✍️ إلى ماذا كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة.
من الأخطاء التي يعبر بها بعض الدعاة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا في مكة إلى التوحيد لا غير وهذا خطأ وقصور.
والناظر إلى السور والآيات المكية يجد على أنها تكلمت على جوانب كثيرة منها وأعظمها وأحبها وأكثرها هو التوحيد ولكن مع تهذيب النفوس والإقبال على الله وذكر الجنة والنار وقصص الهالكين بل وقد ذكر بعض الشرائع من صلاة ووضوء وأوقات الصلاة ودليل ذلك كثير منها:
قال الله تعالى: { يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر﴾
فذكر التوحيد والدعوة والطهارة وبعض الأخلاق والصبر وغيرها
وقال الله تعالى:{ يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً﴾ فهي مكية
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن هرقل قال لأبي سفيان: فماذا يأمُرُكم به؟ يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: يقول: ((اعبُدوا الله وحده، ولا تُشرِكوا به شيئًا، واترُكوا ما يقول آباؤكم، ويأمُرُنا بالصلاة، والصِّدق، والعفاف، والصِّلة))؛ متفق عليه.
وهذا كان في أول الأمر فالصلاة كان يأمر بها وكثير من الأخلاق والواجبات التي يحتاج إليها المسلم ولابد له منها
وعليه فالعهد المكي كان مركزا تركيزا كثيرا على التوحيد والتشريع فيه كان له حظ ونصيب إلا أن التوحيد أكثر والعهد المدني كان فيه تركيز بالتشريعات والأحكام الشرعية وبيانها وتطبيقها مع البقاء على دعوة التوحيد بل مات وهو يدعو إلى التوحيد والسنة شاهدة بهذا.
وهذا مما يسمع كثيرا ولابد من بيانه والتنبيه عليه وبالله التوفيق
أبو محمد السماوي
٩- صفر /١٤٤٦ هجرية