الرد المفند على صحيفة عدن الغد
بسم اللــــه الرحمـــــــــن الرحيم
والصلاة والسلام على
خاتم الأنبياء والمرسلين إمام المتقين والمبعوث رحمة للعالمين
أما بـــعــد
فقد قرأت منشورا لصحيفة عدن الغد نشر بتاريخ
٢٢ مايو ٢٠٢٣ الموافق ٢ / ذي القعدة/ ١٤٤٤ من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل
الصلاة والسلام وفي هذا المنشور كلام صدق وبعض الكلمات المضللة والشبه التي لزاما
علينا بيانها وأضعها في نقاط بين يدي القارئ الكريم
قبل أن نأتي لموضوعنا أريد أن أنبه أن صاحب المنشور قد كتب
المنشور فيما يظهر على حسن نية وأراد بذلك أن يبين مكانة هذا العالم الذي كثر
شانئوه ونقول له جزاك الله خيرا بما قمت به وإليك هذه التنبيهات على بعض الفقرات
التي قد تكون المعلومات مغلوطة عندك كما
وصلتك
الأولى: قوله فيما يرى البعض حتى ممن ينتمون لنفس
مدرسته السلفية أنه أفرط كثيرا في تحريم بعض الأمور التي يختلف معه في تحريمها
الكثير من شيوخ السلفية في العالم كمثل تحريم ممارسة العمل السياسي والانخراط في
الأحزاب وصولا إلى أمور ثانوية مثل أكل الطعام باستخدام الملاعق وتحريم التصوير
بنوعيه الفوتوغرافي والتلفزيوني
هذا كلام الكاتب وفقه الله
أولا الرد على هذه الفقرة يكون في فقرات
أ / أنه أفرط كثيرا في تحريم بعض الأمور التي
يختلف معه في تحريمها الكثير من شيوخ السلفية في العالم هذه الفقرة في الحقيقة شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري
حفظه الله لم يحرم أي شي من تلقاء نفسه وإنما إذا حرم الشيء يحرمه بدليل من الكتاب
والسنة وهذا منهج أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين ممن سار على هذا المنهج
القويم أنه لا يحرم ولا يحلل إلا بدليل من الكتاب والسنة أو إجماع السلف وغيرها
ب / قوله :كمثل تحريم ممارسة العمل السياسي
والانخراط في الأحزاب
وفقك الله الأحزاب حرمها الله وكذلك نبيه صلى الله عليه
وسلم أما تحريم الله فقد قال في كتابه الكريم(( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا
دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ
إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ))
وقال الله عز وجل(( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ
جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ
إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ))
قال ابن كثير رحمه الله عند قوله : ( ولا تفرقوا ) أمرهم
بالجماعة ونهاهم عن التفرقة ، وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق والأمر
بالاجتماع والائتلاف كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن
أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يرضى لكم ثلاثا
، ويسخط لكم ثلاثا ، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ويسخط لكم ثلاثا : قيل
وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال " . والأدلة في هذا الباب كثيرة من
الكتاب والسنة .
فأهل السنة يحرمون الأحزاب بمقتضى الأدلة ومن أحل الأحزاب
فليس من أهل السنة ولا يمثلهم وإن قال إنه منهم أو تكلم بلسانهم
ج / قوله وصولا إلى أمور ثانوية مثل أكل
الطعام باستخدام الملاعق
نقول:[ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين]
د / قوله وتحريم التصوير بنوعيه الفوتوغرافي
والتلفزيوني
أما مسألة تحريم تصوير ذوات الأرواح فقد بسطها أهل العلم في
مؤلفات ومن أحسنها كتاب للعلامة التويجري رحمه الله بعنوان إعلان النكير على من
أباح التصوير أو ما يقارب هذا العنوان ولست بصدد سرد الأدلة في تحريم التصوير
والتفصيل ما يباح وما يحرم منها وإنما نذكر بعض الأدلة على تحريم التصوير ومن أراد
التوسع أكثر فليراجع كتاب إعلان النكير المذكور آنفا،من هذه الأدلة:
1-عن
عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول: ((إن أشدّ الناس عذاباً عند الله يوم القيامة المصورون)) [رواه البخاري
(5950)، ومسلم (2109)]
عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما أخبره: أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال:
((إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم:
أحيوا ما خلقتم))
[رواه البخاري
(5951) والأدلة كثير وكذلك يوجد رسالة للإمام الوادعي رحمه في تحريم تصوير ذوات
الأرواح
الثانية : قوله وعلى الرغم من نهج الحجوري
السلفي إلا أنه كان يرفض الانخراط في أي عمل مسلح حتى في مواجهة الحوثيين أنفسهم
عندما دخلوا في ستّ حروب متوالية مع الدولة قبل أن يفتي بقتالهم أثناء المواجهات
التي خاضها معهم في الدفاع عن دماج. هداك الله أيها
الكاتب أما مواجهة الحوثي فنحن لسنا دولة والدولة معها جنودها وجيشها وقد رفض
شيخنا العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله أن يعبر الحوثيين من دماج أيام الحرب
السادسة ويلتفوا على الجيش وهذا كان بداية حقدهم على دماج وكذلك شارك أهل السنة مع
الدولة في الحرب السادسة وغيرها ضد الحوثي وهذا معلوم لأهل صعدة ويعرفون ذلك وأما
فتوى الشيخ يحيى بقتالهم هذه لم تكون جديدة أيام الحصار وإنما عندما استفرد الحوثي
بدماج والدولة والأحزاب مشغولون بالمناصب والكراسي والحوثيون استفردوا بدماج وكان
الجيش على مقربة من دماج ولم يحرك ساكنا بل منهم من تعاون مع الحوثيين ولهذا تكلم
الشيخ وافتى بالدفاع عن دماج وأهلها المحاصرين من قبل الرافضة الحوثيين وسكوت
الدولة والأحزاب السياسية وغض الطرف عنهم .
وختاما لو رددت عليه في جميع كلامه لاحتجت لملزمة لما في
كلامه من تضليل ،إما أنه نقل الكلام كما سمع أو أنه لم يظهر الحقيقه كما هي ولكن
مع هذا ما أقول إلا كما قال الشاعر
يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما
قد حدثوك فما راء كمن سمع
كتبه أبو عبد الله الأحمدي _مكة المكرمة 6 /
ذي القعدة / 1444
المصدر: