✍🏻 تعزية النصارى أعوان اليهود وحماتهم.
يا أمة الإسلام، أين ذهبت غيرتكم على دينكم؟ أين عزّتكم التي كنتم بها سادة الدنيا؟ كيف لكم أن تنسوا دماء إخوانكم التي سالت على أرض فلسطين، دماءً لطّخت بها أيادي من تقدّمون لهم التعازي اليوم؟
أتُعزّون من يمدّون عدوّكم بالسلاح، من يباركون عدوانه، من يشاركونه في سفك دماء الأبرياء؟ أتُعزّون من يعتبرونكم مجرّد أرقام في معادلة مصالحهم، من لا يرون فيكم إلا وقودًا لحروبهم الصليبية الجديدة؟
إنّها والله لمهزلة أن نرى أبناء جلدتنا يتسابقون لتقديم فروض الطاعة والولاء لمن يحاربون ديننا، ويستبيحون أرضنا، ويدعمون أعداءنا. أيّ عقل يقبل بهذا الهوان؟ أيّ قلب يرضى بهذا الذلّ؟
ألم يخبرنا الله في كتابه العزيز: \$ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ \$ [المائدة: 51]؟ فكيف لنا أن نتجاهل هذا التحذير الرباني، ونسارع لتقديم التعازي لمن هم أعداء لديننا وأمتنا؟
أزيدكم حسرةً على ما آل إليه حالنا؟ أزيدكم لومًا على هذا التّردّي الذي بلغناه؟
ألم تروا بأعينكم بطشهم؟ ألم تسمعوا بآذانكم صراخ ضحاياهم؟ أيّ حجاب غشّي على قلوبكم حتى استطعتم أن تتجاهلوا كلّ هذا الألم، وتقدّموا باسم الإنسانية تعازيكم لمن لا يعرف للإنسانية معنى؟
إنّها لمصيبة أن نرى بيننا من يستميت في تبرير الخطأ، وتجميل القبح، وتقديم الأعذار لمن لا يستحقّ عذرًا. أيّ منطق هذا الذي يجعلنا نتعاطف مع الجلّاد على حساب الضحيّة
يا ويح قلبي! أيُعقل هذا؟ أن نرى من بني جلدتنا، من يتنفس هواءنا، من يفترض أن يشاطرنا الألم والأمل، يهرعون لتقديم التعازي لمن لطّخت يداه بدماء أطفالنا، لمن استباح أرضنا ومقدساتنا؟
أتُقدّمون ورود الأسى لمن زرع في قلوبنا الأشواك؟ أتُمسحون دموع قاتلينا؟ بأي منطق، بأي دين، بأي عرفٍ قويم تسمح نفوسكم بهذا الهوان؟
إنّها ليست مجرّد سياسة قبيحة، بل هي انحدار في مهاوي الردى، هي فقدان البوصلة، هي موت للضمير الإنساني قبل الضمير الديني. كيف لكم أن تنسوا صيحات الاستغاثة، وأنات الجرحى، ودموع الثكالى؟ كيف لكم أن تتجاهلوا يتم الأطفال الذين فقدوا آباءهم بغدر هذا العدوّ؟
أين ذهبت تلك الحمية التي كانت تشتعل في صدور أجدادنا؟ أين تلك العزة بالإسلام التي كانت تُرعب أعداءنا؟ لقد أصبحنا كالغثاء، لا وزن لنا ولا قيمة، نتلقّى الصفعات ونسارع لتقديم الاعتذارات!
إنّ تعزيتكم هذه بمثابة سمّ يسري في عروق أمتنا، يضعفها ويوهن عزيمتها. إنّها خذلانٌ لإخواننا الذين يتضوّرون جوعًا وخوفًا، والذين يرون فينا سندًا وعونًا، فإذا بنا نخذلهم ونقف في صفّ عدوّهم.
أفيقوا أيها السادة! استعيدوا رشدكم! تذكّروا من أنتم وما هو دينكم. لا تكونوا وبالًا على أمتكم، ولا تكونوا خنجرًا مسمومًا في خاصرة قضيتكم. إنّ التاريخ لن يرحم المتخاذلين، وإنّ الله سائلكم عن كلّ دمعة يتيم، وعن كلّ قطرة دم شهيد.
كتبه/
أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله.
٢٤/ شوال/ ١٤٤٦هجرية
المصدر:👇👇👇