الغرباني وفوبيا المخابرات..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
أما بعد:
فقد زعم الغرباني أن الشيخ أبا بلال قال: *المخابرات غرروا ببعض العلماء الكبار حتى اغتروا بهم*
وهذا ليس هو اللفظ الدقيق الذي قاله شيخنا حفظه الله تعالى؛ فالشيخ تحدث عن أشخاص مندسين في أوساط السلفية ووصف هؤلاء المندسين بالمخابرات، وبين أن هؤلاء الأشخاص هم من اغتر بهم بعض العلماء الكبار باعتبار محسوبيتهم في نظرهم على السلفية.
ولهذا لابد من التفريق بين أمرين:
- الأول: عالم كبير غررت به المخابرات مباشرة فهذا طعن في العالم أنه يعمل معهم.
- الثاني: عالم كبير غرر به رجال يظنهم على السلفية فوثق بهم وبنقولهم وهم من قصدهم الشيخ بالمخابرات؛ فوقع الاغترار باعتبارهم على السلفية لا مخابراتية.
وبين الأول والثاني فرق كبير جدًا؛ فالأول وهو منقول الغرباني هو المتضمن للطعن في العلماء، والثاني وهو قول شيخنا متضمن للطعن في أولئك الذين خانوا ثقة العلماء بهم.
*وعليه فخلاصة كلام شيخنا أن عرفات هو المتهم بالعمل المخابراتي وليس العلماء الذين غرر بهم عرفات*.
وقد استدل شيخنا على وجود العمل المخابراتي بدليلين:
- الدليل (1): بالمثال الذي ذكره في المقال: وهو مثال في قوة الصراحة والوضوح؛ فقد مثل شيخنا بالقصة المشهورة بين عرفات وزكري التي نقلها خالد أبو عبد الأعلى المصري، للتحريش بين الشيخين يحيى الحجوري وربيع المدخلي، وقد تضمنت تلك القصة الدلالة على العمل المخابراتي المنضم بشهادتهم على أنفسهم، وباعترافهم ضد بعضهم.
- المثال (2): بالكلمة التي قالها الشيخ عبيد الجابري قبل موته: (ماذا أقول لربي إذا سألني ماذا فعلت بأهل السنة) وهذا دليل أنه ندم على ما فعله، وقد عرف القاصي والداني أن شيخنا العلامة الحجوري كان ينصح له بالحذر من جلسائه فيأبى ذلك، فندم قبل موته رحمه الله تعالى.
وقد ختم الغرباني منشوره بقوله: *(من كان عنده غيرة على علماء السنة فليدافع عنهم)*
وهنا أعلق بأمرين:
- الأول:
أن الغرباني ليس حول الدفاع عن العلماء، بل هو حول الطعن والتثوير ضد شيخنا أبي بلال الحضرمي، وإلا فكيف يدعي الغيرة على الشيخ ربيع المدخلي وهو يعلم ونحن نعلم أن الشيخ ربيع المدخلي قال عنه: الغرباني مدسوس للتحريش بين أهل السنة. وهذه الكلمة من الشيخ ربيع هي نحو كلمة الشيخ أبي بلال حول (الاستخباراتيين)
- الثاني:
أننا أحق بالدفاع عن علمائنا وهذا ما فعلناه ونسأل الله العظيم أن لانفتر عن ذلك أبدًا، فوالله أننا نفتخر بشيخنا أبي بلال ونشكر الله تعالى أن رزق الدعوة برجل مثله؛ ومهما تظاهرتم بالتنقص رمنه فيكفينا أنكم تستمعون لكلماته وتضربون لها الحسابات.
كتبه أبو العباس
أنور بن محمود الرفاعي
10▪️رجب▪️1446