً [43] وكلُّ فتى في البأس جرَّ جحافله
وكم من عظيم كان في المجد لامعٍ [44] نراكم جحدتم مجدَه وفضائله
أولئك أنصار الرسول خيولُهم[45]بساح الوغى كانت تشق قساطله
كسعد معاذ ثم سعد عبادة[46]وحسانَ مَنْ بالشعر أخرس قائله
أولئك من أبناء قَيلةَ فأتني[47]بأمثالهم يا من يُجِلَّ قبائله
(ونحن وُصِفنا دون كلِّ قبيلةٍ[48]ببأس شديد) سورة النمل فاصله
بفقه وإيمان يقول نبيُّنا[49]شهادةَ حق ليس فيها مجامله
وقد كان أجدادٌ لنا دون دينهم[50]أقاموا
رِقابا بالرُّدَينِيِّ مائله
فما لكمُ لاترفعون بذكرهم[51]رؤوسا وتُطرون الطَّغام العباهله
فلو كلُّ شخصٍ فيه يُغلَى حملتَه[52]عليه
لكانت أكثرُ الرسل حامله
فما ذنبُ مَنْ يُغلَى به _وهو رافض[53]غلوَّهمُ_ والإثمُ يلحق فاعله
وليس يُرَدُّ الجهلُ بالجهل إنما[54]بعلم وقد يُبدي الجهولُ مَقاتلَه
وليس يُرَدُّ الكفرُ بالكفر إنما[55]بحق فإن الحق يرفع قائله
يقال -وبئس القولُ قولُ رموزكم-[56]دَعُوا لقريشٍ دينَها ومناهله
ودينَ قريش قد حباه إلهُنا[57]لنا وأتانا بالشريعة كامله
وليس خلافٌ بيننا حول لفظةٍ[58]لِقِيلٍ ولكنْ حول حزب المَقاوِله
يُرَادُ به إظهارُ كذاب عنسيٍ[59]بقيل وتهوينٌ لمن كان فاصَلَه
وطعنٌ بآل البيت بيت نبينا[60]بدون حياء في وجوه العباهله
إذا كنتم لم ترتضوا بمقالهم[61]فَلِمْ لا تُدينوا من تقمّص باطله؟!
ولم تذكروا أسماءَهم وخروجَهم[62]عليكم بأقوال تُثير المجادَله
وسَمُّوا لنا من قال فيكم بباطل[63]لننصحه أو فيه نرمي قنابله
إذا لم يكن قرنُ الوعول معظَّما[64]لديكم لماذا توقدون فتائله
وفي كل عام تحتفون برأسه[65]كأن ظهور الوعل حَلَّ المُعادَله
ولِمْ كان هذا الوعل يَحرُمُ ذبحُه[66] كما تُحرَم الأبقارُ في الهند حافله
وليس لضر فيه لكن لقدره[67]لديكم كأنْ لم تُوْمنوا بالمجادِله
نصيحتُنا للقوم أن يتركوا الهوى[68]وأن
يرجعوا لله دون مماطله
فقد تفجأ الإنسانَ عاجلةُ الرَّدى[69]وما تاب مما قد جناه وزاوَلَه
وهم أخوةٌ في الدين تُرعَى حقوقُهم[70]ولايتركوا الشيطان يُلقي حبائله
فجحدهمُ للحق بعد ظهوره[71]ألَحَّ علينا أن نُقِيم دلائله
عبدالكريم الجعمي
11 من شعبان 1445ه
https://t.me/jamiandsabih/1072
رابط الصوتية من هنا 👇👇
.