(ذَنوبُ الحميم في الرد على المغرور اللئيم)
قصيدة للشاعر أبي عبد الكريم الجعمي حفظه الله تعالى
بصوت الشَّيْخُ المِفْضَالُ: الخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدٍ العُدَيْنِيُّ;
(ذَنوبُ الحميم في الرد على المغرور اللئيم)
ألا تبكي الطلولَ بأرض رامهْ [1] وقد ترك الحبيبُ بها خيامهْ
وكان بها الحبيبُ يشع نورا [2] وقد ألقى الظلامُ بها لثامه
وهذا اليوم قد تَرك الأثافي[3] بها والقِدرُ قد ترك اضطرامه
فلا تُهرِق عليه اليوم دمعا[4]فما تَشفي الدموعُ به هُيامه
فقد تركوك عمدا لا اضطرارا[5]وقلبك إثرهم يشكو أُوامَه
أتبكي بعدهم رسما ودارا[6]وما منحوك في الوصل ابتسامه
جفاك الظاعنون وأنت تبكي[7]عليهم والوُدادُ لِمَنٔ أَدَامَه
فلا تحزن عليهم يافؤادي[8]ولا تبكي الرسومَ بأرض رامه
وجاهد بالقوافي كلَّ غِرٍّ[9]يَصُدُّ بكفه وبلَ الغمامه
ويحسب أنه بالنفث -جهلا-[10]سيطفئ كلَّ مصباح أمامه
زعيمٌ -أنت- ليس مِنْ الزعامه[11]ولكن -مِنٔ زعمتَ- ولا كرامه
وما لك في الزعامة قِيدُ شبر[12]بها يا ابنَ اللبون ولا قُلامه
تجشُّمك الردودَ على نجوم[13]يزيد النجمَ في الدنيا وسامه
نطاحُك للجبال وأنت قزم[14]تُزَاد به الجبال -غدًا- ضخامه
ومِنْ حمق تُحاول صيدَ نجم[15]وقد أعيتك في أرضٍ يمامه
وبيتك من زجاج يا معاذٌ[16]فلا ترجم فتُلزَمَ بالغرامه
وما أغنى رجالا أنتَ فيهم[17]عن استسمان أفراخ الحمامه
ومن لم يمنحِ الأشياخَ قدرا[18]يُقدِّرْ بالهوى الغالي غلامه
تقول موجها للشيخ يحيى[19]وفي التوجيه عُجبٌ أوعرامه
عليك بفعل هذا دون هذا[20]كأن الشيخ لم يفقه مقامه
وأنت بإبَّ كنتَ غرابَ بَينٍ[21]وما كنتَ البريءَ من الظُّلامه
فلولا اللهُ ثم الشيخ يحيى[22]لكنتَ دُفِنتَ فيها كالنُّخامه
فقام مدافعا بالعدل يحيى[23]عليك وكنتَ في فَكَّيْ أسامه
وقد نالتك ألسنةٌ حِداد[24]وكلٌّ كان قد أبدا خِصامه
فلا تُرجف بتأصيلٍ علينا[25]فما أنت الذي أرسى نظامه
فلستَ بمقبل الهادي ويحيى[26]ولا ابن الباز كانوا فيه شَامَه
فقبلك قال هذا القول قومٌ[27]فلم يجنوا سوى شر الندامه
أتصفيةٌ وتربيةٌ -زعمتم-[28]وأنتم تبحثون عن الزعامه
وللتقليد قلتم قد نبذتم[29]وفي أعناقكم يُرخي العمامه
وعاديتم وواليتم بجهل[30]وليس على دليلٍ واستقامه
رأيتك يا معاذُ أخا جدال[31]بعضُ القول عِيٌّ أو فدامه
وما(فيني) التي أكثرتَ منها[32]بردك يا معاذ سوى علامه
أتعجز أن ترى لفظا سواها[33]به ماء الفصاحة والسلامه
وأنت تظن نفسك ألمعيا[34]بنطق الضاد تكسبه فخامه
أخيرا أرهفوا للنصح سَمعا[35]ولا تصغوا إلى صُور وهامَه
فنصحُ الشيخ يحيى كان فيه[36]لكم حَلٌّ وفيه لنا سلامه
فنسلم كلنا من نزع قوس[37]بها ونرد للساعي سهامه
تهدد يا معاذ بأن ستُبدي[38]رسائلَ شيخكم تَنعي كلامه
فهبْه كان قد أخطا بشيء [39]بها والحُر قد يُلقي زمامه
وجُردُ الخيل قد تكبو بركض[40]بمضمار السباق ولا ملامه
فمن ذا سوف يرقَع خُرقَ ثوب[41]وان أُعطِيتَ من رُقَعٍ بِجامه
فليس الإنتصار بأي شيء [42]معاذُ سيرفع الإنسانَ هامه
خيانتك الأمانةَ سوف تروي [43]لنا الأيامُ أقبحها دمامه
فلا دين يُقِرُّ بمثل هذا[44]ولا يرضى بذلك ذو كرامه
أتطمع أن تزول جبالُ رَضوى[45]وتبقى أنت ياعُنقَ النعامه
وليس يكون مغرورٌ إماما[46]وإن زعم الوَجاهةَ والإمامه
وذو الإعجاب يكرهُه ذووه[47]فكيف يحبه أهلُ الشهامه
وقد هُزِمَت حَنيفةُ بعد بأسٍ[48]-به وُصِفَت- بكذاب اليمامه
ولولا أنني أُبقي عليكم[49]وأرجو أن تعود إلى السلامه
لجردتُ القوافي في هجائي [50]لكم والحُر قد يُشلي سهامه
ولكني أحب الرفق أخذا [51] وحسن الأخذ أنفى للملامه
أبو عمر عبد الكريم الجعمي
٢٤/ذو القعدة/١٤٤٥ه