✍🏻 تحقيق مسألةمضاعفة صلاة النافلة في مكة والمدينة وأنه ليس خاص بالفريضة فقط.
👈🏻 فلذلك ننصح استغلال البقاء في المسجد الحرام والمسجد النبوي بالإكثار من الصلاة وكثرة التنفل فيهما.
فقد جاء [عند أحمد وابن ماجه (1406)]: عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ). [وقال الألباني رحمه الله: سنده صحيح على شرط الشيخين. [إرواء الغليل (4/146)]].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) متفق عليه
وعن ميمونة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام). متفق عليه.
وهذه المسألة على أحوال:
👈🏻الحالة الأولى: صلاة الفريضة بالإجماع مضاعفتها إلى ما جاء في الأحاديث ولم يختلف العلماء فيها.
👈🏻الحالة الثانية: صلاة النافلة من الرواتب والنفل المطلق خلاف بين أهل العلم هل تدخل النوافل في مضاعف الأجور والصواب والله أعلم عموم الصلاة في المسجدين للفريضة والنافلة وذلك لأدلة كثيرة منها:
١- موافقة الأحاديث التي تنص على ذلك.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: اعلم أن مذهبنا أنه لا يختص هذا التفضيل بالصلاة في هذين المسجدين بالفريضة؛ بل يعم الفرض والنفل جميعا، وبه قال مطرف من أصحاب مالك. وقال الطحاوي: يختص بالفرض، وهذا مخالف إطلاق هذه الأحاديث الصحيحة. والله اعلم.
٢- العموم في قولة صلى الله عليه وسلم: صلاة في المسجد الحرام... الحديث وصلاة نكرة في سياق الإثبات.
وكذلك قوله: صلاة في مسجدي هذا» رواه البخاري. وهي نكرة في سياق الامتنان، والنكرة في سياق الامتنان تفيد العموم عند أهل العلم فتشمل جميع الصلوات.
٣- صلاة النبي عليه الصلاة والسلام النوافل وقيام الليل والتراويح في المسجد مما يدل على ذلك ومن تلك الأدلة:
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم ، فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله ﷺ فصلى فصلوا بصلاته ، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح ، فلما قضي الفجر أقبل فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يَخْفَ علي مكانكم، ولكني خشيت أن تُفترض عليكم فتعجزوا عنها.
وهذا من أوضح الأدلة على ملازمة النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في المسجد ثم لما رأى ما يخاف على أمته صلى في بيته كما هو معلوم فكان الترك للمسجد لعلة وقد انتفت عنا هذه العلة فنرجع إلى الأصل.
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء! قلنا: وما هممت به؟ قال: أن أقعد وأذر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي صحيح مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها.
فقد صلى حذيفة معه في المسجد ولا يشكل على هذا عل ما جاء عن ابن عباس أنه صلى معه في بيت ميمونة لأن هذا مما علمهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يصلوا في بيوتهم.
فقد كان يصلى في بيته وفي المسجد.
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش ، فالتمسته ، فوقعت يدي على بطن قدميه ، وهو في المسجد ، وهما منصوبتان ، يقول : اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك }.
وغيرها من الأدلة كثير.
٥- الجواب عن قولة: أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [البخاري] فدل على أن صلاة الرجل النافلة في بيته في المدينة أفضل من صلاته في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-، هذا في النافلة، وصلاته في بيته لا تضاعف.
👈🏻والجواب عليه من عدة أوجه منها:
١- هذا الحديث يتكلم عن الرواتب وليس عن النفل المطلق بأن الرواتب في بيته خير من النفل المطلق في المسجدين هذا وجه.
فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان النبي ﷺ يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين.
٢- هذا الحديث فيه أن الأفضلية في حكم الصلاة من حيث هي صلاة وليس في باب المضاعفة إذا لو صلى في بيته لم تضاعف ولو صلى في المسجد حصل المضاعفة فبينهما عموم وخصوص من وجه.
ولهذا لو صلت المرأة في بيتها فهو أفضل ولو صلت في المسجد لها أجر الجماعة ومضاعفة الجماعة ولا معارضة بينهما وهذا من أقوى الأجوبة في هذا ومضاعفة أجر الجماعة للمرأة قول الجمهور.
٣- صلاة الرجل في بيته خير من نواحي تعليم الأهل وكذلك إحياء البيوت بالصلاة وعدم هجرها فهذا خير عظيم وكذلك مشابهة لليهود والنصارى لأنهم لا يصلون إلا في البيع والكنائس وغير ذلك من المصالح التي ذكرها العلماء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا). قال النووي في شرح مسلم: المراد له صلاة النافلة، أي: صلوا النوافل في بيوتكم. وقال القاضي عياض: قيل هذا في الفريضة، ومعناه: اجعلوا بعض فرائضكم في بيوتكم، ليقتدي بكم من لا يخرج إلى المسجد من نسوة، وعبيد، ومريض ونحوهم.....
قلت: الصواب أن المراد النافلة، وجميع أحاديث الباب تقتضيه، ولا يجوز حمله على الفريضة، وإنما حث على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد من الرياء، وأصون من المحبطات، وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة، وينفر منه الشيطان، كما جاء في الحديث الآخر، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى: فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا. اهــ.
٤- أن يكون هذا خاص بأهل مكة والمدينة لا المسافر والحاج والمعتمر فيكون هذا من باب العام الخصوص فالعام حديث المضاعفة والخاص خروج أهل مكة والمدينة.
٥- النظر الصحيح إلى سبب قوله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث هو ما جاء عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: احتجَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حجرةً بخصفِه، فصلى فيها، فتتبع إليه رجال، وجاؤوا يصلون بصلاته؛ الحديث، وفيه: ((أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة))؛ متفق عليه.
وهذا الحديث يوضح السبب الذي خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما استدل به من أخرج النافلة من عموم المضاعفة وهو ترك صلاة البيوت والتنفل فيها وتجمعهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا والله فيه من أصرح الأدلة على أن النافلة داخلة في هذا العموم لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أين كان يتنفل إلا في المسجد وما كان هذا إلا شأنه فلما رأى اجتماع المسلمين بعده ترك خوفا من أن تكتب عليهم صلاة أخرى كما هو معلوم ونبههم على أن صلاة المر خير له في بيته وهذه الخيريه ليست مطلقة بل مقيدة بحالهم ذاك من خوف أن تصير شريعة واجبة عليهم.
٦- أن الخيرية هنا فذ هذا الحديث ليست بمعنى أفعل ال تفضيل بين الحديثين بل هي لبيان أن هذا فيه خير وليس هو من باب النقص في الأجر أو التهوين فيه لأنهم كانوا يعلموا فضل المسجد على البيت فدلهم هلى أن البيت فيه خير لا يستهان به لما فيه من المصالح العظيمة ولكن الأفضل الذي لا شك فيه هو الصلاة في المسجد الحرام والنبوي من غيرهما والله أعلم.
كتبه
أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله
٣٠ جمادى الأولى ١٤٤٦هجرية
تــابعـــونـا على التيلجرام🔉
https://t.me/+qB5g_EKl-L04NTQ8
قناة أبي محمد طاهر السماوي على الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
▪️▪️▪️
*❄ الإدارة