🌴بسم الله الرحمن الرحيم🌴
📩لقد وصلني بحث مفيد للأخ المبارك الداعية إلى الله أنور الرفاعي - وفقه الله - سماه ( *الإعلام بثبوت الخلاف بين الأعلام وبيان الراجح بالأدلة وأقوال علماء الإسلام* ) وقد تصفحت البحث كاملا فوجدته بحثا طيبا مفيدا وهو لا يتعارض مع ما نشرته من الإجماع في المسألة وما أكدت فيه الإجماع من كلام الأئمة الأعلام وهو إن حكى الخلاف فباعتبار الواقع اليوم وقد سبقه إلى ذلك علماء أكابر وأنا نقلت الإجماع باعتبار ما نص عليه بعض السلف وقد أشار إليه أخونا أنور - وفقه الله - ثم تهيب أن يرد دعوى الإجماع بنقل الإجماع ولئن فعل ذلك فقد كنت أنا أيضا فعلت ذلك وكنت قد كتبت بحثا بعنوان : *الإنصاف بذكر من نقل الخلاف في مسألة العذر بالجهل نقلا جليا ليس خاف*.
ثم لما تأملت كثيرا فوجدت حقا أن الخلاف في مسألتنا بذاتها هو بين المتأخرين فقط وليس عند السلف رحمهم الله، قلت هذه الكلمات لمن ربما يستغل كتابة الأخ ويظن أنها رد عليّ ولا أعتقد أن ذلك خطر له ببال حفظه الله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين.
✍️وكتبه أبو سليمان سلمان بن صالح العماد
(١٢ / محرم / ١٤٤٥)
***********
⚔️بيت القصيد⚔️
لقد كررنا مرارا وتكرارا سواء في منشورنا العام الذي نقلنا فيه الإجماع عن السلف أو في مراسلات خاصة ما حاصله:
📖صورة المسألة: شخص ظاهره الإسلام ويصلي ويصوم ويحج ... ثم وقع منه فعل أو قول شركي وهو جاهل لا يعلم أن ذلك الفعل شرك بل ربما ظنه قربة لكونه يعيش بعيدا عن العلم والسنة والغالب على أهل بلده طابع الخرافة والجهل فهو جاهل في نفسه مقلد لغيره ممن يظنهم أهل الدين والصلاح ولم تبلغه دعوة التوحيد بوجه تقوم به الحجة.
👈عند بعض المتأخرين: قالوا هذا بعينه مشرك نعاملة في الدنيا معاملة المشركين لا يرث ولا يورث ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين .... وفي أحكام الآخرة فأمره إلى الله.
👈وعند البعض الآخر: ما دام وثبت في حقه الجهل فلا نحكم عليه بالكفر أو الشرك ولكن نعلمه ونبين له أن هذا الفعل الذي فعله شرك فإن أصر وعاند حكمنا عليه بالشرك وعاملناه معاملة الكفار وإن مات قبل أن نقيم عليه الحجة ونعلمه فنعامله في الدنيا على الأصل وهو الإسلام فنغسله ونصلي عليه وندفنه في مقابر المسلمين ويرثه ورثته وفي الآخرة أمره إلى الله فإن علم الله أنه قد جاءه نذير وقامت عليه الحجة أدخله النار مع الكافرين وإن علم أنه لم تبلغه الحجة فحكمه حكم أهل الفترة.
📖الآن: القول الأول بما فيه من تفصيل من قال به من السلف رضوان الله تعالى عليهم ؟ إذا عرفت الجواب عرفت لماذا نقلنا الإجماع على العذر بالجهل واشتراط الحجة في تكفير المعين.
والقول الثاني: هو الذي نقلنا آثار العلماء سلفا وخلفا عليه من حيث العموم في عدم تكفير المعين حتى تتوفر الشروط وتنتفي الموانع وأن الجاهل معذور بجهله إن ثبت الجهل في حقه.
✍️أبو سليمان سلمان بن صالح العماد
(١٢/ محرم / ١٤٤٥)
المصدر:👇👇