بسم الله الرحمن الرحيم
ليسوا إخوانًا... ولا مسلمين؟! قراءة في منهج التبرؤ الإخواني من الأتباع بين حادثة الكلية الفنية العسكرية المصرية وخلية الصواريخ الأردنية
ما أشبه الليلة بالبارحة!
فها هم الإخوان المسلمون – كعادتهم التاريخية – يتنصّلون من أبنائهم، ويغسلون أيديهم من أتباعهم إذا ما انكشف الغطاء، وسقط القناع، وظهر للعالم الوجه الآخر من الجماعة: وجه المؤامرة، والانتماء السرّي، والانخراط في مشاريع العنف والتخريب.
اليوم وبعد أن ألقت الأجهزة الأمنية الأردنية القبض على خلية إرهابية مسلحة مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، تتكرر المسرحية القديمة:
"ليست لنا علاقة بهم!"
"أعمال فردية!"
"تصرّف خارج عن التنظيم!"
فهل حقًا هذه "براءة" أم تكرار لما دأب عليه التنظيم منذ نشأته؟
إنها البراءة المنظمة،والخداع الممنهج!
كذبوا علينا ؛فاستعنا بالتاريخ :
أولًا: التاريخ يعيد نفسه – حادثة الكلية الفنية العسكرية (مصر 1974)
في سبعينيات القرن الماضي حاولت مجموعة من الضباط في مصر بقيادة صالح سرية تنفيذ انقلاب عسكري تحت مظلة "الفكر الجهادي" ،وتخطيط مباشر من مرشد الإخوان الهضيبي وفي بيت زينب الغزالي ،
ولكن الله يمهل ولا يهمل ؛فقد كانت الفضيحة مدوية حين ثبتت صلتهم بالجماعة، فخرج الإخوان ليقولوا:
> "هؤلاء لا يمثلوننا... لم نوجّههم... لسنا مسؤولين عنهم."
وهكذا رُميت المسؤولية على الأفراد، ونجا "التنظيم" المخادع كعادته من العقوبة... لكن الوثائق والأدلة أثبتت حينها وجود تنسيق وتدريب وتحريض مباشر من المرشد !
---
ثانيًا: حسن البنا ومقتل النقراشي – الكذبة الانموذج
في عام 1948 اغتيل رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي على يد أحد أعضاء "النظام الخاص" الإخواني، وهو الجهاز السري المسلّح الذي أسسه حسن البنا وكلف السندي بإدارته .
وحين سئل حسن البنا عن القاتل؛ قال جملته الشهيرة:
> "ليسوا إخوانًا... ولا مسلمين."
فهل كان صادقًا؟
الحقيقة أن القاتل كان عضوًا معروفًا في "النظام الخاص"، وتلقى أوامره من أعلى قيادات التنظيم، وتم تدريبه فكريًا وعسكريًا على العنف، بل إن هذا الجهاز نفسه كان تحت علم البنا وتخطيطه.
إذن ؛فعبارة البنا لم تكن إلا محاولة للنجاة من المسؤولية القانونية والسياسية، لا بيانًا للبراءة الدينية أو الأخلاقية.
ثالثًا: خلية الصواريخ الأردنية – التكرار الممل
ما وقع مؤخرًا في الأردن ليس جديدًا، بل تكرار لنفس النمط: شباب متأثرون بفكر الجماعة.
تم تنظيمهم في المساجد والمدارس والجامعات.
تلقوا تغذية فكرية على "العدو المشترك" (الدولة، النظام).
ثم خرجوا ينفذون، فلما أُمسك بهم
تبرّأ الإخوان!
البيانات الحزبية المعدة كانت باردة، مراوغة، وتبحث عن مخرج...
"نرفض العنف... لا علاقة لنا... أعمال فردية...الخ "
لكنّ التحقيقات وشهادات المعتقلين ومصادر الأمن كشفت أنهم جزء من تنظيم ممتد ومتفرع عن الجماعة الأم.
رابعًا: عقيدة التبرؤ – ليست استثناء بل منهج
في فكر الإخوان هناك قاعدة غير مكتوبة تُطبّق دائمًا: "إذا نجح العمل... نسبناه إلينا.
وإذا فشل... ليسوا إخوانًا ولا مسلمين."
إنهم يمارسون نوعًا من التقية التنظيمية:
في العلن سلميون، وفي السر يُعبّئون للعنف.
في الإعلام سياسيون، وفي الواقع متآمرون.
في المساجد دعاة، وفي الظل محرّضون .
خامسًا: استغلال الدين... من الدعوة إلى الدهاء.
منذ نشأتهم والإخوان يرفعون شعارات دينية برّاقة، لكنها لا تتجاوز سطح الخطاب.
الدين عندهم وسيلة لا غاية.
الشريعة تُستخدم لتحشيد الجماهير، لا لتقويم السلوك.
الجهاد يُحرّك عند الحاجة السياسية لا كفريضة منضبطة بضوابط الشرع.
فهم لا يوالون الله ورسوله، بل يوالون الحزب والتنظيم.
يُدينون العنف أمام الإعلام، ويمارسونه في السر إذا خدمتهم الظروف.
اخواني أهل الأردن حافظوا على بلدكم وإن أردتم دليلاً؛ فانظروا من حولكم .
انتم في حديقة وسط حريقة فلا تسمحوا لاخوان الشياطين أن يحرقوا بيوتكم !
اخواني يا اهل الاردن إن الإخوان ليسوا جماعة دينية، بل مشروع سياسي بأدوات دينية.
لا تغتروا بلباسهم، ولا بشعاراتهم، ولا دموعهم أمام الكاميرات.
تاريخهم مكتوب بالدم والكذب والتلون.
وما خلية الصواريخ في الأردن، ولا الكلية الفنية العسكرية في مصر، ولا اغتيال النقراشي؛ إلا شواهد على نهج قديم...
نهج لا يعرف إلا استغلال الدين، والتبرؤ من الضحايا، وتحميل الأتباع كل الأوزار.
فكفى خداعًا، وكفى تزييفًا، وكفى لعبًا باسم الإسلام.
الإسلام منهم براء، والتاريخ لن يرحمهم، والوعي الشعبي آتٍ لا ريب فئة ؛ ليكشف زيفهم.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد .
صادق أمين