رابط المقال pdf :👉 https://t.me/atbaasalaf/16846
✍🏻التصوف في أدغال السياسة
[ندوة في القاهرة تحت رعاية خالد بحاح
الحضرمي داعما للتصوف لإدخاله منهجا للدولة ]
لقد اطلعت على محضر الندوة الفكرية
التي نظمتها السفارة اليمنية بالقاهرة بعنوان "من أرض الحكمة إلى آفاق
النهضة: دور القيم الدينية في بناء الأوطان"، والتي ناقشت دور القيم الدينية
في بناء الأوطان. وفي هذا السياق، أود أن أعبر عن قلقي البالغ ورفضي الشديد
لتوجهات معينة ظهرت في الندوة، خاصة تلك المتعلقة بالترويج للتصوف ودور رموزه.
إن التركيز على شخصيات صوفية معينة
واعتبارها مرجعية في بناء الأوطان يمثل خطورة بالغة، وهو ما يتطلب منا وقفة جادة
وتحذيرًا واضحًا للأسباب التالية:
1. التصوف والشرك بالله:
إن جوهر الدعوة الصوفية، في كثير من
تجلياتها، يتعارض بشكل صارخ مع مبدأ التوحيد الخالص لله تعالى. فالدعوة إلى
الاستغاثة بالأموات، وزيارة القبور والأضرحة للتبرك وطلب الحاجات، واعتقاد أن
الأولياء يتصرفون في الكون ويخلقون الأجنة في بطون الأمهات، لهو شرك بواح يخرج عن
ملة الإسلام.
هذا الفكر يناقض تمامًا ما جاء به
القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من أن العبادة كلها لله وحده، وأنه لا ينفع
ولا يضر إلا هو.
2. التصوف كأداة للدولة لنشر الخرافات:
إن اتخاذ التصوف منبرًا رسميًا للدولة،
كما يبدو من تنظيم هذه الندوة في سفارة رسمية، يمثل خطرًا على هوية الأمة ودينها.
فالدولة يجب أن تكون حامية للتوحيد
والسنة النبوية، لا أن تكون بوقًا لنشر الخرافات والشركيات التي يروج لها المتصوفة
وأذنابهم مثل خالد بحاح وغيره.
هذا التوجه يضعف أساس الدين ويفتح
الباب أمام البدع والانحرافات العقائدية التي تضر بالأمة.
3. ادعاء الوسطية والتكفير:
يزعم بعض رموز التصوف أنهم دعاة
للوسطية والتعايش، بينما تاريخهم وممارساتهم تشهد بعكس ذلك.
فكيف تكون الوسطية في عبادة القبور والأضرحة؟
وكيف تكون الوسطية في تكفير أهل التوحيد والطعن
في عقيدتهم؟
بل إن بعض التيارات الصوفية كانت ولا
تزال تعمل كأدوات للمستعمر لتخدير الشعوب وإضعافها، كما شهد التاريخ على ذلك.
وإن محبة اليهود والنصارى على حساب
الدين التي يدعو إليها علي الجفري زعيم الندوة، والتماهي مع كل مشرك ومجرم، ليس من
الوسطية في شيء، بل هو تنازل عن الثوابت الدينية.
4. التصوف: أداة لتخدير الشعوب
وإذلالها:
من أخطر ما يترتب على انتشار الفكر
الصوفي هو تخدير الشعوب وإبعادها عن القضايا الجادة المتعلقة ببناء الأوطان
والنهضة الحقيقية. عندما تنشغل الشعوب بالبطون والقبور والبحث عن الخوارق، فإنها
تبتعد عن روح الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى العمل والاجتهاد والعلم والتحرر من
كل قيد إلا عبادة الله وحده. إن التصوف، في كثير من صوره، يشجع على الاتكالية
والرضا بالذل، مما يجعله أداة بيد الأعداء لتفتيت الأمة وإضعافها.
