أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

*📌"التهنئة برأس السنة الهجرية... بين المخالفة الشرعية والتقليد الأعمى". *

 


*📌"التهنئة برأس السنة الهجرية... بين المخالفة الشرعية والتقليد الأعمى". *

 

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، ورضي لنا الإسلام دينًا، وجعل في اتباع سنة نبيه ﷺ الفلاح والنجاة، وفي الابتداع الهلاك والشتات، والصلاة والسلام على خير من بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

 

فإن من الظواهر المنتشرة في هذا الزمان تهنئة الناس بعضهم بعضًا ببداية السنة الهجرية الجديدة، وهو أمر لم يُعرف في القرون المفضلة، ولا نُقل عن النبي ﷺ، ولا عن أحدٍ من صحابته رضي الله عنهم، ولا عن التابعين لهم بإحسان، مع كثرة المناسبات التي مرت عليهم، ومواسم الخير التي كانت أمامهم، فهل خفي عليهم الخير حتى اهتدى إليه من جاء بعدهم؟! وأوجه المنع منها أمور وهي:

 

أولاً: ليست من هدي النبي ﷺ ولا سنته ولم يُنقل عن النبي ﷺ ولا عن أحد من الصحابة ولا القرون الثلاثة المفضلة أنهم كانوا يهنئون بعضهم ببداية العام الهجري، وقد قال النبي ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [رواه البخاري (2697) ومسلم (1718)].

 

قال الإمام مالك رحمه الله: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا ﷺ خان الرسالة، لأن الله يقول: ﴿ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ﴾" [المائدة: 3].

 

ثانيًا: لم يفعلها الصحابة ولا التابعون ولو كان التهنئة ببداية السنة الهجرية خيرًا، لسبقنا إليه الصحابة، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:  "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم، وكل بدعة ضلالة". [اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/94)].

 

ثالثًا: تشبّه بأهل الكتاب في المواسم والطقوس وقد نهانا الشرع عن التشبّه بالكفار، خاصة في أعيادهم ومناسباتهم، قال ﷺ: «من تشبَّه بقومٍ فهو منهم» [رواه أبو داود (4031) وصححه الألباني].

وإن من التهنئة برأس السنة الهجرية صورة من صور الاحتفال الزمني الموسمي الذي ابتدعوه في السنة الميلادية، وهو تشبّه ظاهر، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم" [رواه البيهقي في السنن الكبرى].

 

رابعًا: رأس السنة الهجرية مجرد تأريخ إداري وإنما وضع التأريخ الهجري في عهد عمر رضي الله عنه لأغراض إدارية، لا تعبدية، كما في الآثار الواردة في كتب التاريخ، وليس في هذا اليوم فضيلة مخصوصة شرعًا، فلا تهنئة ولا عبادة مخصوصة له.

 

خامسًا: التهنئة تفتح باب البدع والتدرّج في الغلو كل بدعة تبدأ بخطوة، ومن ثم تتوسع: تهنئة، ثم بطاقات، ثم هدايا، ثم عطلات، ثم احتفالات، ثم تشبه تام بما عليه أهل الكفر، وهذا هو باب الغلو والتوسع المحرم، وقد حذر منه النبي ﷺ بقوله:

«إياكم والغلو، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو» [رواه النسائي (3057) وصححه ابن حجر].

 

قال الشاطبي في الاعتصام (1/37): "البدعة تبدأ صغيرة في عين صاحبها، ثم تتسع حتى تكون دِينًا يُتبع".

 

سادسًا: مخالفة هدي السلف الصالح

قال الإمام الأوزاعي: "عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول" [اللالكائي (1/149)].

وقد كان منهج السلف ترك التوسع في مواسم لم يثبت فيها نص، بل كان السلف أشد الناس اتباعًا، وأبعدهم عن البدع.

 

سابعًا: يُضعف الفهم الصحيح للدين ويشوّه مفهوم العبادة والتوسع في تهنئة رأس السنة، وما يصاحبها من طقوس، يجعل العامة يظنون أن لها أصلاً في الشريعة، وهذا تمييع لمفاهيم الدين، وتشويش على السنن الثابتة. ونحن نرى من يحتفل في بالسنة ولا يصوم عاشوراء، وهذا من آثار البدع التي تقتل السنن.

