تنبيه مهم: حول جداول استغلال الاوقات يوم عرفة بدعة صوفية عصرية
الحمد لله وبعد:
فالجداول التي تنشر هذه الأيام في استغلال يوم عرفة بما يسمى جدول استغلال الأوقات في الطاعات من البدع العصرية الصوفية العصرية التي لا يجوز للمسلم نشرها ولا الامتثال لها لأن هذا ليس من الهدي النبوي وهذا الذي يأتي الشيطان الناس منه نسأل الله السلامة والعافية من مكر الشيطان وأهل البدع الذين خانوا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لم يُعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحرص الناس على الخير وأعلمهم بمراد الله، ولا عن صحابته الكرام الذين كانوا أشد الناس اتباعًا لهديه، أنهم التزموا بمثل هذه الجداول أو وضعوها لأنفسهم أو لغيرهم. ولو كان في ذلك فضل زائد أو قربة مستحسنة، لفعلوه ولنُقل إلينا بالتواتر العملي، ولأصبح سنة يُقتدى بها. غياب هذا الهدي النبوي والفعلي عن السلف الصالح يعد دليلاً شرعيًا على أن هذه الكيفية في العبادة ليست من الشرع.
محاذير "جداول استغلال يوم عرفة"
عند تحليل هذه الجداول من منظور شرعي وعلمي، نجد أنها قد تؤدي إلى عدة محاذير:
* الابتداع في الدين: إن التزام هذه الجداول والترويج لها على أنها طريقة شرعية أو مفضّلة لاغتنام يوم عرفة، يُعدّ نوعًا من الابتداع. والابتداع هو إضافة في الدين لم يأذن بها الشارع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (متفق عليه). أي مردود على فاعله، غير مقبول عند الله.
* إلزام النفس بما لم يُلزمها به الشرع: هذه الجداول تضع قيودًا وتفصيلات لم يُنزل بها الشرع، مما قد يُسبّب ضغطًا نفسيًا على المسلم الذي لا يستطيع الالتزام بها بدقة، فيشعر بالتقصير أو فوات الأجر، وهذا يتنافى مع يسر الشريعة وسماحتها.
* الانشغال بالشكل عن الجوهر: قد ينشغل المسلم بتطبيق الجدول بحذافيره، فيفقد بذلك روح العبادة ومقصدها الأساسي وهو الإقبال على الله بقلب خاشع ومخلص، والتضرع إليه بصدق، لا مجرد إحصاء الأوقات والعبادات المجدولة.
* التشبه ببعض المناهج البدعية: هذا النمط من التحديد الدقيق للأوراد والأذكار والجداول الزمنية هو من سمات بعض المناهج والمسالك الصوفية الحديثة التي تُنظّم عباداتها بطرق مبتدعة لم ترد في الكتاب والسنة، مما يضع هذه الجداول في سياق يثير التحفظ.
التوجيه الشرعي الأمثل لاغتنام يوم عرفة
بدلاً من التقيد بالجداول المبتدعة، ننصح المسلم بما هو ثابت في الهدي النبوي وسنة السلف الصالح:
* الإخلاص والصدق: اجعل هدفك نيل رضا الله تعالى والقرب منه بقلب خالص، لا للالتزام بجدول.
* الإكثار من الدعاء: يوم عرفة هو يوم الدعاء الأعظم، فاجتهد فيه في الدعاء لنفسك، ولوالديك، ولأهلك، وللمسلمين أجمعين، بخيري الدنيا والآخرة، بلا تحديد لعدد أو صيغة معينة إلا ما ورد في الشرع.
* الاجتهاد في سائر الطاعات: من ذكر، وتكبير، وتهليل، واستغفار، وتلاوة للقرآن، وصيام لغير الحاج.
* المرونة والخشوع: استغل يومك بما تيسّر لك من الطاعات دون تقييد بجداول، فالمهم هو دوام العبادة وخشوع القلب، وليس التقيد بوقت محدد لكل عمل.
* التحذير من البدع: كن على بصيرة بدينك، والتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، ولا تتبع كل ما يُنشر ويُروّج له مما يخالف السنة، فكل بدعة ضلالة.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يثبتنا على صراطه المستقيم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله
٨/ذي الحجة/١٤٤٥هجرية
*نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين*
المصدر:👇
════ ❁✿❁ ════
════ ❁✿❁ ════
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
*✍ انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*