5. خالد بحاح وصلته بالصوفية:
إن الإشارة إلى أن خالد بحاح الحضرمي
ينحدر من حضرموت، التي تعد منبعًا للتصوف، ويُزعم أنه يخدم الأجندة الصوفية
المذهبية، تثير تساؤلات جدية حول مدى تأثير هذه التوجهات على العمل الحكومي.
وإذا صح ما يقال عن تعاونه مع الروافض
خلال توليه مناصب سابقة، فهذا يؤكد خطورة هذا التوجه الذي يهدد وحدة الأمة
وسلامتها العقائدية.
6. التصوف: عودة للإلحاد والمداهنة:
إن عودة التصوف باسم الدولة لهو بمثابة
عودة للإلحاد والتماهي والمداهنة لكل مشرك ومجرم. عندما تختلط المفاهيم وتضيع
الحدود بين التوحيد والشرك، فإن ذلك يفتح الباب أمام الانحرافات الأخلاقية
والفكرية التي تهدد كيان الدولة والمجتمع.
7. واجب الدولة نحو التوحيد والسنة:
يجب على الدولة أن تكون حامية للتوحيد
والسنة والاتباع لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. إن دورها الأساسي هو إقامة شرع
الله ودينه الحق، والبعد عن الدعوات الهدامة التي تفرق الأمة وتضيع عقيدتها. على
كل مسؤول وعضو في الحكومة أن يتقي الله في عمله، وأن يرفض أي تعاون مع من يحملون
أفكارًا هدامة، سواء كانوا روافض أو صوفية أو علمانيين أو ملحدين.
إن التغرير الصوفي بالناس والدول،
ودفعه من قبل الأعداء، ينذر بشر مستطير.
في الختام، إن بناء الأوطان لا يقوم
إلا على أسس متينة من التوحيد الخالص لله، والالتزام بالسنة النبوية الشريفة،
وتحصين الشباب من الأفكار الهدامة التي تفرقهم وتضعفهم. إن هذه الندوات، إن لم تكن
موجهة لتعزيز هذا الأساس، فإنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية تخدم أجندات لا تصب في
مصلحة الأمة والوطن.
👍🏻ودعونا نتعمق في خطورة هذه التوجهات وتأثيراتها المحتملة على المجتمع والدولة، بناءً على النقاط التي أثرتها.
إن الترويج للتصوف، بمفاهيمه التي
أشرنا إليها، في سياق يهدف إلى بناء الأوطان، يحمل في طياته مخاطر جسيمة قد تقوض
جهود التنمية والاستقرار على المدى الطويل.
1. تخدير الوعي وتعطيل الفاعلية
المجتمعية:
عندما يتم توجيه الطاقات الفكرية
والروحية للمجتمع نحو الخرافات، وعبادة القبور، والاعتقاد بقوى خارجة عن نطاق
الأسباب الطبيعية، فإن هذا يؤدي إلى تخدير الوعي الجمعي. يصبح الأفراد أقل
اهتمامًا بالتحديات الحقيقية التي تواجه أوطانهم، مثل الفساد، وسوء الإدارة، والتخلف
التكنولوجي، أو حتى المشكلات الاجتماعية الملحة. فبدلاً من البحث عن حلول عملية
ومبتكرة لهذه المشكلات، يتم الاعتماد على "البركة" أو
"الكرامات"، مما يعطل الفاعلية المجتمعية ويخلق حالة من السلبية
والاتكالية. هذا التوجه يجعل المجتمع أكثر هشاشة وأسهل للاختراق من قبل قوى خارجية
أو داخلية تسعى لاستغلال هذه الحالة.
