⛓📚سلسلة / الأحاديث النبوية الصحيحة في قضية فلسطين وبيت المقدس وشيء من فقهها📚⛓
༄༅༄༅❁للشيخ العلامةالمحدث الدكتور أبي أسامةسليم الهلالي حفظه الله ورعاه ❁༄༅༄༅༄
▂▂▂▂【 ٩ - فلسطين وبيت المقدس أرض الرباط ومهاجر الصالحين 】▂▂▂▂
🖋١۱ -- عن عبد الله بن عمرو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : « ستكون هجرة بعد هجرة ( ١ ) ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ( ٢ ) ، ويبقى في الأرض ( ٣ ) شرار أهلها ؛ تلفظهم ( ٤ ) أرضوهم ( ٥ ) ، تقذرهم ( ٦ ) نفس الله ( ٧ ) ، وتحشرهم النار ( ١ ) مع القردة والخنازير ( ٢ ) » ( ۳).
﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌
( ۱ ) ليكونن هجرة بعد هجرة : ستكون هجرة إلى الشام والأرض المقدسة بعد هجرة كانت إلى المدينة ؛ حيث كان رسول الله ﷺ ؛ لكن الهجرة إلى المدينة انقطعت بفتح مكة.
( ۲ ) مهاجر إبراهيم : أي : بلاد الشام والأرض المقدسة.
( ۳ ) ويبقى في الأرض : ما عدا بلاد الشام والأرض المقدسة.
( ٤ ) تلفظهم : ترميهم وتبعدهم.
( ٥ ) أرضوهم : جمع أرض بالواو والنون ؛ كأنها تستنكف عنهم.
( ٦ ) وتقذرهم : من قذرت الشيء - بكسر الذال - إذا كرهته.
( ۷ ) نفس الرحمن : أي : أن الله عز وجل يكره خروجهم إلى الشام والأرض المقدسة ومقامهم بها ، فلا يوفقهم لذلك ، فصاروا بالرد وترك القبول في معنى الشيء الذي نقذره ، فلا تقبله ، فهو في معنى قوله : ﴿ ۞وَلَوۡ أَرَادُواْ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّواْ لَهُۥ عُدَّةٗ وَلَٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنۢبِعَاثَهُمۡ فَثَبَّطَهُمۡ وَقِيلَ ٱقۡعُدُواْ مَعَ ٱلۡقَٰعِدِينَ ﴾ [ التوبة : ٤٦ ].
وفي الحديث إثبات النفس لله ، وهي ليست صفة زائدة عن ذاته بل ذاته مقدسة ، وهذا أظهر أقوال السلف الصالح ؛ كما قال شيخ الإسلام في « مجموع الفتاوى » ( ١٩٦/١٤ - ١٩٧ ) : « ونفسه هي ذاته المقدسة » ، وانظر - أيضًا - ( ۲۹۲/۹ - ۲۹۳ ).
﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌
( ۱ ) تحشرهم النار : أي : تحشرهم النار التي تحشر الناس.
( ۲ ) مع القردة والخنازير : تلك النار تحشرهم مع من يناسبهم ويماثلهم في الأخلاق ممن مسخهم الله ؛ فجعلهم قردة وخنازير.
( ٣ ) أخرجه أبو داود ( ٢٤۸۲ ) ، وأحمد ( ٦۸۷۱ ) ، وعبد الرازق في « المصنف » ( ۲۰۷۹۰ ) ، والحاكم ( ٤٨٦/٤ و ٥١٠ - ٥۱۱ ) ، والبغوي ( ٤۰۰۸ ) ، والطيالسي ( ۲۲۹۳ ) وأبو نعيم في « الحلية » ( ٥٤,٥٣/٦ ).
وهو صحيح لغيره ؛ وحسنه الحافظ ، وصححه أحمد شاكر ، وشيخنا الإمام الألباني في تخريج « فضائل الشام ودمشق » ( ص ۸۰ ) ، و « الصحيحة » ( ۳۲۰۳ ) ، وقد تراجع عن تضعيفه ؛ انظر صحيح « الترغيب والترهيب »( ۳۰۹۱ ).
✓ -- فيه ترغيب باستيطان بلاد الشام ، وكان مشايخنا يقولون : الحمد لله على السنة والإسلام وسكني بلاد الشام.
✓ -- بلاد الشام ملاذ المؤمنين ومهاجر الموحدين في آخر الزمان.