قال شيخ الإسلام: ليس لأهل الإسلام عيدٌ سوى ما شرعه الله ورسوله ﷺ، كعيد الفطر والأضحى والجمعة، وما سواها من الأعياد فهو من أعياد الجاهلية والبدع".

 

ثامنا:  الوقوع في البدعة أو إحياؤها بين الناس فمن هنأ بسنة هجرية جديدة ظنًا منه أنها شعيرة مشروعة، فقد وقع في بدعة إضافية، قال النبي ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» [متفق عليه].

 

تاسعا:  تشويه مفهوم السنة والعبادة حين تنتشر مثل هذه التهاني، يختلط الأمر على العامة، فيحسبونها من هدي النبي ﷺ، فتضيع معالم السنة، ويصبح البديل المبتدع بديلاً للمشروع الثابت.

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "كل عبادة لم يتعبدها أصحاب محمد ﷺ فلا تعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقالًا" [الشافعي في الأم 1/252].

 

عاشرا:  تقوية مظاهر التشبّه بالكفار فالتهنئة الموسمية من الطقوس النصرانية المعروفة، خصوصًا في رأس السنة الميلادية، ومن شاركهم في عادتهم فقد تشبه بهم، وقد قال النبي ﷺ: «من تشبّه بقومٍ فهو منهم» [رواه أبو داود (4031)، وصححه الألباني].

 

الحادي عشر: تمييع الفهم الصحيح للدين حين تُمزج البدع بالدين، ويمارس الناس طقوسًا موسمية لا أثر لها في الشريعة، يتحول الدين إلى مجموعة عادات موسمية فارغة، لا تمت للإيمان بصلة.

قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام (1/39): "كلما قُوِّيت البدع، ضَعُفت السنن، حتى تُمحى كلها أو أكثرها".

الثاني عشر:  إحياء عادة لا أصل لها فإن هذه التهنئة لا سند لها من الشرع، ولا أثر لها من الصحابة، لم يثبت عن النبي ﷺ ولا عن أحد من الصحابة أنهم هنأوا بدخول العام الهجري، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه.

 

الثالث عشر:  إحداث الفتنة والخلاف فحين ينهى العلماء والمشايخ عنها، ويرى العامة أنها عادة مستحبة، يقع الخلاف والخصام، وتُتَّهم السنة بأنها تُفرق، والحق أن البدعة هي التي تثير الفتنة.

 

الرابع عشر: التوسع في البدعة حتى تصبح دينًا كالهدايا، والعطلات، والاحتفالات، وتزيين البيوت، وتخصيص الأدعية، وهذا ما نراه واقعًا اليوم، مما حذر منه السلف.

قال الشاطبي: "البدعة تبدأ صغيرة، ثم تكبر حتى يُظن أنها من الدين" [الاعتصام 1/45].

 

الخامس عشر: الغلو في تعظيم المواسم غير المشروعة وهذا من شأن أهل الأهواء والطرقية الصوفية والغلو من أسباب الهلاك، قال ﷺ: «إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو» [رواه النسائي وصححه ابن الألباني].

 

السادس عشر: تعدي حدود المشروع فالإسلام شرع عيدين: الفطر والأضحى، ويوم الجمعة. قال النبي ﷺ: «إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا» [متفق عليه].

فمن زاد عليها فقد ابتدع في الدين ما ليس منه.

 

قال ابن تيمية رحمه الله: "ليس لأهل الإسلام عيد سوى ما شرعه الله ورسوله ﷺ، وما سواه فهو بدعة" [الفتاوى 25/298]

نسأل الله أن يحيينا على السنة، ويميتنا عليها، وأن يرزقنا اتباع النبي ﷺ ظاهرًا وباطنًا، والحمد لله أولًا وآخرًا.

 

كتبه/ أبو محمد طاهر السماوي

٢٩/ ذو الحجة / ١٤٤٦ هجرية.

 https://t.me/taheer77/2296

*نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين*

 

════ ❁✿❁ ════

https://t.me/taheer77

       ════ ❁✿❁ ════

https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y

* انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.*


عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح