(ذَنوبُ
الحميم في الرد على المغرور اللئيم)
ألا تبكي الطلولَ
بأرض رامهْ [1] وقد ترك الحبيبُ بها خيامهْ
وكان بها الحبيبُ
يشع نورا [2] وقد ألقى الظلامُ بها لثامه
وهذا اليوم قد تَرك
الأثافي[3] بها والقِدرُ قد ترك اضطرامه
فلا تُهرِق عليه
اليوم دمعا[4]فما تَشفي الدموعُ به هُيامه
فقد تركوك عمدا لا
اضطرارا[5]وقلبك إثرهم يشكو أُوامَه
أتبكي بعدهم رسما
ودارا[6]وما منحوك في الوصل ابتسامه
جفاك الظاعنون وأنت
تبكي[7]عليهم والوُدادُ لِمَنٔ أَدَامَه
فلا تحزن عليهم
يافؤادي[8]ولا تبكي الرسومَ بأرض رامه
وجاهد بالقوافي كلَّ
غِرٍّ[9]يَصُدُّ بكفه وبلَ الغمامه
ويحسب أنه بالنفث
-جهلا-[10]سيطفئ كلَّ مصباح أمامه
زعيمٌ -أنت- ليس
مِنْ الزعامه[11]ولكن -مِنٔ زعمتَ- ولا كرامه
وما لك في الزعامة
قِيدُ شبر[12]بها يا ابنَ اللبون ولا قُلامه
تجشُّمك الردودَ على
نجوم[13]يزيد النجمَ في الدنيا وسامه
نطاحُك للجبال وأنت
قزم[14]تُزَاد به الجبال -غدًا- ضخامه
ومِنْ حمق تُحاول
صيدَ نجم[15]وقد أعيتك في أرضٍ يمامه
وبيتك من زجاج يا
معاذٌ[16]فلا ترجم فتُلزَمَ بالغرامه
وما أغنى رجالا أنتَ
فيهم[17]عن استسمان أفراخ الحمامه
ومن لم يمنحِ
الأشياخَ قدرا[18]يُقدِّرْ بالهوى الغالي غلامه
تقول موجها للشيخ
يحيى[19]وفي التوجيه عُجبٌ أوعرامه
عليك بفعل هذا دون
هذا[20]كأن الشيخ لم يفقه مقامه
وأنت بإبَّ كنتَ
غرابَ بَينٍ[21]وما كنتَ البريءَ من الظُّلامه
فلولا اللهُ ثم
الشيخ يحيى[22]لكنتَ دُفِنتَ فيها كالنُّخامه
فقام مدافعا بالعدل
يحيى[23]عليك وكنتَ في فَكَّيْ أسامه
وقد نالتك ألسنةٌ
حِداد[24]وكلٌّ كان قد أبدا خِصامه
فلا تُرجف بتأصيلٍ
علينا[25]فما أنت الذي أرسى نظامه
فلستَ بمقبل الهادي
ويحيى[26]ولا ابن الباز كانوا فيه شَامَه
فقبلك قال هذا القول
قومٌ[27]فلم يجنوا سوى شر الندامه
أتصفيةٌ وتربيةٌ
-زعمتم-[28]وأنتم تبحثون عن الزعامه
وللتقليد قلتم قد
نبذتم[29]وفي أعناقكم يُرخي العمامه
وعاديتم وواليتم
بجهل[30]وليس على دليلٍ واستقامه
رأيتك يا معاذُ أخا
جدال[31]بعضُ القول عِيٌّ أو فدامه
وما(فيني) التي
أكثرتَ منها[32]بردك يا معاذ سوى علامه
أتعجز أن ترى لفظا
سواها[33]به ماء الفصاحة والسلامه
وأنت تظن نفسك
ألمعيا[34]بنطق الضاد تكسبه فخامه
أخيرا أرهفوا للنصح
سَمعا[35]ولا تصغوا إلى صُور وهامَه
فنصحُ الشيخ يحيى
كان فيه[36]لكم حَلٌّ وفيه لنا سلامه
فنسلم كلنا من نزع
قوس[37]بها ونرد للساعي سهامه
تهدد يا معاذ بأن
ستُبدي[38]رسائلَ شيخكم تَنعي كلامه
فهبْه كان قد أخطا
بشيء [39]بها والحُر قد يُلقي زمامه
وجُردُ الخيل قد
تكبو بركض[40]بمضمار السباق ولا ملامه
فمن ذا سوف يرقَع
خُرقَ ثوب[41]وان أُعطِيتَ من رُقَعٍ بِجامه
فليس الإنتصار بأي شيء
[42]معاذُ سيرفع
الإنسانَ هامه
خيانتك الأمانةَ سوف
تروي [43]لنا الأيامُ أقبحها دمامه
فلا دين يُقِرُّ
بمثل هذا[44]ولا يرضى بذلك ذو كرامه
أتطمع أن تزول جبالُ
رَضوى[45]وتبقى أنت ياعُنقَ النعامه
وليس يكون مغرورٌ
إماما[46]وإن زعم الوَجاهةَ والإمامه
وذو الإعجاب يكرهُه
ذووه[47]فكيف يحبه أهلُ الشهامه
وقد هُزِمَت حَنيفةُ
بعد بأسٍ[48]-به وُصِفَت- بكذاب اليمامه
ولولا أنني أُبقي
عليكم[49]وأرجو أن تعود إلى السلامه
لجردتُ القوافي في هجائي
[50]لكم والحُر قد يُشلي سهامه
ولكني أحب الرفق أخذا
[51] وحسن الأخذ أنفى للملامه
أبو
عمر عبد الكريم الجعمي
٢٤/ذو القعدة/١٤٤٥ه