أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

قصة الأخ الذي أكرمه الله في ليلة 29 رمضان يرويها بنفسه

 


قصة الأخ الذي أكرمه الله في ليلة 29 رمضان يرويها بنفسه

رابط المقال بصيغة pdf

https://t.me/atbaasalaf/13085

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبه نستعين على أمور الدنيا والدين

 أولا: أحمد ربي حمداً كثيراً طيبا مبارك فيه هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو على كل شيء قدير

 سبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

 فهذه قصتي باختصار كنتُ جريحاً في اللواء الأول عمالة، وكانت إصابتي بحادث مروري على مهمة قتالية بتاريخ ١١ /٨/ ٢٠١٨م  في العمود الفقري فقدتُ فقرتين الفقرة الرابعة والخامسة فكنت على عربة المعاقين لا أستطيع الحركة إلا عبر العربة المتحركة وكان مرافقي والممرض لي أخي الإعلامي أبو عدنان توفيق عبيد، وأيضا ولد أختي الشخصية الاجتماعية رضوان العكيمي، والولد عادل ولد أختي فجزاهم الله خيراً على وقوفهم معي وبقائهم في مرضي. 

فكنت حينها لم ينقطع رجائي وثقتي بربي فكانت البسمة لا تفارق محياي وكنتُ مُسَلّم أمري لربي وراضي بقضاء الله وقدره

فكان إسعافي من مشفى المخاء الميداني إلى العاصمة عدن مشفى الكوبي، وليتني لم أدخله، فلم أستفد منه شيئا، فكان هناك دكتور روسي سيء الأخلاق فقرر لي عملية فلم أوافق عليها. 

وتحولت إلى مشفى النقيب وقابلت الدكتور خلدون استشاري العمود الفقري وأيضا  قرر لي عملية فلم أوافق عليها، وأحالنا إلى مشفى الألماني وقابلت دكتور أردني فقرر لي كذلك عملية فلم أوافق عليها، نظرا لفشل الطب في اليمن، فأحالنا إلى مشفى بابل صيرة فقابلت الدكتور مراد فقرر لي عملية فلم أوافق عليها، وتحولت إلى مشفى خليجي عدن فتعالجت عدة أيام فقرر لي عملية فلم أوافق عليها، وتحولت إلى مشفى النخبة فقرر لي عملية فكانت نسبة النجاح  سبعين بالمائة فلم أوافق عليها، وتحولت إلى حضرموت عند الدكتور الحسني عملت عملية ليزر فكانت عملية موفقة لكن لم تستأصل جميع الألم، فتحولت إلى مشفى الوالي فقابلت الدكتور الدكتور محمد الكميتي صاحب الأخلاق والتواضع استشاري في العمود الفقري فقرر لي عملية فكانت نسبة النجاح تسعين بالمائة فصليت صلاة الاستخارة فوافقت على العملية،

فكانت عملية متعبة وفيها مشقة كبيرة عليَّ وعلى الدكتور استغرقت العملية من ثلاث إلى أربع ساعات فكانت عملية موفقة لكن لم تستأصل جميع الألم، وحينها أصبت بمرض كورونا حين كانت منتشرة في تلك الأيام واحالونا إلى غرفة العزل فكنتُ راضي بحكم الله فتعالجت عدة أيام فكان الممرضين يلبسون لباس العزل يدل عليهم الخوف والفزع وحينها كان مرافقي والممرض لي في غرفة العزل توفيق أخي الإعلامي المتميز الذي ضحى بنفسه من أجلي فكنت اتألم من العملية ومن كورونا

 وحينها تحولت إلى سكن جرحى اللواء الأول عمالة، وعندما أُخبر القائد رائد الحبهي لم يوافق ببقائي بين الجرحى لسبب الكورونا والعدوى فكان الأخ إبراهيم الميسري الله ييسر أمره ويوفقه دنيا وأخرى نعم المندوب الرجل الأمين الذي عرف لما وضع له، فأخذنا بالإسعاف إلى مسقط رأسي. 

وحينها صارعت مرارة المرض والألم، وفي شهر رمضان المبارك كانت مرض كرونا حينها منتشر بكثرة بين الناس فماتوا في ذلك الشهر الكثير من الناس أمثال الدكتور عبد القوي الذي كان موتة خسارة علينا وفاجعة كبيرة أسال الله العظيم أن يجمعنا به في دار كرامته في جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. 

وبعد المرض قررت أن اتفرغ لطلب العلم الشرعي، فعزمت على الذهاب إلى محافظة الضالع دار الحديث السلفية للعلوم الشرعية القائم عليها الشيخ رشاد الضالعي - حفظة الله-، فذهبت ومكثت عزوبي لحالي بدون أسرتي في تلك الدار أربعة أشهر، وكانت الأجواء مناسبة لي فقررتُ أن آتي بالأسرة والحمد لله 

وجدت راحة وسكينة لا يعلم بها إلا الله كيف لا وأنا مجالس صفوة المجتمع وخير الناس أهل السنة والجماعة، 

وكنت أحظى بتقدير كبير بين أوساط الطلاب والمسؤولين في تلك الدار المباركة ليس لأني ذو شان وإنما لإعاقتي أكثر الطلاب يريد يساعدني. 

