*خطبة جمعة مفرغة بعنوان:(التذكير بهاذم اللذات)*
[سلسلة خطب الشيخ الفاضل وهب الذيفاني رحمه الله{28}]
*ألقيت بمسجد معاوية رضي الله عنه بتعز.*
*إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه.*
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .*
*{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]*
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].*
*أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار*
يا أيها الناس: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصي الله ورسوله فقد غوى، ولن يضر الله شيئا، وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
أيها الناس عباد الله: فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(9)وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ(10)وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(11)}[المنافقون:9،11].
انظروا يا معاشر المسلمين وتأملوا في موعظة ربنا سبحانه وتعالى لعباده، يعظهم ربهم سبحانه وتعالى ويحذرهم من الغفلة، ويحذرهم سبحانه وتعالى أن تطول بهم غفلتهم حتى تنزل بهم، تنزل بهم داهية الموت ومصيبة الموت، نعم يا عباد الله هذا حال الكثير من الناس إلا من رحم الله سبحانه وتعالى.
فإذا جاءت تلك اللحظات ونزلت به السكرات تمنى لو أن الله سبحانه وتعالى يمد له في عمره زمنا قليلا أو لحظات يسيرات يتصدق فيها أو يصلي فيها أو يتوب إلى الله سبحانه وتعالى.
يا أيها الناس : هذا الأمر لا يمكن أبدا،{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99)لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ(100)}[المؤمنون:99،100].
كلمة يقولها رجاء يرجوه ودعاء يدعوه ولكن لا ينفع ذلك يا عباد الله، لا ينفع أبدا، لابد يا معاشر المسلمين أن نعمل دائبين، وأن نجتهد في طاعة ربي العالمين ما دمنا على قيد هذه الحياة، نعم يا معاشر الناس، هذا الموت يا عباد الله يأتي بغتة على الناس، فإذا جاء الموت بغتة قسم الناس إلى فريقين اثنين، كان واحدا منهم يحب لقاء الله سبحانه وهذا يحب الله لقاءه، والآخر يكره لقاء الله ويكره الله لقاءه، كما ثبت في البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه:" إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره عبدي لقائي كرهت لقاءه.
مثل لنفسك يا عبد الله إذا نزل لك الموت هل ستحب لقاء الله، مثل لنفسك وانظر في عملك وفقك الله، انظر في عملك إذا نزل بك الموت هل ستحب لقاء الله أم ستشعر بالخزي أو ستشعر بالتقصير وستنظر إلى ما قدمت يداك من الذنوب والمعاصي التي تكون سببا لخزيك فتكره لقاء الله سبحانه وتعالى فيكره الله لقاءك، فإن النبي عليه الصلاة والسلام فسر هذا الذي ذكره ربنا في الحديث القدسي، وقد جاء كذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين عن عبادة وعن أبي موسى رضي الله تعالى عنهما، إذا أحب العبد لقاء الله أحب الله لقاءه، وإذا كره العبد لقاء الله كره الله لقاءه، وفسر ذلك صلى الله عليه وسلم بأن العبد المؤمن إذا أقبل على مغفرة الله ورضوانه أحب لقاء الله فيحب الله لقاءه، وأما الآخر الفاجر إذا أقبل إلى سخط الله وغضبه سبحانه وتعالى عياذا بالله من غضبه كره لقاء الله فكره الله لقاءه.
وفسر ذلك الصديقة رضي الله تعالى عنها عندما سألها من سمع الحديث من أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، فجاء يسألها ويستفسرها عن قوله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه؟ قالت: ليس ذاك ولكن إذا شخص البصر وحشرج الصدر وتشنجت الأصابع حينها من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
هذه أعمالنا يا عباد الله سيائتنا وذنوبنا يا عباد الله تخزي الواحد منا، ورحم الله سبحانه وتعالى عبد الأعلى التيمي عليه رحمة الله فقد كان يقول: اثنتان نغصتا علي لذة الحياة الدنيا تذكر الموت والوقوف بين يدي الله.
هؤلاء هم العقلاء، هؤلاء يا معاشر الناس هم العقلاء، يقول هذه الحياة حلاوتها زخرفها بهجتها لذاذها مذاقها يتنغص علي كل شيء فيها إذا أنا تذكرت الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى، وإذا أنا تذكرت الموت.
