أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

سلسلة / الأحاديث النبوية الصحيحة في قضية فلسطين وبيت المقدس وشيء من فقهها 【 ١٩ - المسجد الأقصى منبر الرسل والأنبياء عليهم السلام 】

 







⛓📚سلسلة / الأحاديث النبوية الصحيحة في قضية فلسطين وبيت المقدس وشيء من فقهها📚⛓

  ‌‏༄༅‏༄༅❁للشيخ العلامةالمحدث الدكتور أبي أسامةسليم الهلالي حفظه الله ورعاه ❁‏༄༅‏༄༅‏༄

▂▂▂▂【 ١٩ - المسجد الأقصى منبر الرسل والأنبياء عليهم السلام 】▂▂▂▂

 🖊٢٢ -- عن الحارث بن الحارث الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رسول الله ﷺ قال : « إن الله أمر يحيى بن زكريا ( ١ ) بخمس كلمات( ٢ ) أن يعمل بهن ، وأن يأمر بني إسرائيل إن يعملوا بهن ؛ فكأنه أبطأ بهن ( ٣ ) ، فأوحى الله إلى عيسى : إما أن يبلغهن أو تبلغهن ، فأتاه عیسی فقال له : إنك أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن ، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فإما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن ، فقال له : يا روح الله إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي ( ٤ ) ، فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس ( ٥ ) حتى امتلأ المسجد ؛ فقعد على الشرفات ( ٦ ) ، فحمد الله وأثنى عليه ( ٧ ) ثم قال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن ، وآمركم أن تعملوا بهن ، وأولهن : أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ( ٨ ) فإن مثل من أشرك بالله ؛ كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو ورق ، ثم أسكنه دارًا ، فقال : اعمل وارفع إلي ، فجعل العبد يعمل ويرفع إلى غير سيده ، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك ؟ وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئًا . . .» ( ١ )الحديث.

﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌

( ۱ ) هو وعيسى عليهما السلام أبناء خالة. 

( ٢ ) أوامر شرعية تكليفية. 

( ۳ ) تأخر في المبادرة في تنفيذ الأمر الرباني على الوجه المقصود. 

( ٤ ) العقوبة التي سيتعرض لها في حال تأخره عن تنفيذ ما أمره الله به. 

( ٥ ) المراد المسجد الأقصى. 

( ٦ ) جمع شرفة ؛ وهي : أعلى كل شيء. 

( ۷ ) استفتح کلامه بحمد الله وذكر محامده. 

( ۸ ) أمرهم بالتوحيد ؛ وهو : دعوة كل الأنبياء عليهم السلام.

﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌

( ١ ) أخرجه الترمذي ( ۲۸٦٣ ) ، وأحمد ( ۱۷۳۰۲ ) ، وابن حبان ( ٦٢٣٣ ) وصححه جمع من أهل العلم ، وأطنب في شرحه ابن القيم رحمه الله في « الوابل الصيب » 

✓ -- المكان الذي اجتمع فيه بنو إسرائيل لسماع يحيى عَلَيْهِ السَّلَامُ هو المسجد الأقصى ببيت المقدس ، فكان مسجدًا لمؤمني بني إسرائيل ، ومنبرًا لأنبيائهم عليهم الصلاة والسلام.

✓ -- المسجد الأقصى ميراث المؤمنين يتعاقبه الأنبياء حتى سُلِّم لرسول الله ﷺ ولأمته من بعده ليلة الإسراء والمعراج.

✓ -- الدعوة إلى التوحيد هي الأولى في جميع النبوات والرسالات ، ولذلك أمرهم يحيى عَلَيْهِ السَّلَامُ بحضور عيسى عَلَيْهِ السَّلَام بالتوحيد أولاً : « أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا . . . » ، و « إن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ».

💎وقد اتفق جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام على الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، واجتناب الشرك.

قال الله تعالى : ﴿ وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ  ﴾ [ النحل : ٣٦ ]. 

وقال الله سبحانه : ﴿  يُنَزِّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنۡ أَمۡرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرُوٓاْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ  ﴾ [ النحل : ٢ ].

 💎ونوح عَلَيْهِ السَّلَامُ قال لقومه : ﴿ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓ  ﴾ [ الأعراف : ٥٩ ].

💎وهود عَلَيْهِ السَّلَامُ قال لقومه : ﴿ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ  ﴾ [ الأعراف : ٦٥ ].