2. تفكيك اللحمة الوطنية وتقوية
الانقسامات:
على الرغم من أن بعض الصوفية يدعون
للتعايش، إلا أن الممارسات الصوفية التي تتضمن تكفير المخالفين، أو اعتبار
"أهل السنة" أعداء، تعمل على تفكيك اللحمة الوطنية. عندما تُبنى
الولاءات على أساس طائفي أو مذهبي ضيق، بدلاً من الولاء للدين الحق والوطن، فإن
هذا يؤدي إلى انقسامات عميقة داخل المجتمع. هذه الانقسامات يمكن استغلالها بسهولة
من قبل أعداء الوطن لإثارة الفتن والصراعات الداخلية، مما يضعف الدولة ويصعب عليها
تحقيق أهدافها التنموية والأمنية.
3. إضعاف المؤسسات الدينية الرسمية:
عندما تتبنى الدولة أو بعض مؤسساتها
الرسمية خطابًا صوفيًا أو تروّج لرموزه، فإن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف المؤسسات
الدينية الرسمية المعنية بنشر المنهج الوسطي والمعتدل القائم على التوحيد والسنة.
فبدلاً من أن تكون هذه المؤسسات مرجعية موحدة للمجتمع، تصبح متورطة في ترويج أفكار
خلافية وممارسات غير شرعية، مما يفقدها مصداقيتها أمام الأفراد الواعين والمثقفين،
ويدفعهم للبحث عن مرجعيات أخرى قد تكون أكثر تطرفًا أو إلحادًا.
4. تأثير سلبي على المنظومة التعليمية
والتربوية:
إذا تم إدخال هذه الأفكار الصوفية أو
الترويج لها في المناهج التعليمية أو من خلال الأنشطة الثقافية التي ترعاها
الدولة، فإن ذلك سيكون له تأثير سلبي خطير على الأجيال الناشئة. فبدلاً من تنشئة
جيل يفكر بشكل نقدي، ويستند إلى العلم والعقل، ويحرص على تحقيق الإنجازات المادية
والمعنوية، قد نرى جيلاً يعتقد بالخرافات والبركة، مما يعيق تقدمه العلمي والفكري
ويجعله أقل قدرة على مواجهة تحديات العصر.
5. إن بناء الأوطان يرتكز على قيم
أصيلة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي قيم التوحيد الخالص،
والعمل الجاد، والسعي للعلم، والعدل، والوحدة، والمسؤولية الفردية والجماعية. أي
انحراف عن هذه القيم، أو إدخال ما يتعارض معها، سيؤدي حتمًا إلى نتائج عكسية تؤثر
على حاضر ومستقبل الأمة.
👍🏻ودعونا نوضح كيف يمكن للمفاهيم الأصيلة للتوحيد والسنة أن تساهم بشكل إيجابي وبناء في نهضة الأوطان وتقدمها، بعيدًا عن أي ممارسات تتعارض مع جوهر الدين.
التوحيد والسنة: ركائز بناء الأوطان
ونهضتها
إن الأسس التي جاء بها الإسلام،
والمتمثلة في التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى والالتزام بسنة نبيه محمد صلى الله
عليه وسلم، هي المنهج الأمثل لبناء مجتمعات قوية، متماسكة، ومتقدمة. هذه المبادئ
ليست مجرد شعائر تعبدية، بل هي منظومة قيمية شاملة تؤثر في كل جانب من جوانب
الحياة الفردية والجماعية.
1. غرس قيم المسؤولية الفردية
والجماعية:
* التحرر من الاتكالية: التوحيد يحرر الإنسان من
الخضوع لأي قوة سوى الله وحده. هذا يغرس فيه حس المسؤولية الذاتية والاعتماد على
النفس في السعي والعمل، بدلاً من الاتكال على الأضرحة أو الأولياء أو الخرافات
لجلب النفع أو دفع الضر. عندما يعلم الفرد أن رزقه وعمله ومصيره بيد الله وحده،
وأنه مطالب بالسعي والاجتهاد، فإنه يصبح فردًا منتجًا وفعالًا في مجتمعه.
* بناء مجتمع عامل: السنة النبوية تؤكد على قيمة
العمل والاجتهاد والإتقان. "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه".