وقد ثبت من حديث محمود بن لبيد رضي الله تعالى عنه وهو في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين ، أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:"اثنتان يكرههما ابنُ آدمَ : يكرهُ الموتَ، و الموتُ خيرٌ له من الفتنةِ، و يكرهُ قلَّةَ المالِ، و قِلَّةُ المالِ أقلُّ للحسابِ.
نعم يا معاشر المسلمين يا أيها الناس يا عباد الله: ألا فلنعمل لساعة تشخص فيها الأبصار، ألا فلنعمل لساعة تتحشرج فيها الصدور، ألا فلنعمل لساعة تتشنج فيها الأصابع ، ألا فلنعمل لتلك الساعة التي أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عنها أنها تنهدم فيها اللذات، نعم يا عباد الله فقد روى الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وأعل بالارسال ولكن له شواهد يحسن بها ولقد تلقاه الأئمة بالقبول وذكر في كتب التذكرة والمواعظ وتناقلوه كابرا عن كابر وسلفا عن خلف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أكثروا ذكر هاذم اللذات، وقد خرجه الإمام الوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين.
نعم يا عباد الله وحسنه شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري في كتابه جامع الأدلة والترجيحات في أحكام الأموات.
أكثروا ذكر هاذم اللذات، هاذم اللذات هذا هو الموت يا عباد الله، يهدم كل لذة، هاذم اللذات ومفرق الجماعات وميتم البنين والبنات، أكثروا من ذكره يا عباد الله تذكروا تلك اللحظات{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)} أي اعتقد وجزم أنه يفارق وأنه يموت، وأنه يترك هذه الحياة ، يترك ولده ويترك أهله ويترك داره، ويترك ما ترك ومنع، يا أيها الناس:{كلا إذا بلغت التراقي} روحه تبلغ إلى تراقيه إلى عظام صدره هذا هو النزع يا عباد الله،{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27)} من طبيبه ومن يداويه هذا ليس بداء يداوى إنه الموت يا عباد الله ليس بداء يداوى،{وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)} اعتقد وجزم أنه يفارق{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)} تشنجت أطرافه، نزعة الموت وسكرت الموت وغمرة الموت التي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضع بين يديه ركوة من ماء أو علبة من ماء يدخل يديه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم فيها ثم يمسح على وجهه قائلا: لا إله إلا الله إن للموت لسكرات.
يا أيها الناس: كيف بي وبك إذا جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، كيف بي وبك إذا بلغت التراقي وقيل من راق، كيف بي وبك إذا بلغت الحلقوم، قال الله سبحانه وتعالى:{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ(83)وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ(84)وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ(85)}[الواقعة:83،85].
انظر لو أن الزمن يرجع بك قليلا إلى وفاة ولدك إن كان قد توفى، أو ولدك الذي تحبه، أو صاحبك الذي صاحبته انظر إلى حاله وهو يموت وهو يجود بروحه وأنت تنظر إليه تود لو فديته بنفسك ولو أعطيته أياما من أيام عمرك، تود لو أنك دفعت عنه الموت ، فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون، تنظر إلى ولدك فلذة كبدك وهو يموت ،تنظر إلى أهلك إلى زوجك التي قاسمتك الحلوة والمرة، إلى صاحبك الذي صاحبك على الخير وسار معك على الخير أو على غير ذلك ، تنظر إلى تلك اللحظات، {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ(83)وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ(84)وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ(85)فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ(86)تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(87)} من الذي يقدر على هذا؟
يا أيها الناس يا عباد الله : إنه الموت يا معاشر الناس من غفل عنه الكثير من الناس ، الكثير من الناس في غفلة شديدة يعيش كأنه لن يموت وإذا عرف أنه سيموت يعيش كأنه يموت ولا يبعث عياذا بالله من ذلك.
أستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد معاشر المسلمين: إن العاقل من استعد لتلك اللحظات وتجهز لتلك الغمرات واستعد لنزول تلك المصيبة، قال الله :{فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ}[المائدة:106].
نعم هي أدهى المصائب وهي أعظم المصائب يا عباد الله، هكذا وصفها الله بالمصيبة، فليستعد الواحد منا نعم وليكن الموت بين عينياه، فليكن الموت بين أعيننا فإننا والله لا ندري لا يدري الواحد منا لعله يموت الساعة، أو بعد ساعه، أو لعله يمد في عمره فهذا الأمر بيد الله سبحانه وتعالى.
يا معاشر الناس: يقول الله سبحانه وتعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ(31)}[فصلت:30،31]
هذه هي ساعة الموفق الذي بذل أيامه في طاعة الله، الذي استغرق عمره في طاعة مولاه، إن الذين قالوا ربنا الله هذا قولهم، ثم استقاموا هذا فعلهم، ما هي ثمرة ذلك؟ تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا، لا تخافوا ، لا تخف يا من عبدت الله ، لا تخف يا من وحدت الله، لا تخف يا من استمسكت بسنة رسولك، لا تخف يا حامل القرآن ، لا تخف يا مطيع الرحمن، ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، أنت كنت خائفا من فوات الجنة وكنت عاملا تطلب رضوان ربك وترجو أن يدخلك جنة عرضها السماوات والأرض أبشر، أبشر بجنة عرضها السماوات والأرض لأنك استقمت في حياتك على صراط ربك المستقيم، استقمت في حياتك على صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا أبشر، أبشر يا عبد الله قال النبي عليه الصلاة والسلام:" إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزلت إليه ملائكة بيض الوجوه كأن وجههم الشمس، يا لها من لحظة مشرقة ينظر بين يديه لا ينظر ملأ من الناس كما ننظر الآن ، لا ينظر إلى ملأ من الناس يعودونه فيهم أهله وأحبته إنه ينظر بين يديه رسل ربه إليه وجوههم بيضاء ومشرقة معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوطها يالله أهله سعوا في شراء قماش زهيد وعطر من الدنيا رخيص حتى إذا غسل كفن وحنط بها ولكن ربه سبحانه أكرمه أكرم روحه بحريرة بيضاء من الجنة وبحنوط من حنوطها معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوطها، فيجلسون منه مد البصر ، مد بصره ينظر إلى تلك الوجوه البيضاء مد بصره، مد بصره يا عباد الله ما أحسن هذه اللحظة نسأل الله أن لا يرحمنا منها، نعم أيها الناس معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوطها ثم يجيء ملك الموت عليه السلام فيجلس عند رأسه فيقول : أيتها الروح الطيبة أخرجي، إلى أين أين أذهب أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، مغفرة من الله لذنوبه، ورضوان من الله عليه، أمن غائلة ذنوبه وأمن سخط ربه سبحانه وتعالى، هذه بشرى عظيمة ، بشرى عظيمة أين العاملون لها؟ أين المستبقون إليها؟ أين الساعون بجد إليها؟ يالها من لحظات كريمة، أيتها الروح الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج روحه تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء، بسهولة ويسر تخرج وإن كان قد شدد عليها في السكرات، ولكن في لحظة خروجها تخرج بيسر هذا فضل الله على هذه الروح، وفي الصحيح المسند من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن يقال أيتها الروح الطيبة كانت في الجسد الطيب أخرجي حميدة انظر إلى هذه الكلمة حميدة حمدت طاعتها حمدت استقامتها وحمدت خاتمتها، أخرجي حميد وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ(88)فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ(89)وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ(90)فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ(91) }[الواقعة:88،91].
نعم أيها الناس هذه هي اللحظات التي يسعى العبد الصادق الصالح حتى يختم له بها.
فلنعمل صالحا يا عباد الله ولنجتهد في طاعة الله حتى لا نكون من الفريق الآخر الذي تسوء خاتمة وتسوء عاقبته وسوق ذلك يطول فأسأل الله بمنه وكرمه وعفوه وإحسانه أن يبيض وجهنا في الدنيا والآخرة، وأن يحسن عاقبتنا في الدنيا والآخرة، وأن يثبتنا وإياكم على طاعته، وعلى الاستقامة على دينه على كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
*✍️ أبو عبدالله زياد المليكي*
المصدر:👈 https://t.me/Zaedyyyyyy123456/3096