أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

✍🏻 الإخوان المسلمون واستغلال القضايا الشريفة

 

✍🏻 الإخوان المسلمون واستغلال القضايا الشريفة

ما أكثر ما تتزيّن الشعارات، وتُرفع الرايات، وتُتاجر الجماعات بآلام الأمة تحت عناوين براقة! وما أكثر ما تُغتال القضايا الشريفة بأيدي من يزعمون الدفاع عنها!

ومن بين تلك الجماعات التي أتقنت هذا الفن، برزت جماعة الإخوان المسلمين، تحمل في يدها المصحف، وفي الأخرى مشروعًا حزبيًا يتغذّى على العاطفة، ويتزيّن باسم الإسلام وهو منها براء.

لقد جعل الإخوان من كل قضية عادلة سلّمًا يتسلقون به إلى مصالحهم، ومن كل دمٍ نازفٍ جسرًا يعبُرون عليه نحو مكاسبهم.

فحين تشتعل نار الغضب في الأمة، أو تندلع موجة تضامن مع مظلوم، يعلو صوتهم لا حبًا في المظلومين، بل طلبًا للمكانة، واستثمارًا للعواطف.

يندفعون إلى الميادين لا لإطفاء الحريق، بل لإذكائه، ليكون وقوده جماهير مغرَّر بها، وشباب مفتون بالشعارات.

لقد رأيناهم في كل حركة عربية، يتبدّلون كما يتبدّل الهواء، يناصرون اليوم ما يعارضونه غدًا، يرفعون شعار "الحرية" حين تخدمهم، ويكمّمون الأفواه حين تضرّهم.

يتحدثون عن العدالة وهم أبعد الناس عنها، ويصرخون بالتحرير وهم أسرى الأهواء الحزبية.

يتاجرون بالقضية الفلسطينية، ويستغلّون مأساة الأويغور، ويتباكون على المظلومين في بلاد، بينما يصمتون عن ظلمٍ أشدّ في بلادٍ أخرى، إذا كانت الحسبة لا تصبّ في مصلحتهم.

إنّ الإخوان المسلمين لا يتحركون بعقيدة ثابتة، بل بمصلحة عائمة.

فالولاء عندهم ليس لله ولا لكتابه، بل للتنظيم وشبكاته.

القضية عندهم ليست رسالة، بل "مشروع سياسي"، والآلام ليست دافعًا للإصلاح، بل مادة دعائية لبناء صورة براقة تخدع البسطاء.

وحين تتأمل خطابهم الإعلامي، تجد العبارات منمّقة، والمشاعر مستثارة، لكن الغاية واضحة: ركوب الموجة لا إصلاح المأساة.

فالقضايا في منطقهم ليست مسؤولية شرعية، بل أوراق تفاوض تُستبدل حين تتغير الموازين.

وما أكثر ما رفعوا راية "الإسلام هو الحل"، فإذا وصلوا إلى السلطة جعلوا الإسلام وسيلةً للحكم، لا منهجًا للحياة.

إنّ الأمة اليوم لا تحتاج إلى خطباء يحركون العواطف، بل إلى رجالٍ يصدُقون مع الله.

لا تحتاج إلى من يستغلّ القضايا الشريفة، بل إلى من يصونها من التوظيف الحزبي والمكر السياسي.

فالمبدأ الحق لا يُباع ولا يُستعار، والنية الصادقة لا تُستبدل بالمكاسب.

لقد آن للأمة أن تميز بين من يستخدم الإسلام وسيلةً للتمكين، ومن يجعل الإسلام غايته في التمكين.

وآن لها أن تعرف أن صوت الإخوان حين يرتفع، فإنما يعلو بقدر ما يحقق لهم نفوذًا ومصلحة، لا بقدر ما يرفع مظلومًا أو ينصر حقًّا.

إن القضايا الشريفة لا تُنصر بالشعارات، ولا تُحمى بالأحزاب، بل تُصان بالصدق والإخلاص والعقيدة الصافية التي لا تُباع ولا تُشترى.

فالإخوان باعوا المبدأ بثمنٍ بخس، وأضاعوا روح الدعوة في دهاليز السياسة، وجعلوا من الإسلام زينةً للمؤتمرات، لا منهجًا للحياة والمجتمعات.

ولذلك، فإن أخطر ما يواجه الأمة اليوم ليس عدوًّا خارجيًا، بل من يلبس لبوس الدين وهو يطعن الدعوة في خاصرتها، ويجعل من القضايا الشريفة سُلَّمًا للمصالح، ومن الإسلام ستارًا للمكائد.

هؤلاء لا يُصلحون، بل يُفسدون، ولا يُوحّدون، بل يُفرّقون، لأنهم جعلوا الدين تابعًا للحزب، لا الحزب تابعًا للدين.

فاحذروا من دموعهم المصطنعة، ومن شعاراتهم اللامعة، ومن ادعائهم الدفاع عن الأمة، فالقضية عندهم مشروع تمكين، لا رسالة تمسّك وتمكين.

وسيبقى الإسلام نقيًّا طاهرًا، لا يلوثه من جعله مطيّةً لأهوائه، ولا من رفع اسمه وهو يطعن في جوهره.

كتبه أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله 

١٨/جمادى الأولى/١٤٤٧هجرية 

*نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين*

https://t.me/taheer77/2431

════ ❁✿❁ ════

https://t.me/taheer77

       ════ ❁✿❁ ════

https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y

*✍ انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*

عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح