أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

بين قناع المقاومة وخطر التغلغل: قراءة في اعترافات الخلية الإخوانية الإرهابية التي أحبطها الأمن الأردني.

 

بسم الله الرحمن الرحيم 

بين قناع المقاومة وخطر التغلغل: قراءة في اعترافات الخلية الإخوانية  الإرهابية التي أحبطها الأمن الأردني.

في إطار جهود الأردن  المستمرة لحماية أمنها الداخلية واستقرارها سلمها المجتمعي ؛ أعلنت الأجهزة  الأمنية  عن تفكيك خلية إرهابية مرتبطة بتنظيمات  عابرة للحدود، كانت تخطط لتنفيذ أعمال تمس أمن الدولة وتزرع الفوضى في نسيجها المتماسك. اللافت في هذه القضية هو طبيعة الانتماءات الفكرية والتنظيمية لأفراد الخلية، وارتباطاتهم الخارجية، وموقف جماعة الإخوان المسلمين منهم، الذي أثار تساؤلات جدية حول حدود المسؤولية ومصداقية الشعارات.

أولًا: تفاصيل العملية الأمنية وأهمية الإنجاز 

تمكنت الأجهزة الأمنية من رصد وتتبع عناصر الخلية على مدار اربع سنوات بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة تفيد بنشاطات مشبوهة ومخططات لتنفيذ عمليات عدائية داخل الأردن. 

وقد كشفت التحقيقات أن أفراد الخلية تلقوا تدريبات فكرية وتنظيمية، وتواصلوا مع جهات خارجية مشبوهة بهدف زعزعة الأمن.


التحقيقات الأولية أظهرت اعترافات صريحة من أفراد الخلية بانتمائهم التنظيمي جميعًا  لجماعة الإخوان المسلمين، وأنهم كانوا منظمين منذ بواكير  الصبا عبر المدارس ومروراوالمساجد، وانتهاء  بالجامعات، وهي محاضن تأثروا فيها بشعارات الجهاد والتحرير المموهة التي تستغل العاطفة الدينية؛ لتمرير أجندات حزبية.



ثانيًا: موقف جماعة الإخوان المسلمين :تبرؤ تكتيكي أم تنصل أخلاقي؟


عقب كشف تفاصيل الخلية سارعت  جماعة الإخوان المسلمين  إلى التبرؤ من أفرادها، واعتبار ما جرى "أعمالًا فردية لا تمثل الجماعة" غير أن هذا الخطاب بدا متناقضاً ، إذ لم يصدر عن الجماعة أي إدانة واضحة أو موقف صريح يرفض العنف أو يستهجن خطط التخريب، بل حاولت تسويغ  ما جرى بأنه " لنصرة المقاومة" ضد الاحتلال.


هذا التعليل العليل  لا ينسجم مع الاعترافات الموثقة لأفراد الخلية، الذين أقرّوا بتلقيهم الدعم المعنوي والتنظيمي من داخل أوساط إخوانية معروفة، وبعضهم من كوادر تعليمية وشخصيات دينية نشطة في التنظيم .



ثالثًا: الارتباط الإقليمي بحزب الله وإيران في الخلفية


أحد الجوانب الأخطر في هذه القضية هو ما كشفت عنه التحقيقات من وجود تواصل بين  الخلية وجهات تابعة لحزب الله اللبناني، الذي يعد ذراعًا أمنية وعسكرية لإيران في المنطقة. 

وقد أشارت التحقيقات إلى وجود دعم لوجستي وفكري تلقاه بعض العناصر من أفراد لهم ارتباطات بفصائل الحرس الثوري الإيراني.


هذا الارتباط يشير إلى خطورة التلاقي بين التنظيم الإخواني ومشروع إيران الإقليمي، والذي لطالما استغل شعار "المقاومة" ؛ لاختراق المجتمعات السنية، واستخدامها وقودًا في معاركه السياسية والطائفية.


رابعاً: الدلالات والمخاطر


١/تهديد وحدة المجتمع : حين تتحول بيوت العلم والعبادة إلى محاضن لتجنيد شبان في تنظيمات عنف وتطرف ، فإن النسيج المجتمعي  يتعرض لخطر التمزق ،والسلم الأهلي يكون في أضعف حالاته: ينتظر من يوقد الفتنة، عافانا الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .


٢/ازدواجية الخطاب: محاولة جماعة الإخوان المسلمين  الفصل بين الشعارات الدعوية والأعمال التنظيمية العنيفة يكشف عن استراتيجية تهدف لتقويض الدولة من الداخل باسم الدين.


٣/الخطر الإيراني: دعم إيران وحزب الله لمثل هذه الخلايا النائمة يشير إلى أن الأردن مستهدف كجبهة مستقرة تحظى باحترام داخلي وخارجي، وهو ما يزعج أطرافًا تبحث عن زعزعة المنطقة.

وأخيرًا :إن ما حدث ليس مجرد "عملية أمنية ناجحة" ؛ بل جرس إنذار للجهات الرسمية والمجتمعية والدينية والتعليمية؛ بضرورة مراجعة الثغرات التي تسمح بتغلغل الفكر الإخواني المتطرف، والعمل بحزم لحماية الشباب من براثن الأدلجة والتوظيف السياسي.


فالمعركة الحقيقية اليوم هي معركة وعي تتطلب من العلماء الربانيين والدعاة المخلصين  ووجهاء القبائل الشرفاء وعموم المواطنين الاحرار : أن يصطفوا خلف دولتهم والمحافظة وطنهم ومكتسباته وطاعة ولاة الأمر في غير معصية ؛ لحماية (الأردن) من عبث العابثين، ومكر الطامعين، ورد كيد الأعداء في نحورههم

اللهم يا  من لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، يا من بيده ملكوت كل شيء، نسألك أن تحفظ الأردن أرضًا وشعبًا ودولة  من كل سوء ومكر وكيد.

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم احفظ بلدنا من المتآمرين، واحمه من شر الحاسدين، وكيد المفسدين، وخيانة العملاء، وانصر جنده، وأيد أمنه، ووفق ولاة أمره لما تحب وترضى، وألّف بين قلوبنا، واجعلنا صفًا واحدًا كالبنيان المرصوص في وجه كل باغٍ وطامع.

اللهم من أراد بالأردن شرًا فاجعل كيده في نحره، ورد تدبيره عليه، وافضحه بين خلقك، واجعل بأسك عليه لا يرد عن القوم المجرمين.

اللهم لا تمكن منهم أحدًا، ولا تعلي لهم راية، ولا تحقق لهم غاية، وزلزل الأرض تحت أقدامهم، واقطع دابرهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك يا قوي يا جبار.

اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأدم علينا نعمة الأمن والإيمان، واجعلنا من الشاكرين، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.

اللهم اجعلنا من عبادك الصادقين الذين يحبون أوطانهم بصدق، ويذودون عنها بحق، ويخلصون في الدعاء والعمل، ويمشون على الأرض بنور من هداك، لا يخافون في الله لومة لائم. آمين آمين.

الدكتور المحدث سليم بن عيد الهلالي 

(تلميذ الامام الالباني )

الاربعاء ١٤٤٦/١٠/١٧هجري

الموافق٢٠٢٥/٤/١٧ شمسية 

عمان البلقاء عاصمة الأردن المحمية بحفظ رب البرية

عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح