السؤال : أين الله ؟ .
الجواب : في السماء .
هذا سؤال قد سأله النبي ﷺ الجارية .
فلماذا هذه الفلسفة الاشعرية بنفى الأين ، ونسبة المكان لله جل وعلا في كل مكان !!!
فالسؤال ثابت في السنة ، وكذلك الجواب وبسيط جدا ليس فيه تعب ولا تكلف ولا مشقة !!!!
وخير الهدى هدى محمد ﷺ .





دلالة الفطرة السليمة عن علو الله تعالي .
====

والعلماء يقسمون أدلة العلو إلي : علو وفوقية ، ونزول ، وصعود :

وقوله {سبح اسم ربك الأعلى} [ الأعلى1]
وقوله سبحانه : { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سبأ:23].
وقوله جل في علا: {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد :9 ]
في سبعة مواضع من القرآنقال الله تعالى: { ثم استوى على العرش }

وقال :{ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون } [ النحل50]

{ إنا نحن نزلنا الذكر} [الحجر9 ]


=====

1-
ما رواه مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي في قصة ضربه لجاريته وفيه.. (
فقلت: يا رسول الله ! أفلا أعتقها؟ قال : ادعها، فدعوتها، فقال لها: أين
الله؟
قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها، فإنها مؤمنة )
فهذه
جارية غير متعلمة كما هو الغالب على الجواري، وهي أمة غير حرة، لا تملك
نفسها، تعلم أن ربها في السماء، وضُلّال بني آدم ينكرون أن الله في السماء،
ويقولون: إنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال بل يقولون: إنه في كل مكان
!!
2-
ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول ﷺ ( قال في خطبته يوم عرفة:
ألا هل بلغت؟ فقالوا: نعم، يرفع أصبعه إلى السماء، وينكتها إليهم، ويقول:
اللهم اشهد )
3-
ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال : ( الملائكة
يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر
وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف
تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون )
4- ما رواه البخاري عن أنس (أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سموات )
5- ما في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال: قال: رسول اللهﷺ
: ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء)
=====

نقل الإجماع :
1. الامام اسحاق بن راهويه ( 238)
قال رحمه الله: قال الله تعالى:{ الرحمن على العرش استوى} إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة.
ذكر اسناده الحافظ الذهبي في العلو ( برقم 487) ، وصححه المحدث الألباني في مختصره .
2 - الامام قتيبة بن سعيد (150-240) هـ
قال
رحمه الله: ( هذا قول الائمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في
السماء السابعة على عرشه ، كما قال جل جلاله: {الرحمن على العرش استوى }.
ذكر اسناده الحافظ الذهبي في العلو ( برقم 470) وصححه المحدث الألباني في مختصره.
قال
الذهبي: فهذا قتيبة في امامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة،وقد لقي
مالكا والليث وحماد بن زيد والكبار، وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه.
.
3 و 4 - الإمام أبو زرعة ت264 هـ والإمام أبو حاتم الرازيان ت 277 هـ
قال
ابن أبى حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما
أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك ؟
فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان مذهبهم:
الإيمان
قول وعمل يزيد وينقص.…وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه
في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما }
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
] اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد ( برقم 321) ]
.
.
6. الامام ابن أبي زيد القيرواني ( 386)
قال رحمه الله في الجامع في السنن والآداب والمغازي والتاريخ ( ص 107-108):
فمما
أجمعت عليه الأمة من أمور الديانة، ومن السنن التي خلافها بدعة وضلالة؛ أن
الله تبارك اسمه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع
صفاته.....وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه.
.
7. الامام ابن بطة العكبري ( 304-387) هـ
قال رحمه الله في كتابه الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية:
"باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه
أجمع
المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك
وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه
ولا
يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم
واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا : إن الله ذاته لا يخلو منه
مكان". ا
ومن أراد المزيد فليراجع كلام الحافظ ذهبي رحمه الله في كتابه: [ العلوّ للعليّ الغفار ]

قال
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( السلف والأئمة وسائر علماء السنة إذا
قالوا " إنه تعالى فوق العرش ، وإنه في السماء فوق كل شيء " لا يقولون إن
هناك شيئا يحويه ، أو يحصره ، أو يكون محلا له ، أو ظرفا ووعاء ، سبحانه
وتعالى عن ذلك ، بل هو فوق كل شيء ، وهو مستغن عن كل شيء ، وكل شيء مفتقر
إليه ، وهو عالٍ على كل شيء ، وهو الحامل للعرش ولحملة العرش بقوته وقدرته ،
وكل مخلوق مفتقر إليه، وهو غني عن العرش وعن كل مخلوق ) [الفتاوى "
(16/100-101) ]
===

وأما
دلالة العقل فنقول إن العلو صفة كمال باتفاق العقلاء، وإذا كانت صفة كمال ،
وجب أن يكون ثابتاً لله لأن كل صفة كمال مطلقة، فهي ثابتة لله.
====

وأما
دلالة الفطرة على علو الله تعالى، فأمر لا يمكن المنازعة فيها ولا
المكابرة، فكل إنسان مفطور على أن الله في السماء، ولهذا عندما يفجؤك الشيء
الذي لا تستطيع دفعه، وتتوجه إلى الله تعالى بدفعه، فإن قلبك ينصرف إلى
السماء وليس إلى أيّ جهة أخرى، بل العجيب أنّ الذين ينكرون علو الله على
خلقه لا يرفعون أيديهم في الدعاء إلا إلى السماء.
وهذا من تناقض عقيدتهم لفطرتهم السليمة !!!
وحتى
فرعون وهو عدو الله لما أراد أن يجادل موسى في ربه قال لوزيره هامان: {يا
هامان ابن لي صرحاً لعلي ابلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى..
الآية}. وهو في حقيقة أمره وفي نفسه يعلم بوجود الله تعالى حقّا كما قال
عزّ وجلّ: { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا }
فهذه
عدّة من الأدلة على أن الله في السماء من الكتاب والسنة والإجماع والعقل
والفطرة بل ومن كلام الكفار نسأل الله الهداية إلى الحق .
والحمد لله رب العالمين .

صديق بن محمد الشريف
دار الحديث الأثرية بدلجا
جنوب الصعيد المصري
•┈┈┈••✵
✵••┈┈┈•
