بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى علماء الدعوة السلفية الربانيين، ودعاتها المخلصين الصادقين في يوم عرفة ١٤٤٦هجري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا رجال الموقف، يا ورثة الأنبياء، يا من آثروا دعوة ربهم على راحتهم، وحملوا لواء السنة وهم في ميادين الرباط، يكابدون الليل والنهار في الذود عن حياض التوحيد، ويصدّون بصدورهم عوادي البدع، ويكسرون أقلام أهل الأهواء، ويمزقون ستائر التلبيس والتمويه، ويفضحون خبث الكافرين ومكر المنافقين.
أين أنتم من قول الله عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}؟
أين أنتم من وصية النبي ﷺ: "كونوا عباد الله إخواناً"؟
ألا يجدر بكم – وأنتم أهل السنة والجماعة – أن تكونوا أحق الناس بالجماعة، وألصقهم بالائتلاف، وأبعدهم عن الشقاق والتنازع؟
اجتمعوا... اجتمعوا على كلمة سواء، على كلمة الحق التي بايعتم الله على نصرتها!
وحدوا صفكم، واجبروا كسر بعضكم، وتراحموا، وتناصروا، وتغافروا، وادفنوا خلافاتكم تحت تراب الحكمة والصدق والنية الخالصة، وافتحوا قلوبكم لإخوانكم، فما أقبح أن تتكسر رماحنا ونحن في ساحة الجهاد العلمي، لا بسيوف الأعداء، بل ببعضنا البعض!
أصلحوا ذات بينكم، فإن الدعوة تحتاج إلى سواعد متعاضدة، لا أكف متباعدة، ولا ألسنة متنابزة.
كونوا عوناً لا فرقة، نوراً لا ظلاماً، سُوراً لا ثغرة!
تعاونوا على البر والتقوى، لا على الحسد والتحزّب، ولا على الغيبة وإسقاط الرموز.
احذروا... نعم احذروا!
احذروا بطانة السوء، والمفسدين في الأرض باسم النصح، وهم منبطحون للهوى.
احذروا النمامين، وأصحاب الرسائل المجهولة، والمكائد الملفقة، وأرباب الريبة والفتنة.
لا تفتحوا آذانكم لمن مزق الصف بالأقاويل، وهو أبعد الناس عن ميادين التضحية.
تواصوا بالحق، وتواصلوا فيما بينكم، لا تقطعوا حبال المحبة، ولا تهجروا من شارككم الهم والوجهة، فإن المحنة التي تمر بها الدعوة السلفية اليوم لا تحتمل التشظي، ولا ترحم المتنازعين.
كونوا قوامين لله بالقسط، لا تأخذكم في الله لومة لائم، قولوا الحق ولو على أنفسكم، واثبتوا عليه، فالعاقبة للمتقين، والنصر لأهل السنة وإن طال الزمان!
✊🏻 والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
كتبه حامدا ومصليا ومسلما
سليم بن عيد الهلالي
تلميذالامام الالباني