✓ -- لا يبقى مؤمن ولا مؤمنة في آخر الزمان إلا كان مرابطاً في بلاد الشام ؛ لذلك فالأرض المباركة ( الشام ) والأرض المقدسة ( بيت المقدس وما حولها ) أرض رباط إلى يوم القيامة ؛ يدل على ذلك حديث سلمة بن نفيل الكندي رضي الله عنه ، فقال رجل يا رسول الله ! أذل الناس الخيل ، ووضعوا السلاح ، وقالوا : لا جهاد ؛ فقد وضعت الحرب أوزارها !
فأقبل رسول الله ﷺ بوجهه ، فقال : « كذبوا ؛ الآن الآن جاء القتال ! ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ، ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة ، وحتى يأتي وعد الله.
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وهو يوحي إلي أني مقبوض وغير ملبث ، وأنتم تتبعوني أفناداً يضرب بعضكم رقاب بعض ، وعقر دار المؤمنين الشام ». أخرجه النسائي ( ٦/ ٢١٥ - ٢١٦ ) ، وأحمد ( ١٠٤/٤ ) بإسناد صحيح.
فرسول الله ﷺ غضب عندما قيل : أن الجهاد انتهى ؛ فأخبرﷺ : أن الجهاد ماض والرباط المستمر ، وأن الطائفة المنصورة المجاهدة في سبيل الله ستبقى ظاهرة على الحق إلى قيام الساعة ؛ وأن الله يرزقهم الخير الكثير ما داموا في رباط في الأرض المقدسة ، وجهاد في الأرض المباركة.
وقد عد رسول اللهﷺ الأرض المباركة وبؤرة بركتها بيت المقدس والأقصى الذي بارك الله حوله عقر دار المؤمنين !
💫قال السيوطي رحمه الله : « عقر دار المؤمنين بالشام ؛ أي : أصلها وموضعها ؛ كأنه أشار إلى وقت الفتن أن يكون الشام يومئذٍ آمناً منها وأهل الإسلام به أسلم ».
انظر : « شرح السيوطي لسنن النسائي » ( ٢١٤/٦ ).
وهذا يعني أنها ستبقى أرض حشد ورباط وجهاد إلى يوم القيامة ، وانظر غير مأمور كتابي : « يا أهل الأردن أفيقوا فبلادكم أرض الحشد والرباط ».
💫قال العز بن عبد السلام رحمه الله : « أخبر النبي ﷺ في هذا الحديث بالردة التي تقع ممن أراد الله أن يزيغ قلبه عن الاسلام ، وأشار بقتل المرتدين ، ثم بسكنى الشام ؛ إشارة منه إلى المقام بها رباط في سبيل الله تعالى ، وأخبار بأنها ثغر إلى يوم القيامة ».
✓ -- وتنبيهاً على أهمية الرباط في الأرض المباركة والمقدسة جعل رسول الله ﷺ الهجرة إليها للسكن والإقامة وتقوية سكانها المؤمنين وتثبيتهم فيها تعدل أجر المهاجرين إلى المدينة النبوية في عهد النبيﷺ ، وجعل المقيمين فيها على خير ومن قدم لهم مدداً وعوناً للمرابطة فيها هم خيار أهل الأرض : « فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ».
💫قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمة الله : « فقد أخبر أن خيار أهل الأرض من ألزمهم مهاجر إبراهيم ، بخلاف من يأتي إليه ثم يذهب عنه ، ومهاجر إبراهيم هي الشام ، وفي هذا الحديث الشريف بشرى لأصحابنا الذين هاجروا من حران وغيرها إلى مهاجر إبراهيم ، واتبعوا ملة إبراهيم ودين نبيهم محمدﷺ . وبيان أن هذه الهجرة التي لهم بعد هجرة أصحاب رسول الله ﷺ إلى المدينة ؛ لأن الهجرة إلى حيث يكون الرسول ﷺ وآثاره ، وقد جعل مهاجر إبراهيم يعدل لنا مهاجر نبينا ﷺ ؛ فإن الهجرة انقطعت بفتح مكة ».
انظر : « مناقب الشام وأهله » ( ص٨۰)
▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂
📚الأحاديث النبوية الصحيحة في قضية فلسطين وبيت المقدس وشيء من فقهها
---------------------------------------
صَـفْــحَــة : [ ٣٧ - ٣٨ - ٣٩ - ٤٠ ].
----------------------------------------------
يتبع إن شاءالله تعالى