هذه القيمة تدفع الأفراد إلى العمل الجاد في مجالاتهم المختلفة، سواء في الصناعة،
الزراعة، التعليم، أو أي مهنة أخرى، مما يؤدي إلى نهضة شاملة في كل القطاعات.
2. تعزيز العدل والنزاهة والشفافية:
* الخوف من الله: مبدأ التوحيد يعزز في نفس
الإنسان الرقابة الذاتية والخوف من الله في السر والعلن. هذا يقلل من الفساد بشتى
صوره، سواء المالي أو الإداري، لأنه يعلم أن الله مطلع عليه وسيحاسبه.
* إقامة العدل: السنة النبوية مليئة بالتوجيهات
التي تأمر بالعدل والإحسان ونهي الظلم في كل المعاملات. عندما تكون هذه القيم
راسخة في الدولة والمجتمع، فإنها تضمن حقوق الأفراد، وتعزز المساواة، وتوفر بيئة
صحية للاستثمار والنمو الاقتصادي، حيث يشعر الجميع بالأمان على حقوقهم وممتلكاتهم.
3. تشجيع العلم والبحث والتطوير:
* طلب العلم فريضة: الإسلام حث على طلب العلم
وجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة. الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على
التفكر والتدبر والنظر في ملكوت السماوات والأرض، تشجع على البحث العلمي والتطوير
في كافة المجالات، من الطب والهندسة إلى الفلك والزراعة.
* مواجهة الجهل والخرافات: التوحيد يحارب الجهل
والخرافة والتقليد الأعمى. فالعقل هو أداة للتدبر والتفكر في آيات الله الكونية
والشرعية. عندما يتخلى المجتمع عن الخرافات ويعتمد على المنهج العلمي السليم، فإنه
يخطو خطوات واسعة نحو التقدم والابتكار، مما يعود بالنفع على الوطن بأكمله.
4. ترسيخ الوحدة والتآخي ونبذ الفرقة:
* وحدة العقيدة: التوحيد هو أساس وحدة الأمة.
فعندما يتفق الجميع على أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن المرجع هو
كتاب الله وسنة رسوله، فإن هذا يوحد الصفوف ويجمع القلوب.
* تحريم الفرقة: الإسلام نهى عن التفرق
والاختلاف، وأمر بالاعتصام بحبل الله جميعًا. "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا
تفرقوا". هذا المبدأ يدعو إلى نبذ الطائفية والمذهبية والقبلية الضيقة،
والتركيز على ما يجمع الأمة من قيم ومصالح عليا، مما يقوي الدولة ويحميها من
محاولات التفتيت والضعف.
5. بناء هوية قوية وراسخة:
* الاعتزاز بالدين: عندما يلتزم الأفراد
بالتوحيد والسنة، فإنهم يمتلكون هوية دينية واضحة وقوية، تعزز لديهم الولاء للدين
والوطن. هذه الهوية تحصنهم من الغزو الفكري والثقافي الذي قد يسعى لتذويب هويتهم
وجعلهم تابعين لغيرهم.
* الصمود أمام التحديات: المجتمع الذي يستند إلى
هذه الأسس الدينية المتينة يكون أكثر قدرة على الصمود أمام التحديات الداخلية
والخارجية، لأنه يمتلك مبادئ ثابتة يستند إليها في اتخاذ القرارات ومواجهة الصعاب.
إن دور الدولة والمؤسسات المعنية يجب
أن يتركز على تعزيز هذه القيم الأصيلة، ودعم العلماء المخلصين الذين يدعون إلى
التوحيد والسنة بمنهج وسطي معتدل، وتحصين المجتمع من أي دعوات تروج للخرافات أو
الشرك أو الفرقة. بذلك فقط، يمكن للأوطان أن تنهض وتصل إلى آفاق التقدم والازدهار
الحقيقي.
كتبه
أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله
٨ من ذي الحجة ١٤٤٦ هجرية.
المصدر:👇👇
════ ❁✿❁ ════
قناة التليجرام
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
قناة الواتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*