 فاستقبلنا هذا العام شهر رمضان المبارك فلله الحمد والمنة صمنا وصلينا بما أوجب الله علينا

وعند دخول العشر الأواخر عزمت على الاعتكاف والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. 

وفي ليلة سبعة وعشرين كانت عليَّ مشقة كبيرة لطول القيام فتعبت تعبا شديدا لا يتحمل فكنت اضرب بيدي على فخذي لشدة الألم لكن الراحة والسعادة كانت تملى قلبي أحيانا كنت أنسى التعب والألم من شدة الراحة والسعادة. 

 وفي ليلة تسعة وعشرين رمضان كانت عليَّ ليلة مباركة كيف لا وقد أشرقت عليَّ شمس العافية فيها، وكانت ليلة مبشرة بالخير كيف لا وفيها ليلة القدر الذي هي خير من ألف شهر 

فكنت حينها أشعر بفرح وسعادة وراحة وطمأنينة فقلت للذي بجانبي أنا أشعر بفرح وسعادة وراحة وطمأنينة فقال لي وأنا كذلك فقلت له لعلها وهي ليلة القدر فنزلت الرحمة، والسكينة وشعرت براحة 

فكنت استخدم حزام العمود الفقري فسجد الإمام فسجدت وأنا اتألم ألما شديدا  لا يتحمل فتضرعت لربي ودعيت ببكاء وخشوع لعل رحمة ربي تغشاني فدعيتُ باسم الله الأعظم فقلت : اللهم إني اسألك بإسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت وإذا دعيت به أجبت اللهم إني أشهد أنك أنت الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد اللهم إنه عجز الأطباء عن دوائي وأنت شفائي ودوائي اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيداً فقربهُ وإن كان قريباً فيسره لي اللهم يا ودود ياودود يا ذا العرش المجيد يا مبدي يامعيد يا فعال لماتريد اللهم إني اسألك بإسمك الذي لا يرام وعزك الذي لا يضام وملكك الذي ملأ أركان عرشك اللهم يا مغيث أغثتي اللهم يا مغيث أغثني اللهم يا مغيث أغثني ثلاثاً 

والله العظيم الذي لا إله غيره ما رفعتُ من السجود إلا ونزلت رحمة ربي تغشاني فشعرت في برودة من أطراف الرجل اليسرى الرجل المريضة حتى دارت الى الخلف وشعرت في شيء يتمسح بظهري وانتشرت البرودة على العمود الفقري فنزلت البرودة الى أطراف الرجل الأخرى فخفتُ قلت : لعلها تكون جلطة فقمتُ من على الكرسي واقفاً وأموري طيبة كأن لم يكن هناك عملية  فحللت الحزام وأموري طيبة، فقلت في نفسي جاء الفرج من السماء فأطال الإمام في الركعة وكنت واقفا وكأن لم يوجد عندي عملية لا ألم ولا تعب، فبكيت، وتمالكت نفسي خوفا من الرياء وبعدها انفجرت ببكاء شديد مسموع لا استطيع أتمالك نفسي من الفرحة عرفت أن الفرج نزل من السماء فقلت في نفسي : باقي معي السجود إن سجدت طبيعي خلاص فرج الله نزل فسجد الإمام فنزلت من فوق الكرسي وسجدت معه طبيعي وكأنه لم يوجد شيء فلم أتمالك نفسي بالبكاء المسموع الشديد حتى الذي في الخلف سمع صوتي فسلم الإمام فسلمت بعده وخريت لله ساجدا خاضعا وأنا أبكي بكاء شديدا

فاتممت صلاة الوتر مع شيخنا رشاد - حفظه الله - والأمور طيبة لا يوجد تعب ولا ألم فحمدت ربي وتضرعت بالدعاء كثيرا ودعيت لمن كان مريض من الأهل وغير الأهل 

 وبعد الانتها من صلاة الفجر طلبنا شيخنا رشاد - حفظ الله-  فاخبرته بالقصة فقال ; هذه كرامة من الله عليك إما أن تكون ليلة القدر أو دعوة مستجابة لك 

ثم قام الطلاب يهنئونني وهم مسرورون حتى قريب الشروق فانتشر الخبر في جميع المحافظات بسبب المنشور الذي نشرة أبومسلم الأخ علي الشعب في الفيس وهم يتصلون عليَّ وعلى بعض الأخوة الذين في الدار ولله الحمد والمنه

 لا يفهم البعض أن قد بلغنا مرتبة الكمال حتى استجاب الله لنا بل نحن مقصّرون وأصحاب ذنوب ومعاصي نسأل الله أن يعفو عنا إنه جواد كريم


 فهذه قصتي لعلها تصل إلى أصحاب الابتلاءات والأمراض المزمنة والإعاقات الدائمة فلا ييئسوا ولا يقنطوا من رحمة الله تعالى

 والله على ما اقول شهيد

 كتبها  الفقير الى عفوا ربة صاحب القصة سمير بن عبيد علي الحالمي أبو جليبيب في عيد الفطر 1/شوال لعام ١٤٤٥ هجرية على صاحبها الصلاة والسلام. 


 الموافق ١٠ / ٤/ ٢٠٢٤ ميلادية


عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح