أتباع السلف الصالح

وستكون مواضيعنا إن شاء الله مُستقاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله على وسلم , ونهج سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

random

آخر الأخبار

random
recent
جاري التحميل ...

✍🏻حماس وتعزية النصراني الكافر باب الفاتيكان.

 

✍🏻حماس وتعزية النصراني الكافر باب الفاتيكان.

إنها لوصمة عار تضاف إلى سجلاتهم، ودليل على تذبذب في المعتقد وتقلب في الولاء. لقد خالفوا صريح النصوص التي تنهى عن الترحم على الكافرين، وتجاهلوا إجماع الأمة على هذا الأصل العظيم.

*قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِیِّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن یَسۡتَغۡفِرُوا۟ لِلۡمُشۡرِكِینَ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ أُو۟لِی قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡجَحِیمِ﴾ [التوبة ١١٣]*

وتفسير هذه الآية: (ما كان) أي لا يصح ولا ينبغي ولا يجوز (للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) لما بين الله سبحانه في أول السورة وما بعده أن البراءة من المشركين والمنافقين واجبة، بين سبحانه هنا ما يزيد ذلك تأكيداً وصرح بأن ذلك متحتم (ولو كانوا أولي قربى) فإن القرابة في مثل هذا الحكم لا تأثير لها.

فبأي وجه سيقابلون ربهم يوم القيامة وقد والوا من عاداه، وترحموا على من أبى الإيمان به؟ وأي عذر سيقدمون عن فعلتهم الشنيعة التي استنكرها القريب والبعيد؟

كيف يُقدم المؤمن على فعل يناقض جوهر الإيمان؟ كيف يترحم لسانه على روح أبت الحق وأنكرت الرسالة؟

يا له من انحدار في القيم! ويا له من تهاون في الثوابت! أي قلب يحمل الإيمان حقاً ثم يلين لمن جحد الخالق وعبد سواه؟ أي نور في البصيرة يسمح بمثل هذا الخلط والضلال؟

إن الترحم على الكافرين بعد موتهم علامة ضعف في الولاء، وخلل في العقيدة، وجهل بمقام الرب وجلاله. لقد اشتروا الضلالة بالهدى، فبئس ما اشتروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.

فيا لها من فاجعة تهز أركان القلوب المؤمنة! كيف تجرأت أيدٍ لوثت نفسها بدماء الأبرياء أن ترفع أكف الضراعة ترحماً على روح خالفت سبيل المؤمنين؟ أي منطق معوج سوَّل لهم هذا الفعل الشنيع؟ وأي قلب أسود لم يرتجف وهو يسطر كلمات المودة لمن عادى الله ورسوله؟

إنها وصمة عار تلطخ جبين من فعلها، ونار حسرة تشتعل في صدور الغيورين على دينهم. لقد استبدلوا الولاء بالهوان، والعزة بالذلة، والحق بالباطل. أي بلاغة ترتفع وأي بيان يُجدي في وصف هذا الخذلان؟

فكيف يحزن المؤمن على زوال قوم طالما حاربوا الله ورسوله؟ وكيف يندم على ذهاب أناس كانت حياتهم سعياً في إطفاء نور الله؟ بل إن موتهم راحة للأرض وخلاص للعباد من شرورهم وفسادهم.

فلا رحم الله أجساداً أُنشئت على الكفر، ولا بارك أرواحاً أصرت على الضلال. نسأل الله أن يعجل بعقوبته على من بقي منهم، وأن يطهر الأرض من رجسهم وفسادهم.

إن التعزية فيهم إنما هي محبة لدوام الكفر والشرك والإلحاد، ورغبة في بقاء أهل الباطل على ضلالهم. وأي ضلال أعظم من هذا؟ وأي هوى أعمى من هذا؟

قال الله تعالى: ﴿فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ﴾ [المائدة ٥٢]

هذا مع الخوف من تسلط الكفار على المؤمنين فكيف بهؤلاء الإخوان المجرمين وهم يترحمون على أعداء الله والرسول والدين والمؤمنين.

يا لها من غربة في المفاهيم! ويا له من زيغ في القلوب! أي صفقة خسيسة تلك التي يبيع بها المرء دينه بعرض زائل من الدنيا؟ وأي عمى يصيب البصائر فيُرى الباطل حسناً والحقير قبيحاً؟

إنها خيانة للأمانة، ونكث للعهد، وتضييع للبوصلة. لقد تاهوا في دروب الضلال، وظنوا أن المجاملة على حساب الدين قربة، وأن المداهنة على حساب العقيدة حكمة. ولكن هيهات هيهات لما يظنون!


كتبه/

 أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله.

٢٤/ شوال/ ١٤٤٦هجرية

https://t.me/taheer77/2181

عن الكاتب

أتباع السلف الصالح

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

أتباع السلف الصالح