💎وصالح عَلَيْهِ السَّلَامُ قال لقومه : ﴿ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ  ﴾ [ الأعراف : ٧٣ ].

💎وإبراهيم عَلَيْهِ السَّلَامُ قال لقومه : ﴿ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُۖ  ﴾ [ العنكبوت : ١٦ ]. 

💎وشعيب عَلَيْهِ السَّلَامُ قال لقومه : ﴿ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۚ ﴾ [ الأعراف : ٨٥ ].

💎وعيسى عَلَيْهِ السَّلَامُ قال لقومه : ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ﴾ [ آل عمران : ٥١ ]. 

💫قال ابن تيمية رحمه الله في « مجموع الفتاوى » ( ۱۰۷/۲۰ ) : « فإن الرسل جميعهم أمروا بالتوحيد وأمروا به ؛ قال الله تعالى : ﴿ وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ ﴾ [ الأنبياء : ٢٥ ] ؛ فبين : أنه لا بد أن يوحي بالتوحيد إلى كل رسول ، وقال الله تعالى : ﴿ وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ  ﴾ [ الزخرف : ٤٥ ] فبين : أنه لم يشرع الشرك قط.

 فهذان النصان قد دلا على أنه أمر بالتوحيد لكل رسول ، ولم يأمر بالإشراك قط ، وقد أمر آدم وبنيه من حين أهبط باتباع هداه الذي يوحيه إلى الأنبياء ؛ فثبت أن علة الشرك كان من ترك اتباع الأنبياء والمرسلين فيما أمروا به من التوحيد والدين ».

✓ -- من منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله وحدة الكلمة ولزوم الجماعة وعدم التفرق في الدين ؛ لأن الفرقة والاختلاف عذاب وعقوبة من الله عز وجل للأمة ، أما الاجتماع والائتلاف ؛ فهو رحمة بالأمة ، ونعمة من الله على عباده المؤمنين.

قال الله سبحانه: ﴿ وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ  ﴾ [ آل عمران : ١٠٣ ]. 

💫قال ابن جرير : « يقول : واذكروا أيها المؤمنون نعمة الله عليكم التي أنعم بها عليكم حين كنتم أعداء ؛ أي : بشرككم يقتل بعضكم بعضاً عصبية في غير طاعة الله ، ولا طاعة رسوله ؛ فألف الله بالإسلام بين قلوبكم ؛ فجعل بعضكم لبعض إخوانا بعد إذ كنتم أعداء : تتواصلون بألفة الإسلام و اجتماع كلمتكم عليه ». انظر : « تفسير ابن جرير » ( ٢٢/٤ ).

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال : «  سألت ربي ثلاثاً ؛ فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة : سألت ربي ألا يهلك أمتي بالسنة ؛ فأعطانيها ، وسألته ألا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها ، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم ؛ فمنعنيها ». أخرجه مسلم ( ۲۸۹۰ ).

=

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : « لما نزل على رسول الله ﷺ : ﴿ قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ ﴾ [ الأنعام : ٦٥ ] قال : أعوذ بوجهك ، ﴿ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ ﴾ قال : أعوذ بوجهك ، فلما نزلت : ﴿ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ﴾ قال : هاتان أهون أو أيسر ». أخرجه البخاري ( ۷۳۱۳ ). 

💫قال ابن بطال : « أجاب الله دعاء نبيه في عدم استئصال أمته بالعذاب ، ولم يجبه في ألا يلبسهم شيعاً ؛ أي : فرقاً مختلفين ، وألا يذيق بعضهم بأس بعض أي : بالحرب والقتل بسبب ذلك ، وإن كان ذلك من عذاب الله ؛ لكنه أخف من الاستئصال وفيه للمؤمنين كفارة ». انظر : « شرح صحيح البخاري » ( ٣٦٠/١٠ ). 

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : ﴿ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا ﴾ ؛ قال : « الأهواء والاختلاف » ، وقال في قوله : ﴿ وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ﴾ : يسلط بعضكم على بعض بالقتل والعذاب ». انظر :  « تفسير ابن جریر » ( ١٤٢/٧ )

▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂▂

📚الأحاديث النبوية الصحيحة في قضية فلسطين وبيت المقدس وشيء من فقهها

----------------------------------------

صَـفْــحَــة:[ ٧٥ - ٧٦ - ٧٧ - ٧٨ ].

----------------------------------------------

يتبع إن شاءالله تعالى


عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح